الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأربعاء، يناير 17، 2024

أفضل 100 كتاب في التاريخ اليوم ( يوميات رجل مجنون ) 67 إعداد عبده حقي


كان قاص وشاعر وناقد ومُنظِّر أدبي ومترجم، يُعدُّ أهم أديب صيني في القرن العشرين. وينظر له كأحد أبرز الشخصيات في الأدب الصيني الحديث. وكتب اللغتين الصينية المبسطة والصينية التقليدية، وشملت أعماله مجالات القصة القصيرة، والتحرير، والترجمة، والنقد الأدبي، وكتابة المقالات، والشعر. وأًصبح خلال الثلاثينيات، الرئيس الفخري لـرابطة الكتاب اليساريين في شانغهاي أثناء العصر الجمهوري بالصين (1912–1949).

ولد لو شون في عائلة كان معظم أفرادها من ملاك الأراضي والمسؤولين الحكوميين في شاوشنگ، في ژى‌جيانگ. وخلال مرحلة شبابه تراجع المستوى المعيشي لأسرته وقلت مواردها المالية. وكان لو شون يطمح إلى إجراء "الامتحانات الإمبراطورية"، ولكن بسبب الفقر النسبي لعائلته، لذا اضطر إلى الالتحاق بالمدارس التي تمولها الحكومة لتعلم "التعليم الأجنبي". بعد التخرج، ذهب لو إلى دراسة الطب في اليابان لكنه لم يتمم دراسته ووجه اهتمامه لدراسة الأدب، حتى اجبرته قلة الموارد المالية لدى أسرته، على العودة إلى الصين. وبعد عودته، عمل "لو" لعدة سنوات في التدريس في المدارس الثانوية والكليات المحلية قبل أن يجد وظيفة في وزارة التعليم بجمهورية الصين.

وبعد حركة الرابع من مايو عام 1919، بدأت كتابات لو شون تؤثر بشكل كبير على الأدب الصيني والثقافة الشعبية. ومثل العديد من قادة حركة الرابع من مايو، كان يسارياً بالأساس. كما نال تقديراً كبيراً من قبل الحكومة الصينية بعد عام 1949، عندما تأسست جمهورية الصين الشعبية، حتى أن ماو تسي تونغ نفسه، كان معجباً بكتابات لو شون طوال حياته. ورغم أن لو كان متضامناً بشكل كبير مع المُثُل الاشتراكية، إلا أنه لم ينضم إلى الحزب الشيوعي الصيني أبداً.

وصف كنزابورو اوه الأديب الياباني، الحائز على جائزة نوبل في الأدب، لو شون بأنه "أعظم كاتب أنتجته آسيا في القرن العشرين".[2] وعقب وفاة لو شون، أطلق عليه ماو تسي تونغ لقب "قديس الصين الحديثة"، رغم أن ماو استغل إرث لو بشكل انتقائي لتعزيز أهدافه السياسية. وفي 1942، اقتبس كلمات لو، بشكل مختلف عن سياقها، ليخبر جمهوره أن يكونوا "ثوراً راغباً" مثل لو شون، لكنه قال للكتاب والفنانين الذين يؤمنون بحرية التعبير، بأنهم ليسوا بحاجة إلى أن يكونوا مثل لو شون، لأن الحزب الشيوعي الصيني قد قام بعملية التحرير فعلاً. وبعد تأسيس جمهورية الصين الشعبية في عام 1949، صور المنظرون الأدبيون للحزب الشيوعي الصيني أعمال لو شون على أنها أمثلة تقليدية للأدب الشيوعي، كما جرت عملية تطهير لجميع أتباع لو المقربين. واعترف ماو لاحقاً، أنه لو بقي لو سون على قيد الحياة حتى الخمسينيات، فإن عليه "إما أن يصمت أو أن يذهب إلى السجن".

كما صور لو شون من قبل قادة الحزب الشيوعي الصيني على أنه "رسام مخطط المستقبل الشيوعي"، ووصفه ماو تسي تونغ بأنه "القائد الرئيسي للثورة الثقافية الصينية"، رغم أن لو لم ينضم إلى الحزب. وكان خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن العشرين، يجتمع لو شون ومعاصروه في كثير من الأحيان بشكل غير رسمي لإجراء مناقشات فكرية حرة، إلا أنه وبعد تأسيس الجمهورية الشعبية في عام 1949، سعى الحزب إلى مزيد من السيطرة على الحياة الفكرية في الصين، وقُمع هذا النوع من الاستقلال الفكري بشكل عنيف.

من ناحية ثانية، جرت عملية تقليل من أسلوب الكتابة الساخر الخاص بلو شون، والسخرية والحط منه قدر الإمكان. وفي عام 1942، كتب ماو أن "أسلوب المقال لا ينبغي أن يكون ببساطة مثل أسلوب لو شون. إن أنه [في المجتمع الشيوعي] يمكننا الصراخ بأعلى أصواتنا ولا نحتاج إلى التعبيرات المبطنة والمرمزة، والتي تعتبر صعبة الفهم بالنسبة للناس."[4]وفي 2007، تمت إزالة بعض أعماله من الكتب المدرسية، الأمر الذي فسرته جوليا لوفيل، والتي ترجمت كتابات لو شون، بأنه "محاولة لثني عزيمة شباب اليوم عن اتباع جهود لو شون في اكتشاف الأخطاء، والتي أصبحت غير مريحة (بالنسبة للحكومة).

أما أثناء الثورة الثقافية، أشاد الحزب الشيوعي الصيني بلو شون باعتباره واحداً من آباء الشيوعية في الصين، إلا أن الحزب قام لاحقاً بقمع الثقافة الفكرية وأسلوب الكتابة الذي كان يعبر عنه لو، لكن بقيت بعض مقالاته وكتاباته جزءاً من المناهج الدراسية الإلزامية للمدارس الابتدائية والمتوسطة في الصين، حتى اليوم.

عمل لو على ترجمة العديد من المجلدات، لا سيما من اللغة الروسية. وأعجب بشكل خاص بـنيكولاي غوغول وقام بترجمة روايته "النفوس الميتة". كما أن عنوان قصته الأولى، "يوميات رجل مجنون"، كان مستوحى من قصة لغوغول التي تحمل الاسم نفسه. وبإعتباره كاتب يساري، أدى لو دوراً مهماً في تطوير الأدب الصيني الحديث. إذ كانت كتبه ولا تزال مؤثرة وشعبية حتى اليوم، ولم يقتصر تأثيرها على الصين فحسب إنما انتشر على المستوى الدولي. وتتواجد أعمال لو شون في الكتب المدرسية للمدارس الثانوية في كل من الصين واليابان. وهو معروف لدى اليابانيين باسم روجين

ومن جانبٍ آخر، وبسبب مشاركته السياسية اليسارية، والدور الذي لعبته أعماله في التاريخ التالي لقيام جمهورية الصين الشعبية، فقد حُظرت أعمال لو شون في تايوان حتى أواخر الثمانينيات.

كذلك كان لو من أوائل المؤيدين لحركة الإسپرانتو في الصين.

ترجع أهمية لو شون في الأدب الصيني الحديث، لكونه، وخلال مسيرته، ساهم بشكل كبير في كل الأنماط الأدبية الحديثة. فقد كانت كتابته تتسم الوضوح والبساطة، الأمر الذي سمح لها بالتأثير على أجيال عديدة، عبر القصص وقصائد النثر والمقالات. وينظر لمجموعته القصصيتين، "ناهان" (دعوة إلى السلاح) و"بانگهوانگ" (التجوال)، على أنهما من كلاسيكيات الأدب الصيني الحديث. كما كانت ترجمات لو شون مهمة في وقت كان الأدب الأجنبي نادراً ما يُقرأ في الصين، ولا زالت انتقاداته الأدبية جادة ومقنعة.

كما نالت أعمال لو شون اهتماماً متزايداً خارج الصين. قفي عام 1986، استشهد فريدريك جيمسون بـ "يوميات رجل مجنون" باعتبارها "المثال الأعلى" لشكل "الرمز الوطني" الذي تتخذه الأعمال الأدبية في العالم الثالث.[7] وتقارن گلوريا ديفيز لو شون بنيتشه، قائلة إن كلاهما "محاصران في بناء الحداثة التي تمثل إشكالية في الأساس".[8] وبالنسبة الى ليوناردو فيتوريو أرينا، فقد طور لو شون وجهة نظر غامضة تجاه نيتشه، وهو مزيج من الجاذبية والنفور، وتعود هذه الإشكالية بسبب تجاوزات نيتشه في الأسلوب والمحتوى.[9]

جائزة أدبية كبرى في الصين، سُميت جائزة لو شون الأدبية باسمه.

تسمية الكويكب "(233547) 2007 JR27" باسمه.

تسمية فوهة على كوكب عطارد باسمه.

اختار الفنان والرسام شي لو النصف الثاني من اسمه المستعار ("لو")، ليعكس إعجابه وتأثره بـ"لو شون".

تابع


0 التعليقات: