ضمن فعاليات مهرجان ربيع ملوسة (طنجة) نظمت جمعية ملوسة للتنمية المحلية حفل
توقيع كتاب"أسماء وأعلام في ذاكرة تطوان" للكاتبة / الشاعرة ذ. أسماء المصلوحي فكانت
مداخلتي بهذا الحفل تحمل عنوان
" رائحة العطر الأنثوي تفوح ببهاء من
الكتابة بصيغة المؤنث"
محمد
أديب السلاوي.
حضرات السيدات والسادة
:
سعيد أن أكون بينكم مرة أخرى في ظل كتاب "أعلام وأسماء في
ذاكرة مدينة تطوان" للصديقة العزيزة ذ. أسماء المصلوحي التي أكدت من خلال هذا
الكتاب قدرتها الفائقة على التعامل مع أسماء وأعلام مدينة تعتبر تاريخيا وثقافيا
وحضاريا من أعرق المدن العربية / الافريقية.
ويسعدني في هذا اللقاء أن يكون موضوع هذه المداخلة على هامش الكتاب
المحتفى به، والذي أغنى الخزانة العربية بمرجع أساسي عن مدينة تطوان وأعلامها
الذين لعبوا أدورا في إشعاعها والمحافظة على موقعها الحضاري/ الثقافي والسياسي.
لقد اخترت "الكتابة بصيغة المؤنث" ليكون موضوع حديتي على
هامش حفل توقيع كتاب صديقتنا الغالية أسماء المصلوحي لأني لاحظت أن السمر الذي
يرافق هذا الحفل، يحتضن نخبة وازنة من الشاعرات المبدعات اللواتي يشكلن باقة من الأزهار
اليانعة التي تعطي أريج العطر لهذا الحفل، واللواتي حضرن من عدة مدن من أجل البوح الإبداعي
على ضوء الشموع.
ولاشك أن الطريق المفروشة بالورود لا تقود إلا للمجد والإشراق.
حضرات السيدات والسادة
:
إن الَمطلع على ما ينشر اليوم في الصحافة الورقية والالكترونية
وعلي حسابات الفيسبوك، سيلاحظ أن رائحة الزهر الأنثوي تفوح بقوة من الكتابة وأيضا
من الفنون بصيغة المؤنث، التي تباشر الإبداع بأشكاله المختلفة، والتي تقر بوجود
نهضة إبداعية / مغربية بصيغة المؤنث.
ومن يمعن النظر في الكتابة بهذه الصيغة، سيدرك بسهولة ويسر، أن
الخطاب الأدبي / الفني/ السياسي في المغرب الراهن يختلف عن الخطاب المشرقي. هنا لأشد
ولأجذب بين الأقلام بصيغة المؤنث والأقلام الذكورية. فالكتابة بينهما لم توجد من أجل
الصراع والثنائية بين الرجل والمرأة. بل وجدت من أجل إثبات الذات الوطنية.
إني أذكر في مطلع ستينيات القرن الماضي ،أن الصحافة الوطنية كانت
تستقبل كتابات النساء باحترام كبير، وفي سبعينيات القرن الماضي ،كانت جريدة العلم
وجرائد الأحزاب الوطنية تستقبل كتابات الأديبات والباحثات بفرح وحبور، وتشجع دور
النشر علي إصدار الإنتاج النسائي، باعتباره مفتاحا قويا لأفاق الإبداع في المغرب
الجديد.
اذكر هنا أن الدكتور محمد عزيز الحبابي والأديب عبد المجيد بنجلون
والزعيم علال الفاسي، نشرو خلال هذه الفترة كتابات نسائية على حسابهم الخاص، من أجل
إسماع صوت المرأة الذي ظل صامتا لزمن طويل.
بعد هذه المرحلة، حصل نوع من الانسياب، إذ تعددت الكتابات / تعددت
الأسماء بصيغة المؤنث في الآداب والعلوم الإنسانية والعلوم البحتة،وأصبحت الكتابات
النسائية تتجاوز أحيانا ما يكتبه الرجال في القيم والأساليب والموضوعات، وبدأنا
نكتشف أن كل شيء يمر عند كاتبات المغرب من الذات، مع اختلاف النبرة والأسلوب.
في رأي العديد من النقاد والباحثين المغاربة، أن الكتابة بصيغة المؤنث
في المغرب الراهن، سارعت إلى ولوج الساحة الدولية من بابها الواسع، إذ أصبحت تشكل إطارا
رسميا له فاعلية ملحوظة في الساحة الثقافية العربية والدولية.
فقد ارتفع عدد الكاتبات والباحثات والناقدات والعالمات والإعلاميات،وتضاعف
تمثيلهن في الجمعيات والمنظمات والملتقيات الوطنية والدولية، وهو ما يعني بوضوح أن
الكتابة بصيغة المؤنث ،منحت الساحة الثقافية المغربية آفاقا رحبة للتمركز
والانتشار.
حضرات السيدات والسادة:
في ختام هذه المداخلة أتوجه بالشكر والتقدير لجمعية ملوسة التي أتاحت
لنا هذا اللقاء والى الصديقة أسماء المصلوحي التي أعطت الثقافة المغربية كتابا
يستحق القراءة... ويستحق الاحتفال.
والسلام
عليكم ورحمة الله وبركاته.
0 التعليقات:
إرسال تعليق