الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأربعاء، سبتمبر 20، 2023

قصيدة "غياب" عبده حقي


في الظلال التي يلقيها حجاب الشفق ،

مأساة الغياب .

الفراغ، الهوة، حيث الحياة تسكن ذات يوم،

في قبضة الحزن، غالبا ما تهدأ.

ألم الموت، عدوٌ قاسٍ لا هوادة فيه،

نعلم أنه يأخذ منا الأشخاص الذين نحبهم.

لص صامت يسرق أنفاس الحياة،

تاركا وراءه عالمًا مليئًا بالألوان.

 

وفي الذكريات نجد نعمة عابرة،

لمحة عن أولئك الذين فقدناهم، ونريد أن نتتبعهم.

ضحكاتهم، ولمسهم، وحضورهم دافئ ولطيف،

في همسات الريح تترابط أرواحهم.

 

على الرغم من أن الدموع قد تتساقط مثل المطر من السماء الملبدة بالغيوم،

وقد يغلف الحزن عالمنا بتنهدات لا نهاية لها،

ويبقى الحب في قلوبنا

منارة في الليل، في الفرح أو الآلام.

 

ففي مأساة الغياب نجد،

القوة للشفاء وإصلاح العقول المكسورة.

ورغم أن لمسة الموت قد تؤلم قلوبنا،

رباط الحب الأبدي، لا يمكن أن ينكسر.

 

لذلك دعونا نعتز بمن نحبهم كثيرا،

لأن الوقت سريع الزوال، والموت قريب دائمًا.

في الذاكرة والحب، لن يفترقا أبدًا،

ألم الموت يتحول إلى فن.

في الظلال التي تلقيها يد القدر التي لا هوادة فيها،

دمعة فراق ، مطلب القلب ،

تحت بريق القمر الناعم الحزين،

حكاية حب، صرخة فراق صامتة.

 

بمجرد أن تتشابك روحان في أحضان الحب،

الآن ممزقة، عناق حلو ومر،

وتسيل الدمعة من العيون التي ابتسمت ذات يوم،

كما تمتد المسافة الحب عبر الميل.

 

ويتساقط مثل الندى على وردة ذابلة

وفي كل قطرة ذكرى في الحزن تنمو

دليل على خمرة الحب الدائمة،

وفي كل دمعة يمكنك أن ترى أثرها.

 

في العزلة، تجد الدمعة طريقها،

نهر من المشاعر ليل نهار

جسر بين قلبين يتألمان ويشتاقان،

في اليوم الذي قد يعودون فيه مرة أخرى.

 

ولكن في هذه الدمعة من الفراق،

هناك جمال لا تعرفه إلا القلوب الصادقة،

من أجل الحب الذي اختبرته أيدي الزمن،

يزداد قوة في الإيقاع والقافية.

 

لذا فلتكن دمعة الفراق هذه،

رمزًا لمرسوم الحب الذي لا يتزعزع،

تلك المسافة لا يمكن أن تكسر ما هو مقدر له أن يكون،

فالحب، مثل الدموع، يمكنه أن يربط الخلود.

 

في نسيج الحياة ما نحن إلا خيط

من خلال الأفراح والأحزان، بالحب يقودنا،

رغم أن الدموع قد تتساقط في لحظات اليأس،

شعلة الحب تحترق بشكل مشرق، رابطة لا مثيل لها.

 

دع هذه الدمعة من ألم الفراق،

تنير طريق الحب من جديد

ففي النهاية، سوف تتلاشى دموع الحب،

وفي أحضان بعضنا البعض، سنبقى إلى الأبد.

 

في المهد اللطيف لنعمة القدر،

ستلتقي روحان في فضاء الحب الأبدي،

دمعة الفراق أصبحت الآن ذكرى

شهادة على تراث الحب الدائم.

 

من خلال التجارب التي واجهناها والمعارك التي انتصرنا فيها،

حبنا، مثل الصباح، يرحب بالشمس،

في الوئام نجد الأغنية الحقيقية لقلوبنا،

لحن الحب، قوي إلى الأبد.

 

لم تعد مقيدة بالمسافة أو بالزمن،

في أحضان بعضنا البعض، سوف تصعد أرواحنا،

إلى المرتفعات حيث الحب لا يعرف الفراق،

رحلة القلب، وجهتنا.

 

لذا فلتكن دمعة الفراق هذه،

تذكير بثبات الحب الجميل،

وفي النهاية الحب هو الذي ينتصر حقاً

تكتب في قلوبنا أجمل الحكايات.

0 التعليقات: