س : هل
تعتقدون أن الكتاب الإلكتروني يمكن أن يكون بديلا عن الكتاب الورقي أم مكملا له ؟
يقينا لن
يكون الكتاب الإلكتروني في المستقبل القريب وحتى المتوسط بديلا عن الكتاب الورقي
أو مكملا له . فالمسألة تتعلق بسندين متباينين للقراءة على اختلاف مستوياتها وكل
منهما يفرض وضعياته الخاصة الجسدية والنفسية والبراغماتية والاستقبالية ...
كما أننا لا يمكن في الوقت الراهن أن نحسم بجواب
قطعي مادام الكتاب الورقي ما يزال يفرض منظومته الاقتصادية وأدواره الطليعية في
المجالات المعرفية بشكل عام . ومما لاشك فيه أن تطوير التطبيقات والحوامل
الإلكترونية الجوالة وتحفيز دور النشر على خلق نموذج اقتصادي رقمي خاص بالكتاب
الإلكتروني وخلق آليات تسويقية وإعلانية له هو السبيل الوحيد الذي سيشرع ممارسات
القراءة على حداثة الكتاب الإلكتروني خلفا لحضارة الكتاب الورقي والقطيعة بينهما
طبعا لن تكون سهلة بل عسيرة جدا .
س : هل
ثمة منافسة ما بين صيغتي النشر هذه؟
لا يتعلق الأمر بمنافسة بل من الذي
يمتلك النجاعة والجدوى التي تحقق اكتساب فائدة معرفية فائقة مقارنة مع السند الآخر
، فقراءة رواية في كتاب ورقي تختلف عنها في كتاب إلكتروني الذي قد يمكن القارئ
بفضل دعامته (سمارتفون – حاسوب – آيباد ..إلخ ) من فتح عدة نوافذ وروابط تسهم
كثيرا في توسيع الإلمام بأفق الرواية وفهم بعض كلماتها ومفرداتها الغامضة في حين
أن الرواية الورقية تبقى عالما جامدا ومحدودا يرتكز أساسا على جاهزية القارئ وثقافته
الشاملة.
س : وما
رأيكم في الكتب التي تُصوَّر وتُوضع على شبكة الإنترنت، ليتأتى تحميلها مجانا؟
بكل تأكيد أنها فكرة ومبادرة محمودة
بصرف النظر عن بعض جوانبها السلبية كانتهاك حقوق المؤلف وعمليات البتر والسرقات
الأدبية "الموصوفة"
س : إلى
أي حد يتيح التسوق الإلكتروني تقريب الكتاب من القارئ حيثما وجد؟
لم يعد اليوم تسويق الكتاب يعاني من إكراهات عملية
ولوجستيكية ، فالشبكة العنكبوتية قد فتحت ملايين الجسور للتواصل والمعرفة .. فإذا
كانت عملية اقتناء كتاب ورقي من إحدى دور النشر العربية أو العالمية تتطلب تحويلات
ونقل جوي وجمارك وبريد وما إلى ذلك فإن الكتاب الإلكتروني قد اختصر كل هذه الدوامة
الطويلة ومطباتها المملة في نقرة أو نقرتين ثم التحميل والتخزين في المكتبة
الافتراضية الخاصة والمشاركة مع الأصدقاء والزملاء.
0 التعليقات:
إرسال تعليق