تقديم عبده حقي : نعود بعد زهاء عقد من الزمن للنبش في ذاكرة مدونتنا الإلكترونية لنستكشف إن كان شيء ما قد تغير في الواقع الثقافي المغربي والعربي وسؤاله المتجدد كل عام حول الدخول الثقافي .
وتأسيسا على كل هذه الحمولة الثقافية الملغومة نطرح سؤالنا حول توقعات الدخول الثقافي على مجموعة من الأدباء والمثقفين آملين أن تكون مساهماتهم قد أنارت بعض الزوايا الهامة فيه .
اليوم مع الدكتور محمد وقيدي:
يتطلب تقديم حصيلة للإنتاج الثقافي الحصول على معطيات ذات
طبيعة كمية، وذلك من أجل تبين كم الإنتاج وتوزيعه على مختلف ميادين الفكر
والثقافة. يصعب إصدار حكم مضبوط في غياب هذه المعطيات أو ضعفها. والعذر لدينا أن
ماسنعبر عنه من انطباعات صادر عن ذات مساهمة في الإنتاج الفكري والثقافي ومتابعة
له.
إذا أخذنا الأمر على مدى زمن طويل، نلاحظ أن هناك تراكما متزايدا
للإنتاج الثقافي في المغرب. نبني هذا الحكم على مقارنة ماكنا نلاحظه منذ بداية
استقلال البلاد، حيث كان عدد المساهمين في الإنتاج الفكري والأدبي والعلمي محدودا،
وحيث كان التأليف في مجمله قليلا بالقياس إلى بلدان أخرى. كان المغاربة في البداية
قارئين في الغالب لإنتاجات غيرهم، بل وحتى الكتب المدرسية التي كانت معتمدة في
مراحل التعليم المختلفة كانت آتية من بلدان عربية أخرى. وعلى العكس من ذلك، حتى
وإن اعتبرنا أن نسبة الإنتاج عندنا هي أقل مما هو متحقق في بلدان أخرى، فإن عدد
الكتاب تزايد بشكل ملحوظ، بحيث إنهم أصبحوا يشكلون فئة لم يعرف المغرب مثيلا لها
من حيث الكم في تاريخه السابق. تنبئنا عن هذا الأمر زيارة المكتبات والخزانات التي
أصبحنا نجد لها حضورا ملحوظا للكتاب المغربي الشامل لكل مجالات الإبداع والكتابة.
هذا فضلا عن مبادرة عدد كبير من الكتاب المغاربة ضمن الكتابة في المنابر
الإلكترونية التي أصبحت من مظاهر التعبير عن الرأي والإبداع الذي يصل إلى قطاعات
واسعة من القراء.
هذا التراكم أمر إيجابي لابد من الإشارة إليه من أجل حكم موضوعي على
الوضع الثقافي في المغرب. لكن هناك شرطين لازمين لمزيد من التطور. الأول هو أن
التراكم في حاجة إلى حوار داخلي يبرز قيمة المتراكم وإضافاته، والقاني هو سن سياسة
ثقافية بإمكانيات مادية أكبر لتشجيع الإنتاج ورواجه داخل المغرب وخارجه. الموضوع
في حاجة إلى تناول أوسع من هذا، ولكن البداية في ذلك أمر إيجابي.
محمد وقيدي
0 التعليقات:
إرسال تعليق