الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الخميس، سبتمبر 12، 2024

ميتا يجمع البيانات منذ عام 2007 لتدريب الذكاء الاصطناعي


تجمع شركة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك وإنستغرام، بيانات المستخدمين منذ عام 2007 لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها. ويشمل هذا التجميع المكثف للبيانات المنشورات العامة والصور والمعلومات الأخرى التي يشاركها المستخدمون على منصاتها. ومع تطور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، أثارت ممارسات ميتا مخاوف كبيرة بشأن خصوصية المستخدم وحماية البيانات، خاصة في ظل عدم وجود خيار إلغاء الاشتراك للمستخدمين في مناطق معينة.

كانت استراتيجية جمع البيانات التي تتبناها شركة ميتا موضوعًا للتدقيق، وخاصة في ضوء الإفصاحات الأخيرة بشأن أساليب تدريب الذكاء الاصطناعي التي تتبناها الشركة. وقد اعترفت الشركة باستخدام البيانات العامة من المستخدمين الأستراليين لأغراض تدريب الذكاء الاصطناعي، وهي ممارسة قائمة منذ عام 2007. ويشمل هذا مجموعة واسعة من التفاعلات العامة، مثل الصور وتحديثات الحالة والتعليقات على المنشورات. شددت ميليندا كلايباو، مديرة الخصوصية العالمية في ميتا، على أهمية هذه البيانات لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي القوية، مشيرة إلى أن مجموعات البيانات الشاملة ضرورية لإنشاء أدوات ذكاء اصطناعي فعالة مثل Llama، نموذج الذكاء الاصطناعي التوليدي الخاص بـ ميتا ..

في المقابل، يتمتع المستخدمون في الاتحاد الأوروبي بمزيد من التحكم في بياناتهم بسبب اللائحة العامة لحماية البيانات (GDPR)، والتي تسمح لهم بالانسحاب من جمع البيانات لتدريب الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، لا يتمتع المستخدمون الأستراليون بنفس الحقوق، مما يثير تساؤلات حول كفاية قوانين حماية البيانات في ولايات قضائية مختلفة. وبينما يمكن للمستخدمين الأستراليين تعيين حساباتهم على أنها خاصة، فإن هذا لا يمنع ميتا من استخدام البيانات المتاحة للجمهور لتدريب الذكاء الاصطناعي.

إن الآثار المترتبة على ممارسات جمع البيانات التي تنتهجها شركة ميتا عميقة، وخاصة فيما يتصل بحقوق الخصوصية. ويزعم المنتقدون أن نهج الشركة يقوض الخصوصية الفردية وقد يؤدي إلى إساءة استخدام المعلومات الشخصية. على سبيل المثال، تسمح سياسة الخصوصية التي تنتهجها شركة ميتا باستخدام البيانات "لأي نوع غير محدد من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الحالية والمستقبلية"، وهو ما يثير المخاوف بشأن إمكانية إساءة الاستخدام والافتقار إلى الشفافية فيما يتصل بكيفية استخدام بيانات المستخدم..

أشار ماكس شريمز، أحد أبرز المدافعين عن الخصوصية، إلى أن التفسير الواسع النطاق لشركة ميتا لما يشكل "تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي" يتحايل بشكل فعال على حماية اللائحة العامة لحماية البيانات. ويزعم أن هذا النهج يمكّن ميتا من استخدام بيانات المستخدم لأي غرض تقريبًا دون حدود قانونية واضحة. ويتفاقم هذا الموقف بسبب اعتراف ميتا بأنها لا تستطيع التمييز بين البيانات من المستخدمين في الاتحاد الأوروبي وتلك الموجودة في المناطق التي لا تتمتع بحماية مماثلة، مما يزيد من تعقيد الامتثال لمتطلبات اللائحة العامة لحماية البيانات..

مع استمرار شركة ميتا في تطوير قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، تلتزم الشركة بالاستفادة من الكميات الهائلة من البيانات التي جمعتها على مر السنين. ويشمل ذلك خططًا لتعزيز تجارب المستخدم عبر منصاتها من خلال دمج أدوات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها تقديم توصيات مخصصة وإنشاء المحتوى. ومع ذلك، تظل الآثار الأخلاقية المترتبة على استخدام مثل هذه البيانات الواسعة النطاق للمستخدم دون موافقة صريحة مثيرة للجدل..

أثار الإعلان الأخير لشركة ميتا بشأن التغييرات التي طرأت على سياسة الخصوصية الخاصة بها، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 26 يونيو 2024، غضبًا بين المدافعين عن الخصوصية والمستخدمين على حد سواء. تسمح السياسة لشركة ميتا باستخدام بيانات مستخدمين تبلغ قيمتها عقدًا من الزمان للتدريب على الذكاء الاصطناعي، مما أثار مخاوف بشأن إمكانية الاستغلال وتآكل حقوق خصوصية المستخدم. يزعم المنتقدون أن هذه الخطوة تعكس اتجاهًا أوسع في صناعة التكنولوجيا، حيث يُنظر إلى بيانات المستخدم بشكل متزايد على أنها سلعة يتم حصادها واستخدامها لتحقيق الربح دون مراعاة كافية للخصوصية الفردية..

وتوضح ممارسات جمع البيانات التي تتبعها شركة ميتا منذ عام 2007 التعقيدات والتحديات التي تكتنف موازنة التقدم التكنولوجي مع حقوق خصوصية المستخدم. ومع استمرار الشركة في توسيع قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي، أصبحت الحاجة إلى لوائح قوية لحماية البيانات أكثر إلحاحًا. وتسلط التفاوتات في حماية الخصوصية عبر المناطق المختلفة الضوء على ضرورة اتباع نهج أكثر توحيدًا فيما يتصل بخصوصية البيانات، والذي يحمي الحقوق الفردية مع تعزيز الابتكار في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ومع تنامي الوعي العام بشأن هذه الممارسات، فمن المرجح أن تشتد الدعوات إلى مزيد من الشفافية والمساءلة في التعامل مع البيانات، مما يدفع ميتا والشركات المماثلة إلى إعادة تقييم استراتيجيات جمع البيانات الخاصة بها.

0 التعليقات: