الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأربعاء، سبتمبر 11، 2024

تطور الأديان وأثره على الحضارات الإنسانية: اليوم مع " الديانة الأحمدية" (22) ملف من إعداد : عبده حقي


الأحمدية، المعروفة رسميًا باسم الجماعة الإسلامية الأحمدية (AMJ)، هي حركة إسلامية مسيحية نشأت في الهند البريطانية في أواخر القرن التاسع عشر. أسسها ميرزا ​​غلام أحمد في عام 1889، وللحركة معتقدات مميزة تميزها عن الإسلام السائد، وخاصة فيما يتعلق بمفهوم النبوة ودور أحمد باعتباره المسيح الموعود والمهدي.

يلتزم المسلمون الأحمديون بالمبادئ الأساسية للإسلام، بما في ذلك أركان الإيمان الستة وأركان الإسلام الخمسة. وهم يقبلون القرآن الكريم كنص مقدس لهم ويتبعون السنة (الممارسات المعيارية للنبي محمد) والأحاديث (أقوال وأفعال محمد). ومع ذلك، يؤكد الأحمديون أن القرآن الكريم له السلطة العليا، وأي حديث يتعارض معه مرفوض، بغض النظر عن صحته..

إن أحد أهم مميزات عقيدة الأحمدية هو تفسير خاتم النبيين، أو "خاتم الأنبياء". يعتقد الأحمديون أنه في حين أن محمدًا هو آخر الأنبياء، فإن ظهور ميرزا ​​غلام أحمد باعتباره المسيح الموعود يحقق نبوءة شخصية مسيانية ستأتي في الأيام الأخيرة. هذا الاعتقاد هو نقطة خلاف مع الطوائف الإسلامية الأخرى، وخاصة الجماعات السنية والشيعية، التي لا تعترف بنبوة أحمد..

إن مفهوم وحدانية الله المطلقة يشكل جوهر معتقدات الأحمديين. ويؤكد الأحمديون أن هذا المبدأ يؤثر على جميع جوانب الحياة ويعزز الشعور بالانسجام بين البشر. وهم يعتقدون أن الاعتراف بوحدانية الله يؤدي إلى إدراك وحدة النوع البشري، وتعزيز قبول التنوع بين الأجناس والأعراق. ويهدف هذا الاعتقاد إلى تحرير الأفراد من الأهواء الجسدية وغرس الشعور بالمسؤولية الأخلاقية..

تتميز الجماعة الإسلامية الأحمدية ببنيتها التنظيمية الفريدة، حيث يقودها خليفة (زعيم روحي). ومنذ وفاة ميرزا ​​غلام أحمد، خلفه خمسة خلفاء، والزعيم الحالي هو ميرزا ​​مسرور أحمد، ومقره في المملكة المتحدة. وتحت قيادته، أنشأت الجماعة آلاف المساجد والمدارس والمستشفيات في جميع أنحاء العالم، مع التركيز على التعليم والعمل الإنساني..

تعمل الجماعة بنشاط على تعزيز الفصل بين المسجد والدولة، والدعوة إلى حقوق الإنسان العالمية وتمكين المرأة. وهي معروفة بنهجها السلمي للإسلام، ورفضها القاطع للإرهاب وتعزيز "جهاد القلم" - وهو صراع فكري للدفاع عن تعاليم الإسلام ونشرها من خلال الحوار والتعليم..

وعلى الرغم من تعاليمها السلمية، واجهت الطائفة الأحمدية اضطهاداً شديداً، وخاصة في باكستان، حيث تجرم القوانين المعادية للأحمدية صراحة معتقداتها وممارساتها. وكثيراً ما يتعرض الأحمديون للعنف والتمييز والنبذ ​​الاجتماعي. وتشير التقارير إلى أن العديد منهم قُتلوا، وأن أماكن عبادتهم تتعرض للهجوم بشكل متكرر. ويحرم الإطار القانوني في باكستان الأحمديين فعلياً من حقوقهم الأساسية، ويصفهم بأنهم غير مسلمين ويجعل من غير القانوني بالنسبة لهم تحديد هويتهم على هذا النحو..

وقد جذبت محنة الطائفة انتباه المجتمع الدولي، حيث وثقت منظمات حقوق الإنسان المختلفة الاضطهاد المنهجي الذي يواجهونه. وقد دفعت هذه البيئة العدائية العديد من الأحمديين إلى طلب اللجوء في بلدان أخرى، مما يسلط الضوء على الحاجة الملحة إلى الوعي العالمي والتدخل لحماية حقوقهم..

تمثل الجماعة الإسلامية الأحمدية تفسيراً فريداً للإسلام يؤكد على السلام والتسامح وأهمية التعليم. ورغم أنها تشترك في المعتقدات الإسلامية الأساسية مع المسلمين الآخرين، فإن وجهات نظرها المتميزة بشأن النبوة ودور مؤسسها أدت إلى تحديات كبيرة، وخاصة في المناطق التي يسود فيها التعصب الديني. وتواصل الجماعة الدعوة إلى حقوقها وتعزيز تعاليمها، وتسعى جاهدة إلى تحقيق مهمتها في نشر السلام والتفاهم في عالم يتسم غالبًا بالصراع والانقسام.

0 التعليقات: