وُلدت الكاتبة الأمريكية كاساندرا كلير، واسمها الحقيقي جوديث راميلت، في السابع والعشرين من يوليو عام 1973 في طهران – إيران، حيث كان والدها يعمل في المجال الدبلوماسي. منذ سنواتها الأولى، ارتبط اسمها بالرحيل الدائم، فقد عاشت طفولتها متنقلة بين بلدان متعددة: سويسرا، إنجلترا، فرنسا، قبل أن تستقر في الولايات المتحدة. هذا الترحال المبكر منحها خيالًا واسعًا وحسًّا سرديًا مشبعًا بتنوع الثقافات والبيئات، وهو ما انعكس لاحقًا في عوالمها الروائية.
منذ الصغر، وجدت كلير
في الكتب مأواها الأثير، وكانت تقرأ بشغف أعمالًا كلاسيكية لفانتازيين كبار مثل تولكين
وسي. إس. لويس. هذا الشغف بالقصص الخارقة والعوالم السحرية جعلها تميل إلى كتابة القصص
القصيرة، قبل أن تجد في الـFanfiction (القصص
المستوحاة من أعمال أدبية مشهورة) مدخلًا إلى عالم الكتابة. وقد اشتهرت في بداياتها
بأعمال كتبتها عن عوالم هاري بوتر وسيد الخواتم، مما كوّن لها قاعدة قرائية مبكرة على
الإنترنت.
إلا أن انطلاقتها الحقيقية
جاءت عام 2007 مع صدور روايتها City of Bones (مدينة
العظام)، أول أجزاء سلسلة The Mortal Instruments (الأدوات المميتة). الرواية التي مزجت بين الرومانسية
المظلمة والمغامرة والفانتازيا الحضرية، لاقت نجاحًا مدويًا، واحتلت مكانة مميزة في
قوائم الكتب الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة. هذا النجاح لم يكن عابرًا، بل أسس
لبناء إمبراطورية أدبية عُرفت لاحقًا باسم عالم الصيادين
–
The Shadowhunters Chronicles.
توسعت هذه الإمبراطورية
في سلاسل متتابعة:
The Infernal Devices (الأدوات
الجهنمية) التي عادت بالقارئ إلى العصر الفيكتوري، ثم The Dark Artifices (الفنون المظلمة) وThe Last Hours (الساعات الأخيرة)، بالإضافة إلى مجموعة من الكتب
المرافقة مثل
The Bane Chronicles وGhosts of the Shadow Market. وبهذا صارت كلير تكتب عالماً متشعبًا، حيث
الشخصيات والأحداث تتقاطع في شبكة روائية واحدة، أشبه بما تفعله السينما العالمية في
سلاسل الأبطال الخارقين.
لم تتوقف إنجازاتها
عند حدود الورق، فقد تحوّلت رواياتها إلى فيلم بعنوان The Mortal Instruments: City of Bones عام 2013، ثم إلى مسلسل تلفزيوني ناجح بعنوان Shadowhunters عُرض بين عامي 2016 و2019، مما عزز حضورها
في الثقافة الشعبية المعاصرة.
تقيم كاساندرا كلير
اليوم في ولاية ماساتشوستس مع زوجها وعدد من القطط التي تحبها بشغف. وتُعرف بعلاقتها
القوية مع جمهورها، فهي نشطة على وسائل التواصل الاجتماعي وتشارك باستمرار في معارض
الكتب حول العالم.
لقد نجحت كلير في أن
تكون أكثر من مجرد كاتبة، بل صارت ظاهرة أدبية في أدب الشباب والفانتازيا. فهي من أوائل
من رسّخوا الـYoung
Adult Fantasy كتيار رئيسي، وفتحت الباب لجيل جديد من الكتاب والقراء.
أعمالها تُقرأ في مختلف أنحاء العالم، وقد تُرجمت إلى عشرات اللغات وبيع منها ملايين
النسخ.
إن ما يميز كاساندرا
كلير ليس فقط قدرتها على خلق حبكات مثيرة أو شخصيات آسرة، بل إصرارها على بناء كون
أدبي متكامل، حيث كل سلسلة رواية ليست سوى قطعة من فسيفساء كبرى. في عوالمها، لا ينتهي
السرد بنهاية كتاب، بل يتواصل عبر أجيال من الشخصيات والأحداث، ليصنع تراثًا أدبيًا
يشبه الأساطير الحديثة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق