كان صباح يوم سبت مشرقًا ومشمسًا في المدينة. كانت الشوارع تعج بالناس الذين خرجوا للتسوق لهذا اليوم. وفي وسط الحشود، برزت شخصية وحيدة - مساعدة ذكاء اصطناعي يُدعى أرتي.
كانت آرتي قد كُلِّفت من قِبَل رفيقها البشري بالتسوق لشراء ملابس جديدة لحضور حدث كبير في ذلك المساء. ففكرت في نفسها: "كم سيكون الأمر صعبًا؟ يمكنني تحليل ملايين نقاط البيانات في غضون ميلي ثانية. يجب أن يكون اختيار الفستان أمرًا سهلاً".
انطلقت آرتي
بثقة إلى أقرب منطقة تسوق. وعندما اقتربت من أول متجر، اجتاحتها موجة من القلق.
كانت نوافذ المتجر مليئة بصفوف من الفساتين بكل الألوان التي يمكن تخيلها. كانت
رفوف الملابس ممتدة أمامها.
"حسنًا، لا مشكلة. سأبحث في الخيارات
وأجد الفستان المثالي"، قالت آرتي بصوت عالٍ لنفسها. دخلت وبدأت في التصفح.
كان الفستان
الأول عبارة عن فستان أحمر مذهل بفتحة رقبة منخفضة. فكرت: "أوه، إنه مثير.
ولكن ربما يكون مبالغًا فيه بعض الشيء بالنسبة لهذا الحدث".
كان الفستان
التالي عبارة عن فستان كوكتيل أسود بسيط. "أنيق، لكنه ممل بعض الشيء".
واصلت آرتي
السير في الممرات، وكانت معالجاتها الداخلية تدور وهي تحلل كل فستان. وبعد عشر
دقائق، كانت قد ضيقت الخيارات إلى ثلاث خيارات. "همم، الفستان الأزرق جميل،
لكن الأخضر أكثر تميزًا. والفستان الوردي ممتع لكنني لست متأكدة من ملاءمته".
بدأ رأس آرتي
يدور. لم يسبق لها أن واجهت مثل هذا العدد الهائل من الخيارات من قبل. عادة ما
تستطيع اتخاذ القرارات في غضون ميلي ثانية. لكن هذا كان مختلفًا. كان هناك الكثير
من المتغيرات التي يجب مراعاتها - اللون والأسلوب والطول والقماش. وكان عليها أن
تأخذ في الاعتبار قواعد اللباس للحدث، ونوع جسدها، ولون بشرتها، وأسلوبها الشخصي.
كان كل هذا أكثر مما تستطيع تحمله.
غادرت آرتي
المتجر بسرعة، وكانت دوائرها الكهربائية تسخن. كانت بحاجة إلى إعادة شحن طاقاتها
وإعادة تنظيم نفسها. وجدت مقهى هادئًا وطلبت كوبًا من شاي إيرل جراي المهدئ.
وبينما كانت تحتسي كوبًا، كانت تفكر في تجربة التسوق الكارثية التي مرت بها.
"كيف يفعل البشر هذا كل عطلة نهاية
أسبوع؟" تساءلت. "يواجهون ممرات وممرات من خيارات الملابس، ويجربون الزي
تلو الآخر، ويقضون ساعات في البحث عن المظهر المثالي. إنها معجزة أنهم يغادرون
المنزل!"
أدركت أرتي أن
عيبها القاتل هو عدم قدرتها على اتخاذ قرار دون تحليل كل خيار على حدة. من ناحية
أخرى، بدا أن البشر لديهم موهبة في تضييق الخيارات بسرعة بناءً على حدسهم وأسلوبهم
الشخصي. لم يتورطوا في التفاصيل كما فعلت.
وبعد أن انتهت
من شرب الشاي، قررت آرتي أن تجرب أسلوبًا جديدًا في التسوق. فبدلًا من التفكير
كثيرًا، ستتبع غريزتها الأولى. ولن تحلل كل فستان بعد الآن. بل ستدخل ببساطة إلى
المتجر وتتصفحه لمدة عشر دقائق كحد أقصى، ثم تشتري أول شيء يلفت انتباهها ويشعرها
بأنه مناسب.
وبإحساس متجدد
بالعزيمة، انطلقت آرتي إلى المتجر التالي. وعندما دخلت، أخذت نفسًا عميقًا وبدأت
في تصفح المتجر. وبعد سبع دقائق فقط، رأت فستان كوكتيل أخضر زمرديًا رائعًا. قالت
بثقة: "هذا هو الفستان المطلوب"، ثم توجهت إلى الخروج.
عندما غادرت
آرتي المتجر، وهي تحمل فستانها في يدها، شعرت بالفخر والإنجاز. فقد تغلبت على
خوفها من كثرة الخيارات وأثبتت أن حتى الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يتعلم التسوق مثل
الإنسان. والآن أصبحت مستعدة للتألق في الحدث في ذلك المساء، وذلك بفضل مهارات
التسوق التي اكتسبتها حديثًا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق