الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الأربعاء، نوفمبر 12، 2025

يومية أخبار الثقافة والفنون والإعلام والتكنولوجيا والأدب الرقمي: إعداد عبده حقي

 


تبدو الخريطة الثقافية متحركة على إيقاع أخبارٍ متوازية من الرباط إلى دبي، ومن بنين سيتي إلى نيويورك. في المغرب، يستمرّ المشهد الثقافي والفني في التقاط أنفاسه بين دينامية الإصلاح الاقتصادي ووهج الاستعدادات الكبرى؛ فبينما تتجه الأنظار إلى تفعيل البرامج التنموية وتسريع خلق فرص للشباب، تتواصل المؤشرات على إعادة تنظيم البنية التحتية للفعاليات الثقافية والرياضية بما ينعكس على الفنون وصناعاتها، من تكوين المتطوعين لاحتضان التظاهرات الجماهيرية وصولًا إلى تهيئة فضاءات العرض والاستقبال. وترافق ذلك موجة قرارات وتوجهات حكومية لتعزيز التحول الرقمي، بما يمنح المؤسسات الثقافية والأكاديمية أدواتٍ إضافية للتسيير والإنتاج والبحث، في لحظةٍ تُنذر بتوسّع قاعدة الجمهور وازدياد الطلب على المحتوى المحلي والمشترك إقليميًّا وعالميًّا.

وعلى مستوى العالم العربي، يُسجّل المشهد الفني أخبارًا ذات طابع رمزي ومؤسسي في الوقت نفسه؛ من إطلاق مبادراتٍ تُعلي من شأن الأمل والعمل التطوعي وتضع الثقافة في قلب الفعل الاجتماعي، إلى تعيين وجوهٍ ثقافية عربية في مهامّ تمثيلية ذات بعدٍ إقليمي يكرّس الحضور العربي في المنابر الدولية للفنون. هذا الحراك يتزامن مع نشاط موسيقي عربي تشارك فيه مؤسسات وأكاديميات من الخليج والمشرق والمغرب، ومع عروضٍ أدائية تعيد وصل الفن بالهوية والذاكرة، وتستثمر في تلاقي المسرح والرقص والموسيقى لطرح أسئلة الإنسان العربي في زمن التحولات العميقة. ولعلّ تشغيل الرموز الفنية في فضاءاتٍ مفتوحة، وربطها بمبادراتٍ أهلية ومؤسساتية، يكشف رغبة متنامية في أن يستعيد الفنّ دوره كجسرٍ بين الحسّ الجمالي والعيش المشترك. 

وفي إفريقيا، تتوالى الإشارات على نهضةٍ فنية-حضريةٍ تجمع البيئة بالإبداع؛ مهرجانات تُفتتح على إيقاع حدائق منحوتة ومسارات عامة للفنون، وتعاونات ثقافية عابرة للحدود، وتجاوبات مع أجنداتٍ قارية تُلازم قمم المناخ والتنمية والصناعة. هنا يتقدم خطاب «الفنّ كمساحةٍ عمومية» خطوةً إضافية إلى الأمام: عمارةٌ خفيفة مستلهمة من التراث، برامج ورشٍ وتدريب ومشاركة مجتمعية، وحرصٌ على تضمين صوت الشباب والفنانين المحليين في صناعة السياسات الثقافية. وكلّ ذلك يتقاطع مع توجهٍ إفريقي واسع للاستثمار في البنى التحتية الرقمية والتعليمية، بما يخلق دورةً جديدةً من الإنتاج الثقافي القادر على السفر داخل القارة وخارجها. 

أما عالميًّا، فتتأكد موجة العولمة الثقافية عبر ثلاثة مساراتٍ متلازمة: تنامي «قوة الثقافة» في السياسات الناعمة، وتوسّع مهرجانات وعلاماتٍ فنية آسيوية وأميركية وأوروبية في أسواقٍ جديدة، ثمّ تزايد حضور الثقافة في سجالات التكنولوجيا والمنصّات الرقمية. تتقدم الثقافة الكورية مثلًا كنموذجٍ تجاري وجمالي عابر للصناعات، فيما تواصل الصين توظيف صادراتها الثقافية لتعزيز مكانتها الرمزية، بالتزامن مع مبادراتٍ أوروبية في اقتصاد الكتاب والتشجيع القرائي تستهدف الأجيال الصاعدة. وفي خلفية هذا المشهد تقف هيئات الأمم والمنظمات الدولية المعنية بالثقافة والمعرفة وهي تعيد ترتيب أولوياتها القيادية، في رسالةٍ مفادها أنّ الثقافة—بما هي تعليمٌ وتراثٌ وإبداع—لا تزال من مفاتيح التوازن العالمي. 

وعلى جبهة الصحافة والإعلام والتكنولوجيا والرقمنة والذكاء الاصطناعي، يتقدّم المغرب بخطواتٍ عملية تجمع بين الإطار التشريعي وتنمية المهارات والشراكات الدولية: مشاريع قوانين لتسريع التحول الرقمي وتعزيز السيادة الرقمية، وبرامج وطنية لتكوين الأطفال والطلبة في مهارات الذكاء الاصطناعي، ومذكرات تفاهم وتعاون مع منظماتٍ إسلامية وعربية متخصصة لنقل الخبرات وبناء القدرات. وإلى جانب ذلك، يفتح عرضٌ أكاديمي وتقني على مستوى الجامعات إمكاناتٍ أوسع لولوج الطلبة إلى أدواتٍ متقدمة في الذكاء الاصطناعي، بما يهيّئ لنشوء بيئةٍ ابتكاريةٍ تُفيد الصحافة وصناعات المحتوى والثقافة الرقمية معًا.

إقليميًّا، تزداد وتيرة الفعاليات والحوارات حول «دبلوماسية التكنولوجيا» وتقاطعاتها مع الأمن السيبراني وحوكمة البيانات، بينما تتقدّم شراكاتٌ للمنصّات العالمية مع شركاتٍ إفريقية وعربية لتقريب الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي وخفض كلفتها، وتطوير بنى تحتية حاسوبية كبرى لحوسبة الذكاء الاصطناعي. ويواكب ذلك تحركٌ مصرفي ومالي يعتمد «وكلاءً ذكيين» في مكافحة الاحتيال وتسريع معالجة الطلبات، مع اتجاهٍ تنظيمي ناشئ لخلق أدوارٍ وظيفيةٍ للإشراف البشري على النظم الذكية في غرف الأخبار والمؤسسات المالية على السواء. وفي الأسواق، يتأرجح مزاج المستثمرين بين تفاؤلٍ بدوراتٍ جديدة من الابتكار وحذرٍ من تقييماتٍ مغالى فيها، في حين تعيد شركاتٌ كبرى ترتيب محافظها الاستثمارية استعدادًا لسباقٍ أطول أمدًا في الذكاء الاصطناعي. 

وفي إفريقيا جنوب الصحراء، تتصاعد مبادرات لدمقرطة الوصول إلى نماذج الذكاء الاصطناعي عبر «أسواقٍ» جديدة للنماذج المتعددة تستهدف مشغّلي الاتصالات وبناء الطبقة الوسطى الرقمية. وفي شمال القارة وغربها، تتخذ دولٌ خطواتٍ عملية لتعميق الشراكات في الألياف البصرية والتكوين الرقمي مع خبراتٍ مغربية، في تزامنٍ مع تعاوناتٍ أكاديمية وصناعيةٍ تفتح الباب لاقتصادٍ معرفي أقوى. هذه الديناميات تُنبئ بأنّ الصحافة الرقمية والإعلام الثقافي سيعتمدان، بوتيرةٍ أسرع، على أدوات الترجمة والتلخيص والتحقق المؤتمت، وعلى بنى حوسبةٍ محلية وإقليمية تضمن السيادة على البيانات وحماية الخصوصية. 

وفي مجال الأدب الرقمي، تتوزع مستجدات اليوم بين حركيةٍ بحثيةٍ عربيةٍ ودولية ومواعيد أكاديمية تُعنى بالأدب الإلكتروني والإنسانيات الرقمية وتمثيلات الذكاء الاصطناعي في السرد والشعر والأداء. من مؤتمرات متزامنة في الإسكندرية والدوحة تُقارب الأدب الأميركي في صورته الرقمية الجديدة، إلى ورشٍ ولقاءاتٍ بحثية تقيّم قدرات النماذج اللغوية في تحليل النصوص العربية وترجمة الاستعارة وصناعة مواد الفهم القرائي، يظهر الاتجاه العام واضحًا: تعزيز أدوات التحليل الحاسوبي للنصوص، وابتكار صيغٍ تربط المختبر الجامعي بمنصّات النشر وفضاءات العرض، مع عودةٍ لافتة للاحتفاء بالأدب الإلكتروني عبر جوائز ومبادراتٍ مؤسساتية. وفي هذا المسار، تبدو المنطقة العربية جزءًا من موجةٍ عالمية أوسع تستثمر الذكاء الاصطناعي في حفظ التراث، وفتح أرشيفاتٍ رقمية، وتمكين جيلٍ جديد من الكتّاب من العمل عبر وسائط متعددة وإنتاج تجارب قراءةٍ وتلقي تفاعلية. 

إنه يومٌ ثقافيٌّ يُثبت مرةً أخرى أنّ الحدود بين الفنون والإعلام والتقنية والأدب الرقمي قد أصبحت شبه شفافة: فالفنان بات يحتاج إلى بنيةٍ رقميةٍ ذكيةٍ تُسعفه في التوزيع والتمويل، والصحفي يتّكل على خوارزمياتٍ تساعده على التحقيق والتدقيق، والكاتب يختبر أشكالًا سردية جديدة تتغذى من وسائط التفاعل والواقع الممتد. وبين هذه الدوائر الثلاث، يمضي المزاج العام نحو انفتاحٍ أكبر على التعاون الإقليمي والقاري والدولي، حيث لا يعود السؤال: «أين يقع مركز الثقافة؟» بل «كيف نصون تنوّعها ونضمن تداولها العادل في فضاءٍ رقميٍّ سريع التحوّل؟».

مصادر مختارة

المغرب: برامج ومبادرات رقمية وتدريب المتطوعين لاحتضان التظاهرات. Xinhua+2Biometric Update+2
العالم العربي: مبادرات ثقافية وتمثيل مؤسسي وشراكات موسيقية وعروض أدائية. muslimnetwork.tv+3The Times of India+3ArtAsiaPacific+3
إفريقيا: مهرجان وحدائق منحوتة ونهج «الفن كمساحة عمومية». The Guardian+1
العالم: تمدد K-culture والقوة الناعمة الصينية ومبادرات القراءة الأوروبية وراهنية المنظمات الدولية. unesco.org+3koreatimes.co.kr+3economist.com+3
التكنولوجيا والإعلام والذكاء الاصطناعي عربيًّا وإفريقيًّا وعالميًّا. Reuters+4Emirates24|7+4Extensia Ltd+4
الأدب الرقمي عربيًّا وعالميًّا: مؤتمرات وأبحاث وجوائز. eliterature.org+5internationalconferencealerts.com+5conferencealerts.co.in+5

0 التعليقات: