أصبح
النشر الرقمي من الرهانات الرئيسية للبحث العلمي كما أضحى يشكل أهم تحدياته
الجديدة . وعليه فإن الرقمية صارت بالفعل تعمل على إعادة تشكيل العملية الكاملة
لإنتاج المعرفة ونشرها والتحقق من صحة محتواها .
أيضًا صار من الأكثر أهمية التحدث
من الآن فصاعدًا عن منظومة النشر الرقمي لتعيين هذه العملية الجديدة التي تجعل من
المحتوى التفاعلي (أو الموارد) بيئة تقنية (الشبكة ، الخوادم ، المنصات ،نظام
إدارة المحتوى ما يسمى ب CMS ، خوارزميات محركات البحث ) كذلك البنيات
والأشكال (النص التشعبي ، الوسائط المتعددة ، البيانات الوصفية) ، وأخيراً
الممارسات مثل (التعليقات التوضيحية والتوصيات عبر الشبكات الاجتماعية).
لذلك
بات لزاما على المهتمين بمنظومة النشر بكل دعاماته التفكير فيما يتعلق بالممارسات
من حيث إعداد قائمة بالتجارب الحالية عن طريق إجراء جرد لنقاط القوة والضعف في
الأدوات والمنصات ومناقشة استراتيجيات التنمية الممكنة أما على المستوى النظري
فيجب تحديد تأثير التكنولوجيا الرقمية على عملية الإنتاج وتداول المعرفة وما هي النماذج
الجديدة للقراءة الكتابة ؟ ما هي آليات التحقق من صحة المحتوى وما هي جسور العلاقات
بين الباحثين والمجتمعات العلمية .
كانت الكتب هي الوسيلة الرئيسية لنشر المحتوى
العلمي أما اليوم فالرقمية تقدم نفسها كبيئة دعم جديدة تعيد تشكيل طريقة إنتاج
البحث وكيف يتم تشكيله وتدويره في المجتمعات العلمية .
لقد
أتاحت التكنولوجيا الرقمية مضاعفة في إنتاج المحتوى، لا سيما بفضل سياسات النشر الجديدة
والوصول المفتوح للمعلومات . وفي ظل غياب مصادر الدخل الرئيسية التي اعتمد عليها النشر العلمي طوال القرن العشرين أضحى من
الضروري التفكير في نماذج اقتصادية جديدة من أجل ضمان استمرارية هيئات النشر. لذلك
نطرح السؤالين التاليين حول ما الدور الآن الذي يجب أن تلعبه المؤسسات (الجامعات ،
المكتبات ، منظمات التمويل) ؟ وكيف تعيد الرقمية تشكيل الوسائل المؤسساتية للنشر؟
إن
تكاثر المصادر وإدماج المحتوى غير العلمي في ممارسات البحث قد أتاحا مزيدًا من
السيولة في تداول الأفكار، وربما إلى مزيد من الإبداع والخلق. على سبيل المثال، قد
أتاح توسيع المصادر هذا فرصًا جديدة لتطوير فرضيات البحث. ومع ذلك ، فقد بات من
المشكوك فيه ما إذا كانت هذه الموارد غير الأكاديمية تجعل من الممكن الحفاظ على
المستوى النوعي الذي يتطلبه المجتمع العلمي وما إذا كان الباحثون قد اعتمدوا
استراتيجيات جديدة للتحقق من صحة المحتوى للمصادقة على هذه المصادر. وفي ظل كتلة
المحتوى المنشور على شبكة الإنترنت ، كيف يمكن التفكير في تأسيس سلطة للإنترنت
اليوم؟
كثير
من المحتوى المصمم للأسانيد التقليدية مثل الورق والإذاعة والتلفزيون يتم تداوله
الآن في البيئة الرقمية . ومن خلال هذا السياق الجديد فقد تخلخلت معانيها وظروف
استقبالها. في نفس الوقت يوفر النظام الرقمي إمكانيات جديدة لاستغلال المحتوى (من
حيث البحث والتصنيف والتحليل والتصور) التي لم تكن متوفرة من قبل. ما هي أنواع
التغييرات التي تدعو إلى نشر أو إعادة النشر الرقمي للوثائق المعدة مسبقا لأسانيد
؟ ما هي القضايا الثقافية والاجتماعية والسياسية المرتبطة بهذا التحول ؟
0 التعليقات:
إرسال تعليق