الأدب الرقمي: من النص إلى النص التشعبي وما دونهما كتبت رين كوسكيما ترجمة عبده حقي

في هذه الدراسة ، اخترت "الهايبرتيكست hypertexte" النص الفائق أو النص التشعبي كمفهوم مركزي . فإذا حددنا النص التشعبي بأنه مجموعة من الأجزاء
المترابطة من اللغة ــ أثيرهنا بالضبط تعريف تيد نيلسون (ted nelson)الأصلي ، ولكن بالحفاظ على معناه ، فيما أعتقد ــ يمكننا أن نفهم لماذا يعتبر نيلسون النص التشعبي هو"شكل الكتابة الأكثرعمومية ". لايوجد هناك مرادف عضوي رقمي في النص التشعبي ــ أول نظام للنص التشعبي استند إلى الميكروفيلم ــ ولكنه الإطار المعلوماتي الرقمي الذي يمكن من تسهيل مناولة النصوص وتشبيكها على النت ، مما يمنحها دورا أفضل. بالإضافة إلى النصوص التشعبية "البسيطة" ، هناك مجموعة كاملة من النصوص الرقمية الأكثر تعقيدًا وذكاءً والتي لا يمكن اختزالها في النص التشعبي ، حتى ولو كانت مستندة أيضًا على النص الفائق.

النصوص الرقمية مثل ( Multi User Domains - Réalités virtuelles basées sur du texte) هي من دون شك نصوص تشعبية "hypertextual". هناك مقاطع من نصوص تصف حالات مختلفة ، تسمى عادة "الأجزاء" حيث يمكن للمستخدم أن ينتقل من جزء إلى آخر كما هو الحال في أي نص تشعبي. ومع ذلك تتوفر في نفس الوقت عدة ممارسات أخرى ، حيث يمكن للمستخدم التحدث مع مستخدمين آخرين ، وكتابة جزئه الخاص ، وبرمجة أشياء لتنفيذ مهام خاصة كذلك ، أوحل المشاكل وجمع نقاط اللعبة.

إن التشعبية (  L'hypertextualité ) أو نظرية النص التشعبي (l'hypertexte ) لا تساعدنا كثيراً إن لم نقل إطلاقا على فهم هذا النوع من الوظائف النصية. لذلك ، نحن بحاجة إلى نظرية النص السيبراني.  السيبيرـ نصية  هي ، كما عرفها إيسبين هارسيت Espen Aarseth ، منظور يخص جميع  النصوص ، إنها منظور يأخذ بعين الاعتبار بل وفي المقام الأول وظيفة جميع النصوص . من وجهة النظر السبيرـ نصية ، فجميع النصوص هي بمثابة آلات تؤدي وظائف معينة ويجب استخدامها بطريقة معينة. بالإضافة إلى ذلك ، قد يطلب من القارئ أداء وظائف معينة لقراءة النصوص ، أو قد يسمح له بلعب دور حيوي في فضاء النص.

وبالتالي فالسبيرـ نصية لا تتعلق فقط بالنصوص الرقمية ،ولكن بما أن الشكل الرقمي يمنح الكثير من الحرية للوظائف النصية ، فإن نظرية النص السيبراني تصبح ضرورية أكثر بكثير من النص المطبوع. وهكذا ، مع الأخذ بنفس المعنى أن السبيرنصية هي منظور يشمل جميع النصوص ، يمكننا استخدام مصطلح "السبيرنص" بمعنى ضيق أكثر للإشارة إلى النصوص الرقمية الوظيفية - وهذا يعني أنه ليست جميع النصوص الرقمية السبيرـ نصية هي (ملفات من نص خام مثلما هو الأمر في أرشيفات مشروع غوتنبرغ أو النصوص الإلكترونية بصيغة pdf ليست أكثر وظيفية في المتوسط من النصوص المطبوع .

يمكننا الآن تحديد محمول هذه الدراسة بشكل أفضل. الإطار النظري هو مزيج من نظرية النص السيبراني ونظرية الأدب التقليدية. ينصب التركيز هنا على الخيال التشعبي ، على الرغم من مناقشة عديد من أنواع النصوص الأخرى رقمية وغير رقمية وأدبية وغير أدبية وخيالية وشعرية. ولتعميق فهم الخيال التشعبي وقراءته يتم إيلاء اهتمام خاص للخط التطوري للخيال المطبوع ، والذي يبدو أن له تأثيرا كبيرا في الخلفية. يشرح هذا الجانب الجزء الأول من العنوان الفرعي "من النص إلى النص التشعبي" ، مع التركيز على المرحلة الانتقالية التي نشهدها. من ناحية أخرى ، فالمقاربة مفتوحة للجوانب الخفية في النصوص التشعبية التي تمت مناقشتها ، والتي تشير بالفعل إلى خصائص السبيرنصية بشكل أوسع - لهذا السبب يجب اعتبار هذا العمل بمثابة تجميع لعديد من الوثائق المستقلة - بعضها قد نُشر، وبعضها الآخر لا يزال في انتظار خلق منتدى مناسب له . عديد منها اعتبرت في البداية كمستندات في ندوة. وقد انتهزت الفرصة لإجراء تصحيحات وتغييرات على المقالات المنشورة سابقًا أساسا لتلافي التكرار أو لإضافة قصاصات إلى المنشورات. وبالتالي ، فإن فصول هذه الدراسة ليست متطابقة مع الإصدارات المنشورة.

في الفصل الأول من هذه الدراسة ، سوف أصف مختلف التقاليد التي تكمن وراء المؤلفات الرقمية ، والخصائص المميزة للأدب الرقمي ، وأسس نظرية النص السيبراني. إنني أعتبر أن الدراسات التشعبية المختلفة تنتمي إلى الفئة الأوسع لنظرية النص السيبراني.

الفصل الثاني ، "Hyperhistory ، Cybertheory: من Memex إلى Ergodic Literature" ، هو لمحة عن نظرية النص السيبراني ، والتي تدور حول نظرية إيسبين هارسيت   لأدب النص السيبراني الإرغودي (ergodique ) . مقاربات أخرى مختلفة قد ناقشت واندمجت في الإطار النظري. ولفهم نظرية النص السبيراني cybertext ، من الضروري أن نلقي نظرة تاريخية على تطوير أنظمة النص التشعبي (والإيديولوجيات التي تكمن وراءها). لا يزال الانخراط بين (hyper ) الهيبير والنظريات السبيرانية  متقدم جدا - نأمل أن يساهم هذا الفصل في هذا الانخراط.

في الفصل الثالث "الاستبدال والتتنقيل . في حدود الخيال المطبوع" ، يتم فحص العديد من الروايات والقصص من زاوية cybertextual. الهدف في هذا الفصل هو إظهار مختلف الطرق المختلفة التي من خلال يمكن للخيال المطبوع ارتياد تطبيقات النص التشعبي.

الفصل الرابع ، "Ontolepsie " الأنتولبسية : من الانتهاك إلى الجهاز المركزي" ، هو فصل مكرس للآلة السردية التي سميتها الأنتولبسية . وهي تغطي أنواعًا مختلفة من "التسريبات" بين المستويات الأنطولوجية المختلفة (الكون الخيالي). Metalepsy الميتاليبسي ، التقاطع بين مستويات السرد المبنينة، هو نوع من الأندلبسية الأكثر حظا على مستوى الدرسًات. هناك مناقشة طويلة إلى حد ما حول اللأنطولوجيا الخيالية وعلاقتها بالمستويات السردية ، حيث أنها مواضيع أساسية لفهم ظاهرة الأنتولبسيا بكل أشكالها. وقد تم اعتماد رواية الخيال العلمي ، Ubik ، التي كتبها "فيليب ديك ، كمثال على ذلك ، لأنها متعددة المستويات من جانبها الأنطولوجي الذي يخدم بشكل تام لتوضيح الطبيعة المتعددة لالأنتلوسبيا  ontolepsy. في الخيال ،

في الفصل الخامس الموسوم ب ، "اللبنية البصرية في النصوص التشعبية" ، يتم تحليل ثلاثة نصوص تشعبية، و هي "بعد الظهرAprès-midi de Michael Joyce " لمايكل جويس ، و "حديقة فيكتوري Victory Garden de Stuart Moulthrop " لستيوارت مولتروبز، و "فتاة مرقعة Patchwork Girl de Shelley Jackson" لشيللي جاكسون ، مع تسليط الضوء على واجهاتها الإبحارية واستخدامها "للمعنى". الفضاء ". القضايا السردية هي أيضا في المقدمة الاهتمام .

الفصلان السادس والسابع ، " "Lecture du jardin de la victoire - interprétations concurrentes et bouts lâches" et "À la recherche de Califia" "  يشكلان معا ثنائيا . إنها تحليلات مطولة ، أوشروحات وتفسيرات ، لحديقة النصر في Stuart Moulthrop و Califia MD Coverley's. في نهاية الفصل في Califia ، تتم مناقشة مسألة تفسير النصوص التشعبية. يبدو أن شكلين من الممارسة التفسيرية والتأويل والشعرية يلعبان أدوارهما الخاصة تجاه النصوص التشعبية.

في الفصل التالي ، "مناقشة اتفاقيات جديدة للقراءة " ، قد كرسته للقراءة. في هذا الفصل ، سنرى كيف أن توافقات القراءة التقليدية تعلن دائمًا قراءة النص التشعبي ، وكيف تُعلّم النصوص التشعبية عادات القراءة الجديدة وكيف يتم التفاوض على دورات القراءة الجديدة.

الفصل الأخير "خيال النص التشعبي في منطقة أفولية " هو بمثابة ملخص. إنه يقترح أن الخيال المقتعد على النص التشعبي " القح " يمكن أن يغلق الخاتمة ، وفي الوقت نفسه ، الإطلالة على الوسائل "سيبر ـ نصية " التي يبدو أنها تساعد على تخصيب الحقل مرة أخرى. تهيمن ألعاب الكمبيوتر في المستقبل ، وحقائق افتراضية وغيرها من الأشكال الكثيرة المبرمجة ، ولكن أيضًا هناك إمكانية لوجود أدب جديدة.

العنوان الأصلي

Digital Literature: From Text to Hypertext and Beyond

https://elmcip.net/critical-writing/digital-literature-text-hypertext-and-beyond

Posted in: أدب رقمي, ترجمات