الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الاثنين، أكتوبر 06، 2025

الدولة ليست شماعة للعاجزين ؛شعر عبده حقي


ماذا ذنبُ الدولةِ يا وطني،

إن شيدت مدرسةً في قممِ الجبلِ؟

وزيَّنت السَّاحةَ بالألوانِ،

لكنَّ المعلّمَ آثرَ ظلَّ الكسلِ؟

ماذا ذنبُ الدولةِ إن بنتِ المستوصفَ،

وأهدتْ للأريافِ ضوءَ الأملِ؟

ثمَّ الممرِّضُ خافَ الغبارَ،

وعادَ إلى المدينةِ مثلَ الخجلِ؟

ماذا ذنبُ الدولةِ إن فتحتْ

طريقاً يعانقُ صدرَ الغمامِ،

وبنتْ جسوراً على وادي الظمأ،

لكنَّ السائقَ نامَ في الزحامِ؟

ماذا ذنبُ الدولةِ إن غرستِ الشجرَ،

وسقتِ الأرضَ دماً من المطرِ،

لكنَّ الفلّاحَ نسيَ المحراثَ،

وغنّى للغيمِ بدلَ الثمرِ؟

ماذا ذنبُ الدولةِ إن منحتِ الحلمَ

لكلِّ فتىً في دروبِ العُمرِ،

ثمَّ الطالبُ نامَ على الكتبِ،

وحلمَ بالشهادةِ من غيرِ سِفرِ؟

ماذا ذنبُ الدولةِ إن بنتِ المسرحَ،

وجعلتِ الكلمةَ تاجَ الحضورِ،

لكنَّ الجمهورَ باعَ التذاكرَ

ليشتري صمتَ المقاهي والسطورِ؟

ماذا ذنبُ الدولةِ إن وهبتِ الحريةَ،

لكنَّ الناسَ جعلوها سيفاً على بعضِهم،

يذبحونَ بها الحُبَّ والعقلَ معاً،

ويُقيمونَ مأتماً للضميرِ؟

يا وطني...

الدولةُ ليست ملاكاً،

لكنها ليستُ شماعةَ العاجزين،

تبني الجدرانَ من حجرٍ،

لكننا نهدمها بالنوايا والسكاكين.

الأوطانُ لا تُبنى بالطينِ فقط،

بل بإرادةِ من يقولُ:

"هنا سأزرعُ قلبي قبلَ أن أزرعَ سنبلةً،

وهنا سأحيا لأجعلَ الحلمَ قانوناً".


0 التعليقات: