الوقائع والأشخاص الموجودين والذين سيصبحون مدينين له في الغذ بطريقة ما من الطرق . إن خصوصية هذا الجنس السردي من الكتابة مقارنة بالخيال تكمن في الكثافة الإضافية التي يثيرها مقال ما بإجباره المؤلف والقارئ على التساؤل حول الإضافة المباشرة لهذه الكتابات : كيف نهتم ونحترم حياة الآخرين ونعيد حق التعبير لهم بشكل عادل وسوي ؟ ما هو الموضوع الذي يستحق اهتمام الكاتب الذي يوثق الواقع ؟ ما هو نوع المسؤوليات التي تنقل هذه المعرفة وهذا العمل إلى الميدان؟ هناك انشغالات مشتركة تتجاوز نصوص هذه القضية وهي مرتبطة إلى حد كبير بالرهانات الأخلاقية الكامنة وراء تحدث الكاتب باسم الآخر . إن الرغبة في جعل النصوص المهيمنة تعارض هشاشة الحياة المهمشة من قبل المجتمع هو موضوع متكرر لدى العديد من الكتاب الذين أبدوا بآرائهم في هذه القضية . لكن تسليط الضوء على هذه الحيوات الخاصة للأشخاص يتطلب أيضًا التفكير في الأسلوب .
إن الصحافة الأدبية باعتبارها جنسا مرتبطا بالثقافة
المضادة الأمريكية واهتمامها بالمقصيين في المجتمع تبدو كما لو أنها تتمتع بوضع هامشي
إلى حد ما في عالم الأدب . ومع ذلك ومنذ النصف الثاني من القرن العشرين ضاعف الخيال
واللاخيال من التبادلات الديناميكية مما شكل بفضل بعض أفكار القرابة بينهما ما يمكن
أن يكون طرقا للتمثيل الأكثر ملاءمة للتحدث عن عصرنا . في كتابه أدب الواقع الصادر
سنة 1980 يضع رونالد ويبر( Ronald Weber) المرحلة الأولى لمجد الصحافة الأدبية الأمريكية في خضم أزمة الرواية الواقعية
خلال الستينيات من القرن الماضي : فالصحافة الأدبية قد سمحت حينئذ بتجسيد الواقع باعتمادها
على دينامية وجرأة متجددة من دون أن تكون أسيرة لأية علاقة بما هو روائي . ولكن بعيدًا
عن أن نختزل الموضوع في جملة واحدة عن التاريخ الأدبي فإن هذه الفرضيات التي تتيحها
الصحافة الأدبية ستصبح من المواضيع الراهنة : في كتابه
Reality Hunger A
Manifesto الصادر سنة 2010 يضع ديفيد شيلدز David Shields اللاخيال في صلب تحول الممارسات الفنية
الحالية . بالتالي ووفقًا لـرأي شيلدز إذا كان اللاخيال حاضر دائما فإنه مدعو مع ذلك
إلى أن يأخذ مكانًا أوسع في ثقافتنا بقصد الإجابة على "التعطش للواقع" لدى
جمهور تعب من أشكال الخيال التقليدية . . تركز العديد من النصوص في هذه القضية أيضًا
على إظهار الاختراقات بين الممارسات اللاخيالية والخيالية لدى الكتاب الذين قد يلجئون
إلى الأولى لدعم الثانية .
0 التعليقات:
إرسال تعليق