1. الثقافة والفنون
المغرب
في المغرب، يشهد المشهد الثقافي زخماً نوعياً: من جهة، تُقام مهرجانات كبرى مثل Festival de Fès de la culture soufie
في مدينة فاس تحت شعار «على نمط عيشٍ شاعري: الفنّ والروحانية». Médias24 كذلك، يُنظّم مثلاً Festival national du film de Tanger الذي يدخل نسخته الـ25 بمدينة طنجة، ما يعكس تعزيز مكانة السينما الوطنية. Le Matin.maأما «أمس»، فكانت عامتان سابقتان يتسمان بتحوُّل في السياسات الثقافية نحو تأهيل المتاحف والمراكز الفنية، كما في إشارتنا إلى أن المغرب أصبح «فضاءً فنياً ناشئاً» بفضل اعتراف Casablanca ضمن شبكة «مدن مبدعة» لـUNESCO في مجال الفنّ الرقمي. Ministère de la Culture
اليوم، نرى تكاملاً أكبر بين الفنّ التقليدي والروح المعاصرة — مثل روح الفن الصوفي أو التجربة المعاصرة داخل المتاحف أو المعارض — مما يشير إلى نُضج في الرؤية الثقافية المغربية التي تسعى إلى بروزها العالمي.
العالم العربي
في العالم العربي، الثقافة والفنون تشهدان تغيّرات مهمة: «أمس» كان ميداناً يركز كثيراً على التمثيل التقليدي – الفن التشكيلي، السينما، المسرح – غالباً ضمن إطار محلي. «اليوم» بات هناك دفع نحو التّرسيب العالمي: مثل مشاركة اللغة العربية والتراث العربي في مهرجانات دولية، وتشجيع المبدعين العرب على الحوار مع العالم. على سبيل المثال، تم اختيار العربية كلغة ضيف في Avignon Festival بفرنسا لعام 2025، ما يعكس الرغبة في إعادة تعريف الفن العربي على المستوى العالمي. Le Monde.fr
هذا التحوّل يُظهر أن الثقافة العربية لم تعد تكتفي بإنتاج داخلي، بل تطمح إلى مساحة دولية.
إفريقيا
في إفريقيا، المشهد الثقافي والفني ‘أمس’ كان يتسم بتحديد الهوية وترميم التراث، ثمّ «اليوم» تتحول نحو الإبداع المعاصر والربط مع الشبكات العالمية: فهناك تأكيد على الأدب والفن من إفريقيا كفعل عالمي. مثلاً، الدراسات الأكاديمية تدرس الأدب الرقمي الإفريقي كجزء من الثقافة الرقمية. Boydell and Brewer+2OAPEN Library+2
الفنّ الإفريقي «اليوم» يطالب بأن يُرى على الساحة العالمية كمبدع لا كمجرّد تابع، ويتساءل عن العلاقات بين التقنية والثقافة، والتراث والتجديد، والمحلي والعالمي.
العالم
على المستوى العالمي، «أمس» كان يعني هيمنة نماذج الفن الغربية التقليدية، لكن «اليوم» يُشهد تنوّعاً كبيراً، وهجرة للتركيز نحو الرقمي – الفن الرقمي، الواقع المعزز، التداخل بين التقنية والفنّ – والاهتمام بالقضايا الثقافية العالمية كالهوية، التعددية، واستثمار الفن كأداة للحوار العالمي. المغرب والعالم العربي وإفريقيا تنخرط في هذه الحركة.
الثقة في أن الثقافة والفنون يمكن أن تكون جسراً بين الشعوب باتت أكثر وضوحاً.
2. الصحافة والإعلام، التكنولوجيا الرقمية، الذكاء الاصطناعي
المغرب
في المغرب، «أمس» كان الإعلام يُعنى بتغطيات تقليدية – صحافة مطبوعة، تلفزيون، وانتقال تدريجي نحو الرقمي. «اليوم» بدأت تظهر أدوات الذكاء الاصطناعي في الصحافة، وهناك حاجة إلى تأهيل نحو الصحافة الرقمية والمحتوى الجذاب. كما على المستوى العالمي، هناك اهتِمام متزايد بتأثير الذكاء الاصطناعي على الصحافة. مثلاً، تقرير عالمي يشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يحول حق الحصول على المعلومات، كما تحذّر من مخاطره. Réseau Journalisme d'Investigation+1
في المغرب، يمكن القول إن المشهد يبدو واعداً لكنه لا يزال في طور التأسيس: مؤسسات الإعلام تواجه تحديات مثل انخفاض التفاعل الرقمي، ومراعاة الجودة والكشف عن المحتوى المزيّف.
العالم العربي
في العالم العربي، «أمس» شهد انتشار الإنترنت والهواتف الذكية، ما أتاح تحولاً كبيراً نحو الإعلام الرقمي. «اليوم» هناك موجة ذكاء اصطناعي تُهدد وتعدّ في آن: مثلاً في الصحافة العربية، الحاجة إلى أدوات ذكيّة للتنقيب عن البيانات، وإلى بناء قدرات لغوية وتكنولوجية للعربية، كما يظهر في الدراسات حول نماذج اللغة العربية الكبرى. arXiv+1
كما أن الصحافة العربية توجّه اهتماماً أكبر نحو تنظيم المحتوى، التصدي للمعلومات المزيّفة، ومواكبة التغيرات التقنية العالمية.
إفريقيا
في إفريقيا، «أمس» كان هناك فجوة رقمية – بنية تحتية أقل تطوراً، استثمارات أقل، تحديات في الوصول والمهارات الرقمية. «اليوم» تتسارع التحولات: هناك مبادرات لدمج الذكاء الاصطناعي في الإعلام، استخدام البيانات الضخمة، ومعالجة لغات محلية. من جهة، الأبحاث تسلّط الضوء على كيف يُستخدم الذكاء الاصطناعي في الصحافة في العالم ككل، وتُشير إلى أن أفريقيا لا تزال تواجه عقبات. ScienceDirect+1
لكن ما يبدو واضحاً أن المستقبل في إفريقيا سيكون رقميّاً أكثر، والإعلام والتكنولوجيا يمكن أن يلعبا دوراً محورياً في التنمية والمشاركة.
العالم
على المستوى العالمي، «أمس» شهد تحول الإعلام التقليدي إلى رقمي، ولكن «اليوم» يشهد ثورة الذكاء الاصطناعي في الصحافة والإعلام: مثلاً، تقارير تشير إلى أن الدول الكبرى تستخدم الذكاء الاصطناعي في شنّ هجمات سيبرانية، أو إنتاج محتوى مزيف. AP News وفي الوقت نفسه، شركات إعلامية كبيرة تعقد شراكات مع عملاقة التقنية لتطوير أدوات ذكاء اصطناعي مخصصة للإعلام. Financial Times
ومن أبرز التحديات: كيف يحافظ الصحافيون على المصداقية والحقوق، بينما تُستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي للمراقبة، وتوزيع المحتوى بشكل أسرع. The Guardian
بالتالي، الإعلام الرقمي اليوم يواجه مفترقاً: إمكانات هائلة، لكن مخاطر جدّية على حرية الصحافة، على جودة المحتوى، وعلى الأمان المعلوماتي عامّة.
3. الأدب الرقمي
العالم العربي
في العالم العربي، «أمس» كان يُنظر إلى الأدب الرقمي كمجال ناشئ – الترجمة إلى الرقمية، المدونات، النشر الإلكتروني. «اليوم» يُلاحظ تركيزاً أكبر على التأليف الرقمي، القصّة الرقمية، وكذلك الأدب الإلكتروني، كما تشير الدراسات إلى أن هناك اهتماماً كبيراً بالأدب الرقمي كفضاء بديل للنشر والتفاعل. SEI+1
مثلاً، دراسات تتناول الأعمال الأدبية الرقمية ووسائطها في العالم العربي، وتشير إلى كيف يستفيد الكتّاب العرب من الوسائط الرقمية والمدونات والويب لرواية قصصهم. MDPI
المسار إذن في العالم العربي يتجه نحو «الكتابة من/إلى الرقمية» — حيث النصوص لا تُقرأ فقط بل تُشاهد، تُشارك، تُناقش عبر الشبكة.
إفريقيا
في إفريقيا، الأدب الرقمي «أمس» كان محدود الانتشار نسبياً بسبب البنية التحتية والنشر التقليدي، لكن «اليوم» الأدب الرقمي بدأ يأخذ شكل تحملته الدراسات الأكاديمية: مثل مفهوم “African electronic literature” الذي يستكشف الكيفية التي تتداخل فيها الكتابة والتقنية الرقمية في إفريقيا ً. ResearchGate+1
الأدب الرقمي في إفريقيا يوفر مسارات جديدة للكتّاب لإقصاء الحواجز التقليدية للنشر: النشر الذاتي، المدونات، القصص المصورة الرقمية، فضلاً عن القصائد المنشورة عبر وسائل التواصل. التحدّي يبقى التوزيع والبنية التحتية، لكن الاتجاه يُعدّ واعداً.
العالم
عالمياً، الأدب الرقمي «أمس» بدأ مع ظهور الإنترنت والنشر الإلكتروني ثمّ القصص التفاعلية، الروايات الغامرة، الوسائط متعددة. «اليوم» الأدب الرقمي صار فضاءً مفتوحاً تستفيد فيه النصوص من الوسائط المتعددة (الصوت، الصورة، الفيديو)، ومن الذكاء الاصطناعي في بعض الحالات، ومن التفاعل اللحظي مع القارئ. الدراسات الأكاديمية تُناقش تأثير الوسائط الرقمية على ما يُفهم بـ«الأدب». Cultural Analytics
بذلك، الأدب الرقمي العالمي أصبح يمثل إحدى الطرق التي يعيد بها الأدب نفسه تشكيل ذاته في عصر التقنية، بطرح أسئلة حول القرّاء، الوسائط، التشارك، التحكّم، والهوية.
خاتمة
في ضوء ما سبق، يمكن القول إنّ المشهد الثقافي، الإعلامي، والأدبي يشهد اليوم «نقلة» واضحة — من الشكل التقليدي إلى شكل رقمي، من محلي إلى عالمي، ومن منفصل إلى متداخل بين التقنية والفنّ. في المغرب والعالم العربي وإفريقيا والعالم بأسره، ثمة مبادرة — وأخرى — تحاول اللحاق بهذا التحوُّل.
كمثقف أو ككاتب ترغب أن تكون «عالميا» كما ذكرت في ملفك الشخصي، فهذه الاتجاهات يمكن أن تشكّل فرصة لك: الأدب الرقمي، التداخل بين الفنّ والتقنية، الإعلام الرقمي، كلّها بوّابات للنشر العالمي والمشاركة الدولية.
إذا أحببت، يمكنني البحث لك بشكل خاص أمثلة مبدعة في المغرب والعالم العربي وإفريقيا في الأدب الرقمي — هل ترغب أن أفعل ذلك؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق