الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الاثنين، أكتوبر 06، 2025

" رباعيات لا يعبرها الفهم" (23) شعر عبده حقي

1.


مرآة الضوء

أمشي في شاشةٍ واسعةٍ كسماء،

ألمس زرًّا فيضيء لي وطنٌ قديم،

كأنّ الله ترك فينا كودًا سرّيًا للحب،

لكنّنا لم نقرأه بعد، لأننا نخاف اللمس.

 

2. الجيل الذي يكتب بالغيوم

نكتب أسماءنا على الغيم، لا على الحجر،

نمحوها قبل أن تسقط الأمطار،

فقد علّمنا العالم أن البقاء يشبه النسيان،

وأن أجمل الثورات تبدأ من دمعةٍ في emoji.

 

3. وطن على هيئة خيال

أرى وطني في مرايا الميتافرس،

يبتسم لي بلون البحر،

لكن حين ألمسه، يتحول إلى ضوءٍ يتقشر،

فأفهم أن الوطن فكرةٌ تحتاج إلى قلبٍ لا إلى خريطة.

 

4. ضدّ الصدى

أصرخ كي أسمعني،

لكنّ الجدار لا يردّ إلا باسمي،

فأبتسم: لقد صار العنف يتعب من نفسه،

وصارت الكلمات أكثر حيلةً من الرصاص.

 

5. بين الكود والقصيدة

أنا ابن الحروف الرقمية،

لكنّي أبحث عن بيتٍ يسكنه العصفور، لا الـAvatar،

عن موسيقى لا تأتي من السماعات،

بل من رئةٍ تشهق تراب هذا الوطن.

 

6. مقهى في آخر الغيم

نجلس نحن أبناء الضوضاء،

نحتسي صمتًا ساخنًا وننشره على تويتر،

نكتب: "لا للحرب"، ثم نحذفها خوفًا من الحرب،

فنبقى بين القول والغياب، نحرس حلمًا يختبئ في التيار.

 

7. لافتة من طين

الهواء مملوءٌ بالأسئلة،

والشوارع تفتح عيونها كطفلٍ يستيقظ على صرخة،

وأنا أمشي بلا حجرٍ في يدي،

بل بوردةٍ تعلّمت من الجراح كيف تقاوم الريح.

 

8. مرثية النَفَس

أنا لا أهاجم أحدًا،

أنا فقط أضع قلبي على الطاولة،

وأقول: من يريد أن يقتسمه؟

فالوطن لا يُملَك… يُشارك كالأغنية القديمة التي يعرفها الجميع.

 

9. زمن اللمعة

في الليل، يلمع الهاتف ككوكبٍ صغير،

أمدّ إصبعي إليه كأنني أصلي،

لكنّ الإشارة تنقطع،

فأفهم أن الله أقرب حين أغمض الشاشة.

 

10. وعد البداية

سنلتقي هناك، حيث لا أسماءَ ولا شعارات،

حيث تعود الكلمات إلى معناها الأول: "سلام"،

وحيث يبتكر جيلنا وطنًا من الحلم والضوء،

ويكتب على جدار الأفق: “نحن لسنا الغضب… نحن البداية.”

0 التعليقات: