في خطوة تعزّز حضورها في عالم النشر الرقمي وتفتح آفاقاً واسعة أمام المؤلفين المستقلين، أعلنت شركة أمازون عن إطلاق خدمة جديدة تحمل اسم “ترجمة كيندل Kindle Translate”. وتأتي هذه المبادرة لتسهيل عملية ترجمة الكتب الإلكترونية باستخدام أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يمكّن المؤلفين من الوصول إلى قرّاء جدد عبر لغات متعددة ومن دون الحاجة إلى ميزانيات ضخمة.
وتستند الخدمة إلى نماذج لغوية كبيرة مطوّرة خصيصاً لمعالجة النصوص الأدبية، مع قدرة على الحفاظ على أسلوب الكاتب ونبرة السرد، وهي نقطة كان العديد من المؤلفين يعانون فيها خلال التعامل مع الترجمات التقليدية. وتتيح المنصة للمستخدم رفع كتابه، اختيار اللغة المستهدفة، ثم الحصول على ترجمة أولية يمكن مراجعتها وتحريرها داخل محرّر خاص داخل نظام Kindle Direct Publishing.
وتراهن أمازون من خلال هذه الخطوة على تعزيز تنافسية منصتها أمام خدمات الترجمة والنشر المستقل الأخرى، خصوصاً مع التزايد الكبير في الطلب على المحتوى متعدد اللغات وتنامي أسواق القراءة في آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا. كما تراهن الشركة على جعل الترجمة متاحة للمؤلف الفرد، لا فقط لدور النشر الكبرى، وذلك عبر خفض التكلفة وتسريع عملية الإعداد للنشر.
وفي سياق متصل، أشار محللون في قطاع النشر الرقمي إلى أن الخدمة قد تُحدث تحولاً لافتاً في سوق الكتاب الإلكتروني، خاصةً إذا استطارت أمازون تطوير نماذج قادرة على التعامل مع الأساليب الشعرية واللغات ذات البنية المعقّدة. ورغم ذلك، تبقى الحاجة قائمة إلى مراجعة بشرية دقيقة، تجنباً للانزلاقات الدلالية أو الأخطاء الثقافية التي قد تقع فيها الآلة.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة قد تعطي زخماً جديداً للأعمال الأدبية العربية والمغاربية، التي تعاني غالباً من ضعف الوصول إلى القراء الدوليين، إذ تفتح أمامها باباً ميسّراً نحو لغات واسعة الانتشار كالإنجليزية والإسبانية والفرنسية والألمانية.
وبإطلاق “Kindle Translate”، توجّه أمازون رسالة مفادها أن مستقبل النشر لن يقتصر على إنتاج الكتب فحسب، بل سيمتد ليشمل الترجمة السريعة، والانتشار العالمي، والدعم الذكي للكاتب المستقل، في عالم تتسارع فيه التحولات التقنية داخل الصناعة الثقافية.







0 التعليقات:
إرسال تعليق