الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الخميس، أغسطس 01، 2024

في عالم ماغريت : شعر عبده حقي

 


أقف على السحاب، حيث تلتقي السماء بالبحر،

في عالم لا تقيده الجاذبية أو نداء العقل.

أمامي باب خارج الزمن،

ممر إلى عالم يتشابك فيه الفكر والحلم.

وتفاحة قرمزية تطفو، معلقة في الهواء،

قشرتها اللذيذة نابضة بالحياة ونادرة.

ريشة ناعمة ولطيفة تحوم بالقرب،

منحنيها الدقيق يتحدى كل ما أعزه.

 

قبعة تصعد، وكأنها تعرف الطريق،

تسترشد بنسيم من يوم مختلف.

ساعة تدق ،

تحدد اللحظات في مكان لا يبقى فيه شيء.

 

أنا الرجل الوحيد، مرتديًا معطفًا من الليل،.

أتأمل هذا العالم، لوحة العقل،

حيث تنجرف الأشياء، غير المحددة.

 

كأس من الماء، ساكن تمامًا،

يعكس مفارقة، شرابًا بلا شبع.

 

هنا، لا تقيدني الساعات، ولا تحصرني الأبواب،

لأنني أتجول بحرية في امتداد الزمن.

التفاحة، الفاكهة المحرمة، لا تغري أي رغبة،

إنها تطفو فقط، جوقة صامتة.

 

تمر ريشة، تهمس بحكايات الطيران،

عن الحرية في النهار، وأسرار الليل.

أمد يدي لألمسها، لكن يدي تنزلق،

ففي هذا الفضاء، ما هو حقيقي، ليس حقيقيا؟

 

يقف الباب أمامي، بوابة أو مزحة،

قفله لغز، اختبار صامت لأبي الهول.

هل يجب أن أدير المقبض، وأخطو وراء الحجاب،

أو أتأخر في هذه اللحظة، حيث تتلاشى كل الحقائق؟

 

طائر يطير، بأجنحته ضبابية،

وجود عابر في عالم من الاضطراب.

يحمل معه أغاني الأراضي البعيدة،

من الغابات العميقة، والرمال المتحركة.

 

السحب تحت قدمي، بحر أبيض،

تعكس السماء التي لا نهاية لها، لوحة من الضوء.

أمشي على هذا المحيط، بلا حدود لحصرها،

ضائعًا في تيارات السريالية، الإلهية.

 

كل شيء هنا، رمز، كلمة صامتة،

يتحدث إلى روحي، رسالة غير مضطربة.

قبعة البولينج، رمز الدنيوية،

تصعد إلى المرتفعات، وتكسر سلسلتها الأرضية.

 

الساعة، تدق، لكن الوقت هنا ثابت،

تذكير بإثارة الحياة المستمرة والمراوغة.

خطاف السمك، يتدلى، علامة استفهام،

يصطاد الإجابات في الظلام اللامتناهي.

 

فنجان شاي يطفو، رقيقًا وجميلًا،

وعاء فكر، وأفكار متشابكة.

فارغًا أو ممتلئًا، لا يهم هنا،

ففي هذا العالم، كل المعاني واضحة.

 

أنا المراقب، الحالم، الكاتب،

أسجل رقص الأشياء، والمد والجزر المتغير.

كل قطعة جزء من كل أكبر،

انعكاس لروحي المتجولة.

 

التفاحة الحمراء، لون ساطع للغاية،

تتحدث عن حلاوة الحياة، عن البهجة المحرمة.

ومع ذلك تظل دون مساس، رمزًا للاختيار،

صدى صامت، صوت بلا صوت.

 

سقوط الريشة اللطيف، درس في النعمة،

يذكرني بالتحرك بخفة، وعدم ترك أي أثر.

في عالم ماغريت هذا،

أجد مرآة، انعكاسًا لي.

 

تطفو قبعة البولينج أعلى،

صورة ظلية مقابل اللازوردية، هادئة.

تتركني أفكر، ما يكمن في الأعلى،

في عوالم الفكر، في سماء الحب.

 

الباب، يلوح، ولكنه يظل ثابتًا،

عتبة يجب عبورها، أو مكان للتعلم.

أتردد، لأن ما وراء ذلك غير معروف،

لكنني بالبقاء هنا، أجد الراحة، راحة خاصة بي.

 

انحناء خطاف السمك، انحناء السؤال،

لا يبحث عن بداية، ولا نهاية.

يتدلى في الهواء، خط استقصاء،

في أعماق لغز الحياة.

 

يميل فنجان الشاي، لكنه لا تسقط منه قطرة،

استعارة للسيطرة، لتوقف الحياة.

في هذه الحالة المعلقة، أتأمل، أحلم،

في عالم ماغريت، ليس كل شيء كما يبدو.

 

السحب في الأسفل، ناعمة كالحرير،

تحملني برفق، حليب الأم.

تحتضن أفكاري، آمالي، مخاوفي،

في هذا العالم السريالي، بعيدًا عن المجالات الدنيوية.

 

أنا الشخصية الوحيدة، المستكشف الوحيد،

في مشهد فكري، ممر العقل.

كل خطوة أخطوها، وكل شيء أراه،

هو انعكاس، جزء مني.

 

التفاحة، الريشة، القبعة، الباب،

كل منها تحكي قصة، جزء من التراث.

 

في هذا العالم، حيث ينحني المنطق،

أجد مكانًا يمتد فيه الخيال.

 

بينما أقف على هذه السحابة، أدرك،

 

أن هذا ليس حلمًا، ولا تمويهًا.

إنها رحلة داخلية، بحث عن الحقيقة،

في العالم السريالي الغامض.

 

وهكذا، أتوقف، وأراقب، وأتأمل،

في أسرار الحياة، وأسبابها، وتأثيرها.

في عالم ماغريت، أجد سلامي،

في فوضى الرموز، التحرر الصامت.


0 التعليقات: