الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأحد، سبتمبر 17، 2023

متاهات شاعر مخبول : عبده حقي

 


في تعرجات حلم اليقظة، أغامر، مثل غيمة شاردة ، الروح التي تبحث عن المغامرة، بين الأحلام المظلمة، والأسرار الخفية، انطلقت بحثًا عن ما هو غير متوقع.

تتراقص الفكرة في أفكاري، مثل زوبعة من المشاعر النارية، فتصبح الكلمات رسماً، والصور، شعراً، ويضيع ذهني في هذا الجنون اللذيذ. خارج حدود السقف المشترك، أبحث عن اللغز الاستثنائي، الملائم، والأحلام، والفرص، والمصادفات السحرية، هي اللوحات التي أرسم عليها ضباباتي الغامضة.

في هذا الكون الشبيه بالحلم، حيث يتشوه الواقع، وتتوقف الساعات، ولم يعد للساعة شكل، وتصبح الظلال أبوابًا للمجهول، وأنا أنزلق إليها بفضول جامح. مثل قيس بن الملوح، أنا قبطان سفينة في البيداء، أبحر في محيطات الخيال، بحثًا عن الكنوز، عن الحقائق السرية، في عالم غريب من أحلام اليقظة. في هذا الهذيان، تعبر الروح المضببة عن نفسها، مثل شعلة تتراقص في الهاوية، وأسلم نفسي لهذا اللهاث الشعري، بحثًا عن اللامتناهي، الأصيل.

خارج الحجب ، أغوص بعمق، دون خوف، ودون بوصلة، في تقلبات اللاعقلانية، واللاوعي، حيث يتم إخفاء الأسرار الأكثر إثارة للاهتمام. الأحلام نجوم، أبراج إلهية، في سماء حياتنا الأرضية المظلمة، وأراقبها كعالم فلك الروح، أتتبع الإشارات، والألغاز التي تشعلني. مثل شاعر مخبول، أبحث عن الجمال في العبث، والشعر في الفوضى، والنظام في التربة، وأترك ​​الكلمات تتراقص مثل الشهب، متتبعة مسارات غامضة ومبهرة. في متاهة اللاوعي، أضيع، وأستكشف الزوايا المظلمة، والأحلام الأكثر انحرافًا، بحثًا عن الجوهر الخفي للوجود، في تقلبات عقلي الباطن، وأخترقه.

أجل مرة أخرى مثل شاعر مخبول، أتحدى الأعراف، حدود العقل، حدود اللاعقل، وأترك ​​نفسي للبحث في بطن الغيمة، حيث يمتزج الواقع بالوهم في سماء واحدة.

هكذا، أواصل رحلتي، ملحمتي، في أعقابه، بحثًا عن الجمال، في ضجة الأحلام، والعواطف المطلقة، أجد الشعر والفن والروح قد تحررت أخيرًا.

في ورشة الأحلام، أنا الفنان الشارد، أرسم لوحات مسكرة، بألوان اللاوعي، أرسم، رؤى غير عادية، عوالم غير مقيدة. الكلمات هي فرشاتي، والصفحة هي لوحتي، وعليها أرسم صورًا ونجومًا، وأطلق النبضات، والرغبات المدفونة، في مسرح الروح هذا، حيث كل شيء مباح.

مثل مستكشف أعماق العقل، أعوم في الهاوية، دون خوف، دون راحة، بحثًا عن ما هو غير متوقع، ورائع، في متاهة الأفكار، أشعر بالفضول. الأحلام أبواب للمجهول، نوافذ مفتوحة على عوالم ضائعة، أعبرها بجرأة الفنان، لأكشف عن السحر الذي يبقى في الظل. مثل بريتون، أحتفل بالصدفة، بلعبة القدر، ولقاءات الصدفة، والمسارات غير المؤكدة، وأرقص مع الصدف، والتزامنات، في رقصة الروح المسكرة هذه، أتخلى عن نفسي بكل فخر. غيمتي هي مرآة تنعكس فيها روحي، طريق متعرج نحو واقع بلا مؤامرة، أتابع هذا المسعى، هذه الرومانسية الأبدية، مثل شاعر مخبول، بحثًا عن نشوة جديدة. وهكذا، أواصل استكشاف مناطق غير مستكشفة، لأغوص في محيط الأحلام، وأطلق العنان للأفكار، مثل تلميذ سريالي، أغوص، في هاوية الخيال، بحثًا عن رقصة.

في حديقة اللاوعي السرية، أتجول ، أزرع زهور الموجة، كل فكرة هي لؤلؤة نادرة، كتلة من الذهب في رمل الغريب. نجوم تنير ليلتي، مثل اليراعات، تتلألأ، أتبعها، خلال الظلام أبحث عن النور، في الظلام أجد جوهر المادة. مثل كيميائي الكلمات، أحول الأفكار الخام إلى جواهر، وأزينها، باستعارات آسرة، وصور آسرة، بحيث يكون كل بيت لغزًا مثيرًا. الغيمة هي رقصة، احتفال، باللاعقلاني، بالعبث، بالإلهام. في هذه القطعة الأخيرة، أقول لك وداعًا، مثل شاعر، تركت سحر المبهم يحركك. أتمنى أن تستمر الأحلام في إرشادك، في عالم غامض، متجدد باستمرار، مثل شاعر ، أختفي في القصيدة، وأترك ​​لك مع هذه الكلمات، لحنًا أخيرًا.

 


0 التعليقات: