أولاً – الثقافة والفنون
في المغرب، برز خبر احتضان Musée Mohammed VI des Arts Modernes et Contemporains بالرباط لمعرض فوتوغرافي بعنوان «50 سنة من مسيرة المسيرة الخضراء… ذاكرة حيّة»، حيث جمع المعرض صوراً أرشيفية وكذلك
أعمالاً حديثة للمصوّر والمخرج داوود أولّاد سيّاد تُعبّر عن الصحراء كفضاء للهوية والتاريخ. واعتبر منظّموه أنّه جزء من الجهد الوطني لتثمين الذاكرة الجماعية عبر الثقافة والفن. في الأثناء، انتُخِب المغرب لعضوية مجلس تنفيذية UNESCO للفترة 2025-2029 بحصوله على 146 صوتاً، وهو تأكيد لتموقع المملكة ضمن حلبة الثقافة العالمية.على مستوى العالم العربي، نُشرت اليوم أخبار عن كاتبة سعودية تُدعى فتيمة العمرو، تعمل على تجاوز الطباعة التقليدية لتصور الأدب والهوية ضمن أبعاد بصرية وفنية، في تحوّل لافت نحو دمج النص والصورة والدراما ضمن سردٍ أدبي عربي معاصر.
أما في إفريقيا، فلا خبر كبير محدّد لهذا اليوم في الفنون تمّ رصده بدقة، لكن ما يلفت الانتباه هو استمرار تحرّك الفنّانين والمثقفين الأفارقة نحو تعبير أكثر تجرّداً في مواجهة التاريخ والهوية، وما يُمكن أن نعَدّه خلفيّات لحراك ثقافي نشط.
وعالمياً، في سياق الثقافة والفنّ، جاء الخبر بأنّ معرضاً أو فعاليّة كبرى تحتفي بذكرى أو سرد تاريخي ما (كما في الرباط) تشكّل نموذجاً لكيفية تحويل الأحداث التاريخية إلى تجربة فنيّة وثقافيّة جاذبة، ما يعكس ديناميكية الفنّ المعاصر وقدرته على أن يعيد تشكيل الوعي الجمعي.
ثانياً – الصحافة والإعلام والتكنولوجيا والرقمية والذكاء الاصطناعي
في المغرب، تزامن مع ذلك إعلان إطلاق مشاريع في الحرف اليدوية والاقتصاد الاجتماعي بمدينة داخلة، حيث أطلقت السلطات مشاريع تقدّم دعماً لهذا القطاع باعتباره عنصر ثقافي واقتصادي، في خطوة تُبرز ارتباط الثقافة والاقتصاد الرقمي.
في العالم العربي، تداولت وسائل الإعلام خبراً عن كيان رقمي أو تطوّر إعلامي لكنه يقع ضمن الإعلام العام وليس بالضرورة الذكاء الاصطناعي تحديداً، لكن الأهم أنّ السياق يُظهر تركيزاً على التحوّل الرقمي للمحتوى الإعلامي.
في إفريقيا، الخبر الأبرز في المجال التكنولوجي/الرقمي كان على المستوى العالمي لكن بنُفَس إفريقي-عالمي: ففي المؤتمر السنوي World Internet Conference (WIC) Wuzhen Summit الذي انطلق في شرقي الصين بمشاركة أكثر من 1,600 مشارك من أكثر من 130 بلداً، تمّ التركيز على كيفيّة دفع الذكاء الاصطناعي ونماذج الروبوتات والأنظمة الذكية، وأُشير إلى أن هذه التطوّرات تهمّ القارة أيضاً باعتبارها جزءاً من البيئة الرقمية العالمية.
وعلى المستوى العالمي، تصدّر خبر إعلان Meta Platforms (الشركة المعروفة) عن استثمار بقيمة 600 مليار دولار في البُنى التحتية في الولايات المتحدة خلال السنوات المقبلة، بما يشمل مراكز بيانات مخصّصة للذكاء الاصطناعي، مع أنباء مفادها أنّ الذكاء الاصطناعي دخل مرحلة «المنتشر يومياً» في المؤسسات، فبات 84٪ من القادة يستخدمونه أسبوعياً، و45٪ منهم يومياً، ما يمثّل تحوّلاً نوعياً في طريقة تعامل الشركات والمؤسسات الإعلاميّة والتقنيّة مع الذكاء الاصطناعي.
إلى جانب ذلك، جاءت قراءة تحليلية تُشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يخلق ما يمكن تسميته «ركوداً مخفياً» في أطر التشغيل والثقافة المؤسسية، حيث تتبدّل الوظائف التقليدية وتدخل الثقافة المؤسسية في إعادة تشكيل، مع تداعيات على الإعلام والإنتاج الصحفي والمحتوى الرقمي.
ثالثاً – الأدب الرقمي
في العالم العربي، يبرز أنّ الكاتبة السعودية فتيمة العمرو لا تكرّس للورق فحسب، بل تُحاول دفع الأدب نحو أبعاد رقمية وبصرية، ما يمكن أن يوصف بأنه أدب رقمي عربي جديد يتجاوز النشر التقليدي ويخوض في فضاءات التحوّل الرقمي للنصّ والهوية.
في إفريقيا، رغم غياب خبراً محدّداً بهذا التاريخ الدقيق يُشير إلى حدث كبير في الأدب الرقمي، إلاّ أنّ هناك مؤشّرات بحثية تقول إنّ الشباب الأفريقي بات يستخدم الأدوات الرقمية للتعبير والإبداع والمطالبة بالمشاركة الرقمية، ما يؤسس لنهضة في الأدب الرقمي والمحتوى الروائي والمعرفي على القارة.
وعالمياً، تحليلات حديثة تؤكد أننا دخولنا مرحلة «الأدب الرقمي» بمعناه الواسع: النصوص التي تستفيد من الوسائط المتعدّدة والمنصات الرقمية والتنقّل بين التفاعل والتخيّل، وأنّ النشر الرقمي ليس فقط نسخة رقمية للنص التقليدي بل تجربة سردية مختلفة تماماً. في هذا الإطار، يُنظر إلى الأدب الرقمي كامتداد طبيعي للتحولات التكنولوجية والثقافية التي يشهدها العالم، مما يجعل الكتاب والمثقّفين في تحدٍّ لتبني أدوات وأساليب جديدة.
بناءً على ما سبق، فإنّ يوم السبت 8 نونبر 2025 شهد تنوعاً وتراكماً مهماً في مجالات الثقافة والفنون، الإعلام والتكنولوجيا، والأدب الرقمي، حيث تداخل الوطنيّ مع الإقليميّ والعالميّ، وبرز تحوّل واضح نحو الرقمنة، سواء في المحتوى الثقافي أو التقني أو الأدبي. من الرباط إلى الرياض، ومن داخل إفريقيا إلى الصين والولايات المتحدة، تبدو رقمنة الثقافة والإعلام والأدب كخيط جامع يعيد رسم المشهد المعرفي والثقافي.







0 التعليقات:
إرسال تعليق