هل يستطيع برنامج الذكاء الاصطناعي كتابة الشعر؟ بقلم جريس بالينجر ترجمة عبده حقي

انحرف الغراب أكثر جمالًا وحرية ،

وانطلق إلى ربع البحر.

كانت أضلاعه المتلألئة محزومة فارغة وجدا -

أقل جمالًا من كرامة رؤيتها.

ليس هذا عمل طالب مبتدئ في الكتابة الإبداعية بل تمت كتابته بواسطة خوارزمية حاسوبية تعلمت كيفية كتابة الشعر بعد تغذيتها بأكثر من 7 ملايين كلمة من كتب على الإنترنت لشعر القرن العشرين .

تتناول مقالة حديثة في مجلة عالم جديد لجاك هوبكنز ، عالم الكمبيوتر المقيم في لندن والذي يشتغل على الخوارزمية. تعمل الخوارزمية عن طريق توتير الكلمات ذات الصلة معًا داخل السطور (أو عبر الأسطر في حالة القافية) ثم التحقق الذاتي لمعرفة ما إذا كان المحتوى يبدو مرتبطًا بدرجة كافية داخل أقسام معينة من القصيدة. إذا فشل أحد الأقسام في اجتياز فحص فسيعيد النظام كتابته من جديد . كما وضع هوبكنز أيضًا معلمة في البرنامج تجعل كتابة القصيدة تقتصر على موضوعات أو مقاييس معينة.

كانت النتائج مقنعة بشكل مدهش لجمهور غير الشعراء . في اختبار صممه هوبكنز لاختبار دور هذه الخوارزمية ، بلغت نسبة عدد المستجوبين القادرين على تخمين أن القصائد قد تم إنشاؤها بواسطة الكمبيوتر 46.2 في المائة.

هذه النتيجة تجعلنا نفكر في " سحابة الشعر" التي كتبها ليو سيكسان ، وهي قصة قصيرة سريالية كتبت بواسطة جهاز كمبيوتر مبرمج لكتابة الشعر. (إنها قصة قصيرة غير متوفرة على الإنترنت حاليًا ، ولكن يمكن العثور على نسخة منها مطبوعة في طبعة ديسمبر 2012 من المجلة الأدبية"رانديسيون"

مثلما يفعل برنامج هوبكنز ، يركز العنصر الفضائي على الشكل. يقرر أن جهاز الكمبيوتر الخاص به "سوف يكتب كل قصيدة خماسية وخماسية والتي كانت البدلة القوية الأصلية للشاعر لي باي  . سيقوم أيضًا بتأليف جميع الكلمات الممكنة للألحان الكلاسيكية الشائعة! " لقد نجح إلى حد ما في تحقيق هدفه الثاني: في القصة المشار إليها أعلاه ينتهي الأمر بالكائن الغريب بتدمير النظام الشمسي بأكمله من أجل الحصول على مساحة كافية لتخزين كل قصائده.

بطبيعة الحال ، هناك العديد من المجالات التي ينطلق فيها برنامج " شعر السحاب " وبرنامج الذكاء الاصطناعي لكتابة القصائد. لم يتعامل هوبكنز مع الشعر الصيني على سبيل المثال ، رغم أن دراسته تستشهد بالباحثين الذين عملوا في هذا المجال . وتركز جهود هوبكنز لتصميم برنامج يكتب القصائد على الجودة وليس الكمية.

قد يصمد الشعر الناتج عن برنامج هوبكين إلى اختبار من قبل قارئ عادي. وبالتالي عندما طلب العالم الجديد من شاعر العصر الحديث ريشي داستيدار تقييم الشعر ، انتقد العمل المنتوج. تم تدريب خوارزمية هوبكنز على الشعر الذي يعتمد على الشكل أكثر من معظم الشعراء المعاصرين ، الذين "توقفوا إلى حد كبير عن التفكير في هذه الأشياء منذ سبعين عامًا ،" قال داستيدار لصحيفة نيو ساينتست . لكنه يقول إن أشياء مثل الابتكار لا يمكن توقعها من آلة تم تعليمها لتقليد الأشكال. ينتقد داستيدار أيضًا قصائد الذكاء الاصطناعي لافتقارها إلى المعنى الأعمق.

بطريقة ما ، توصل داستيدار والأجنبي لي باي  إلى استنتاجات مماثلة. بمجرد أن يكتب الغريب لي باي مليارات القصائد ، يدرك بعد ذلك أنه ليس لديه طريقة للحكم على جودتها وتحديد أي منها جيد. "منذ أن بدأت تأليف الشعر النهائي أعمل على برنامج التعرف على الشعر. ومع ذلك واجهت التكنولوجيا مرة أخرى تلك العقبة التي لا يمكن تجاوزها في الفن ، ولم يُكتب بعد برنامج يمكنه تقدير الشعر القديم ".

يبدو أن كل من المقالة والقصة توصلا إلى استنتاج مفاده أنه في حين أن الآلة المبرمجة يمكنها رسم خطوط تبدو شاعرية ، إلا أن هناك بعض جوهر الشعر الذي لا تستطيع الآلة التقاطه. وبالتالي حتى لو لم يلبِ برنامج هوبكنز للذكاء الاصطناعي تمامًا جميع معايير الشعر البشري ، فإننا نعلم على الأقل أنه لن ينتهي به الأمر إلى استهلاك النظام الشمسي وإطفاء الشمس في هذه العملية.

Posted in: أدب رقمي