اليَومَ تَتَحَرَّكُ خَريطَةُ الثَّقافَةِ وَالفُنونِ فِي المَغرِبِ وَالعَالَمِ عَلَى إيقاعٍ مُتَسارِعٍ، فَخَبَرُ الصَّباحِ يَبدَأُ بِمَشهَدٍ مِعمارِيٍّ وَفَنِّيٍّ فِي الخَليجِ، حَيثُ أعلَنَتِ «المَعَهَدُ المَلَكِيُّ لِلمِهَندِسِينَ المِعماريِّينَ البِرِيطانِيِّينَ» عَن إطلافِ نُسخَةٍ اِفتِتاحِيَّةٍ لِجَوائِزِ «أكثَرِ المَباني تَحوُّلًا فِي الشَّرقِ الأوسَطِ»، تَحتَفي بِالمَشاريعِ الَّتي تُوازِنُ بَينَ الحِسِّ المَحلِّيِّ وَالاِبتِكارِ المُستَدامِ؛ مَشهَدٌ يُؤَشِّرُ إلى تَحوُّلِ المَسارِحِ وَالمُتَاحِفِ وَفَضاءاتِ العَيشِ نَحوَ حِسٍّ جَماليٍّ يَرتَبِطُ بِالهَوِيَّةِ وَالاِستِدامَةِ مَعًا. وَفِي الأُفُقِ نَفسِهِ، تُلَوِّحُ «دِريايَةُ» السُّعودِيَّةُ بِمَشروعٍ ثَقافِيٍّ طَموحٍ لِدَعمِ إعادَةِ بِنَاءِ مَواقِعَ تُراثِيَّةٍ سُورِيَّةٍ، مِمَّا يَجعَلُ التَّرمِيمَ فِعلًا دُبلوماسِيًّا ثَقافِيًّا يُداوِي ذاكِرَةً جَمَاعيَّةً مُتَصدِّعَةً. هَذانِ المَعرِضانِ يُلَخِّصانِ نَبرةَ اليَومِ: فَنٌّ وَمِعمارٌ يَتَقَدَّمانِ لِحِراسةِ المَعنى فِي مَناطِقَ مُتَغَيِّرَةٍ. Arab News+1
وَعَلى مُستَوى العَالَمِ العَرَبِيِّ، تَتَواصَلُ الاِحتِفالاتُ بِقِيمَةِ القِراءَةِ وَالشِّعرِ. فِي دُبَي، تُعلِنُ «مَكتَبَةُ مُحَمَّدِ بِنِ راشِدٍ» عَنِ الدَّورَةِ الثَّانِيَةِ لِـ«قِمَّةِ المَكتَباتِ وَالنَّشرِ الدُّوَلِيَّةِ» تَحتَ شِعارِ «مُستَقبَلِ صِناعَةِ النَّشرِ»، وَهِيَ مُناسَبَةٌ تَجمَعُ عُقولًا نَقدِيَّةً وَفَنِّيَّةً لِإِعادَةِ صِياغَةِ دَورِ المَكتَبَةِ فِي العَصرِ الرَّقْمِيِّ. وَفِي الأُردُنِ، يَفتَحُ «مِهرَجانُ المَفرَقِ لِلشِّعرِ العَربيِّ» أَبوابَهُ مُؤَكِّدًا أنَّ اللُّغَةَ الشِّعرِيَّةَ ما زالَت قادِرَةً عَلَى تَولِيدِ رِحابٍ جَماعيَّةٍ لِلتَّواصُلِ وَالتَّفَكُّرِ. بَينَ دَبي وَالمَفرَقِ تَظهَرُ خُلاصَةٌ واضِحَةٌ: الثَّقافَةُ العَربيَّةُ تُراهنُ عَلَى البِنيَةِ التَّحتِيَّةِ المَعرِفِيَّةِ وَعَلى رُوحِ القَصيدِ فِي آنٍ. Government of Dubai Media Office+1
أَمَّا فِي المَغرِبِ، فَالمَشهَدُ يَنبِضُ بِنَغمَةِ التَّحوُّلِ الرَّقْمِيِّ الَّذي يَمسُّ الثَّقافَةَ وَالإِعلامَ وَالبِناهَ الدَّاعِمَةَ لَهُما. فَقَد أطلَقَت «أورَنجُ المَغرِبُ» مَنصَّةَ «الاِستِخبارِ الحَيِّ» لِذَكاءِ اِصطِناعِيٍّ يُخادِمُ الشَّرِكاتِ فِي إِنتاجِ المُحتَوَى وَتَحليلِ البَياناتِ وَتَحسِينِ تَدَفُّقِ العَمَلِ، فِي تَطَوُّرٍ يُثَبِّتُ خِيارَ الاِستِثمَارِ التِّقَنيِّ لَدَى الفَاعِلِينَ المَحلِّيِّينَ. وَيَسبِقُ ذٰلِكَ أُسبُوعًا إِعلَانٌ حُكومِيٌّ عَنِ بَرنامَجٍ وَطَنِيٍّ لِتَدريبِ الأَطفَالِ عَلَى المَهاراتِ الرَّقْمِيَّةِ وَمَفاهِيمِ الذَّكاءِ الاِصطِناعِيِّ تَحتَ اِستِراتِيجِيَّةِ «المَغرِبِ الرَّقْمِيِّ 2030»، وَهُوَ مَسارٌ يُهَيِّئُ الجِيلَ الجَديدَ لِمِهَنٍ إِبداعِيَّةٍ تُغَذِّي الصِّناعَتَينِ الثَّقافِيَّةِ وَالإِعلامِيَّةِ. هٰكَذا يَظهَرُ الحَقلُ المَغرِبِيُّ فِي لَحظَتِهِ الحاضِرَةِ: تَثمينُ التُّراثِ وَتَوسِيعُ أَدَواتِ الإِنتاجِ وَالنَّشرِ وَالتَّواصُلِ. Ecofin Agency+1
وَعَلى سُوحِ أَخبَارِ التِّكنُولوجيا وَالإِعلامِ عالَمِيًّا، يَرتَفِعُ صَوتُ الشَّرِكاتِ المُصَنِّعَةِ لِلبُنى التَّحتِيَّةِ الرَّقْمِيَّةِ لِخِدمَةِ القِطاعِ العُموميِّ، إِذ أعلَنَت «سُوبر مايكرُو» عَن إِنشاءِ فَرعٍ يُخادِمُ الوِكالَاتِ الفِدرالِيَّةَ الأَمرِيكِيَّةَ فِي مَجالِ خَوادِمِ الذَّكاءِ الاِصطِناعِيِّ، فِي إِشارَةٍ إِلى أَنَّ «العَقلَ الاِصطِناعِيَّ» يُصبِحُ بُنيَةً وَسِياسَةً عَامَّةً مَعًا. وَفِي المَشهَدِ نَفسِهِ، تُثيرُ صَفَقَةُ «إنفيديا» الجَديدةُ تَساؤُلاتٍ عَن تَقيِيمِ «نوكيا» وَمَوقِفِ المَستَثمِرِينَ بَينَ آفاقِ شَبَكاتِ المُستَقبَلِ وَمَردودِيَّةِ الحاضِرِ؛ حِراكٌ يَنعَكِسُ مُباشَرَةً عَلَى أَجهِزَةِ الإِعلامِ وَتَحوُّلاتِ صِناعَةِ المُحتَوَى وَأَدواتِهِ الدَّاعِمَةِ. هٰذِهِ الإِشارَاتُ تَعكِسُ أَنَّ نَقلَ الأَخبَارِ وَسَردَ القِصَصِ أصبحا مُرتَبِطَينِ بِقُدرَةِ الصَّحافَةِ عَلَى فَهمِ بُنى الحِسابِ وَالخَوادِمِ وَالعُقُودِ التِّجارِيَّةِ الَّتي تُحَرِّكُ الوَقتَ الرَّقْمِيَّ. Reuters+1
فِي مِحوَرِ «الأَدَبِ الرَّقْمِيِّ»، تُمثِّلُ أَخبَارُ إِطلَاقِ «المَكتَبَةِ العَربِيَّةِ الرَّقْمِيَّةِ» فِي أَبوظَبِي وَالشَّراكَةِ مَعَ مَنصَّاتٍ عالَمِيَّةٍ حَدَثًا مُفصِلِيًّا: فَهِيَ تَعدُ بِمُحتَوًى عَربيٍّ مُؤَسَّسٍ عَلَى مَعايِيرِ وُصُولٍ وَإِتَاحَةٍ وَحِفظٍ أَفضَلَ، وَبِبُنيَةٍ تَحتِيَّةٍ تُقارِبُ بَينَ الكِتابِ وَالقارِئِ دُونَ حُدودٍ جُغرافيَّةٍ. وَفِي الجِهَةِ الأُخرَى مِنِ المَشهَدِ الدُّوَلِيِّ، تُواصِلُ «مُنَظَّمَةُ الأَدَبِ الإِلكترُونِيِّ» (ELO) تَرسِيخَ مَكانَتِها مَعَ إِعلَانِ جَوائِزِ 2025، فَتُكَرِّسُ تَقَالِيدَ الاِبتِكارِ فِي أَشكالِ السَّردِ التَّفاعُلِيِّ وَالشِّعرِ البَرمَجِيِّ وَالأَلعَابِ السَّردِيَّةِ. كَذٰلِكَ يَظهَرُ مَشهَدٌ تَكامُلِيٌّ بَينَ النَّشرِ وَالصَّوتِ وَالبَودكاستِ، فَالأَعمَالُ المُتَرجَمَةُ وَقَوائِمُ الجَوائِزِ العالَمِيَّةِ تَدخُلُ نِقاشًا حَيوِيًّا حَولَ عَلاقةِ الذَّكاءِ الاِصطِناعِيِّ بِالتَّرجَمَةِ وَمَفهُومِ المُؤَلِّفِ، وَهُوَ نِقاشٌ تُعَزِّزُهُ قَوائِمُ طَوِيلَةٌ لِكُتُبٍ تُجَرِّبُ تَداخُلَ «الخُوارِزْمِيِّ» وَ«الشِّعرِيِّ». هٰذِهِ المُؤَشِّراتُ تُومِئُ إِلى مَسارٍ جَديدٍ يَجعَلُ «الأَدَبَ الرَّقْمِيَّ» حاضِنًا لِلتَّجريبِ وَمَختَبَرًا لِسياسَاتِ النَّشرِ وَحُقوقِه. gulfnews.com+2eliterature.org+2
فِي إِفريقِيَا، تَتَجاوَرُ الصُّوَرُ الثَّقافِيَّةُ وَالتَّعليميَّةُ: مِنِ احتِفاءاتٍ مَيدَانِيَّةٍ بِمَوسِمِ الشُّكرِ التَّقلِيدِيِّ لِلقَومِيَّةِ الأُورُومِيَّةِ فِي إِثيوبيَا، الَّذي يَستَعيدُ وَظيفَتَهُ الهُويَّاتِيَّةَ وَالرُّوحِيَّةَ، إِلى تَقارِيرَ يَومِيَّةٍ تُتابِعُ حَراكَاتٍ ثَقافِيَّةً وَتَعلِيمِيَّةً مُتَفَرِّقَةً فِي غَربِ القارَّةِ؛ مَشهَدٌ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الثَّقافَةَ لَيسَت تَرفًا بَل مِظلَّةً ناعِمَةً تُغطِّي المُجتَمَعَ فِي اللَّحظاتِ الصَّعبَةِ وَتُهيِّئُ مَجالًا لِفَنّانِينَ وَكُتَّابٍ يَبنونَ سِيَرًا لِلتَّعافِي. وَعَلى خَطِّ التَّماسِ بَينَ الثَّقافَةِ وَالمُنشِئِينَ العَرَبِ فِي المَنافِي، تُضيءُ مُبادَراتٌ فَردِيَّةٌ كَمَشرُوعِ نَاشِرٍ عِراقِيٍّ في بريطانيا يُقَرِّبُ الأَدَبَ العَربيَّ مِن لُغاتٍ أُخرَى—مِثلَ تَرجَمَةِ «سَبعِ رِحلاتِ سِندِبادَ» إِلى الوِيلزِيَّةِ—عَلى إِمكانِ الجُسُورِ الصَّغيرَةِ أَن تُحَرِّكَ بَحورًا مِنَ الفَهمِ المُتَبادَلِ. AP News+1
فِي الاِقتِصادِ الإِبداعِيِّ وَتَعليمِ المَهاراتِ، تَظهَرُ مَنصَّاتٌ جَديدةٌ كَـ«مَهارَات» فِي المِنطَقَةِ، تَعرِضُ دُرُوسًا قَصيرَةَ النَّفَسِ فِي الأَعمَالِ وَالمُوضَةِ وَالمُوسِيقَى بِصِيَغٍ تُناسِبُ جِيلًا مُتَّصِلًا يَقتَبِسُ المَعرِفَةَ عَلى لَمحِ البَصَرِ؛ وَهُوَ مَا يَتقَاطَعُ مَعَ زَخَمِ المَعارِضِ وَالمَواسمِ الأَدَبِيَّةِ فِي أُورُوبَّا وَأَمِيرِكا الشَّمالِيَّةِ خِلالَ تُشرِينِ الأَوَّلِ، مِمَّا يُعَزِّزُ حِوارًا عالَمِيًّا حَولَ قِيمَةِ السَّردِ وَالمَعنى فِي عَصرِ الخُوارِزميَّاتِ. وَفِي المَغرِبِ وَالمَنطَقَةِ، يَبدُو أَنَّ خُطَّةَ تَطويرِ المَحتَوَى الرَّقْمِيِّ تُدرِكُ أَنَّ الإِبداعَ يَحتاجُ إِلى مَساراتِ تَعلُّمٍ رَشيقَةٍ وَمُستَمِرَّةٍ لِكي يَبقَى نابِضًا فِي السُّوقِ وَالمُجتَمَعِ. thenationalnews.com+1
وَفِي خِتامِ المَشهَدِ اليَومِيِّ، يُمكِنُ القَولُ إِنَّ «الثَّقافَةَ وَالفُنونَ» وَ«الإِعلامَ وَالتِّكنُولوجيا وَالرَّقْمَنَةَ وَالذَّكاءَ الاِصطِناعِيَّ» وَ«الأَدَبَ الرَّقْمِيَّ» تَلتَقِي اليَومَ عَلَى خَيطٍ ناظِمٍ واحِدٍ: تَحويلُ الأَدواتِ إِلى رِوَايةٍ أَوسَعَ لِلمُجتَمَعِ. فَالطُّموحُ المِعمارِيُّ يَلتَقِي مَعَ سياسَاتِ إِعادَةِ البِناءِ الثَّقافِيِّ، وَمَشَارِيعُ التَّدرِيبِ وَمَنصَّاتُ الذَّكاءِ الاِصطِناعِيِّ تَفتَحُ مَمرّاتٍ لِصَحافَةٍ أَكثَرَ قُدرَةً عَلَى الفَهمِ وَالتَّحقُّقِ، وَالمَكتَباتُ الرَّقْمِيَّةُ وَجَوائِزُ الأَدَبِ الإِلكترُونِيِّ تُوَحِّدُ أَرفُفَ العَالَمِ فِي شَاشَةٍ واحِدَةٍ. هٰكَذا يَتَشكَّلُ «خَبَرُ اليَومِ» كَسِردِيَّةٍ مُتَّصِلَةٍ: مَساعٍ مُتَوازِيَةٍ لِصِناعَةِ مَعنًى جَماعيٍّ يَصونُ الذَّاكِرَةَ وَيَبتَكِرُ المُستَقبَلَ.







0 التعليقات:
إرسال تعليق