من المؤكد أنه عاجلاً أم آجلاً سوف تتحكم الروبوتات الذكية وأجهزة الكمبيوتر في حياتنا المنزلية في قيادة السيارات ومساعد الأطباء الجراحين وتشيبد المنازل والتحقق من فوتراتنا الاستهلاكية والإقرارات الضريبية ..إلخ.
يكمن وراء كل هذا التحول البشري ما يسمى بالذكاء الاصطناعي - وهو أحد أكثر التطورات إثارة في الرقمنة و رافعة ومحركا مستقبليًا للنمو الاقتصادي. سواء تعلق الأمر بالشركات أو بالسياسة أو بالعلوم أو بالمجتمع - فإن موضوع الذكاء الاصطناعي أصبح يهم جميع القطاعات والأنشطة الإنسانية .
التطور السريع
للتقنيات الذكية إذن يحمل فرصًا هائلة خاصة في مجالات الأعمال والإنتاج.
إن السوق
العالمية القائمة على الخدمات والبرمجيات وسوق الأجهزة الإلكترونية تنمو بنسبة تصل
إلى 25 في المئة سنويا أي ما قد تصل قيمته حوالي 130 مليار دولار بحلول عام 2025
حسب ما توقعته في الآونة الأخيرة دراسة لماكنزي و هي شركة استشارات إدارية أمريكية . إن جل الشركات
في جميع أنحاء العالم أصبحت تهتم اليوم أكثر فأكثر بعربة التسوق :هناك شركات مثل غوغل و آبل وأمازون
وغيرها تنفق المليارات
من الدولار للمضي قدمًا في تطوير الذكاء الاصطناعي : في عام 2016 أنفقت ما بين 20
و 30 مليار دولار على الاستثمارات والأبحاث في مجال الذكاء الصناعي وفقًا لماكينزي
في آخر دراسة لها .
لكن في المقابل البعض
يخشى من أن هذا التطور سيجعل عددًا من الوظائف غير ضرورية في المستقبل القريب ومن
جهتهم عديد من مديرين الشركات والمؤسسات المهنية أصبحوا مقتنعين بأن الذكاء الصناعي
يمكن أن يؤمن بقاء وظائف قديمة ويخلق وظائف جديدة من خلال تحقيق إنتاجية ذات مردودية
أعلى وهناك وظائف أخرى ستختفي وتصبح العديد من العمليات في المعامل والمصانع أسهل
لأن الموظفين سوف يعهدون بمهامهم المتكررة أو الخطيرة إلى روبوتات ذكية وسوف يركزون
على الأعمال الإبداعية والقيمة المضافة بأنفسهم فقط.
ليست الشركات
الكبيرة ولكن أيضًا المزيد من الشركات الصغيرة خاصة الشركات الناشئة سوف تقدم
خدمات تعتمد على الذكاء الاصطناعي . لقد أصبح هذا ممكنًا من خلال الزيادة القوية
في البنية التحتية السحابية وقوة الحوسبة والشبكات المرتبطة بها. ما هي المتطلبات
الإضافية التي يجب تلبيتها حتى يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل معقول وما هي
الإمكانات التي سوف يوفرها ليس فقط للشركات ولكن أيضًا للمؤسسات البحثية ومختلف القطاعات
العمومية وقبل كل شيء الأشخاص الذاتيين وهذا هو محور التفكير والدراسات لدى عدد من
مراكز البحث التكنولوجية والرقمية في الدول المتقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي مثل
اليابان وكوريا الجنوبية وهونكونغ والولايات المتحدة الأمرية وألمانيا .
0 التعليقات:
إرسال تعليق