أعلنت غيثة مزور، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالتحول الرقمي والإصلاح الإداري في 8 أكتوبر 2024، ، عن مبادرة كبرى في إطار استراتيجية المغرب الرقمي 2030. وخصصت الحكومة ميزانية قدرها 240 مليون درهم (حوالي 24 مليون دولار) لتعزيز الابتكار ودعم الشركات الناشئة. وتعكس هذه المبادرة التزام المملكة المغربية المتزايد بالاستفادة من التحول الرقمي كمحفز للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل، وبهدف جعل المغرب رائدًا إقليميًا في الاقتصاد الرقمي.
استراتيجية المغرب
الرقمي 2030 استراتيجية طموحة، وتهدف إلى خلق 240 ألف فرصة عمل مباشرة في القطاع الرقمي
والمساهمة بمبلغ 100 مليار درهم في الناتج المحلي الإجمالي الوطني بحلول عام 2030.
ومن بين محاورها الرئيسية تعزيز منظومة مزدهرة للشركات الناشئة، مع مخطط لدعم 3000
شركة ناشئة بحلول نهاية العقد. والهدف ليس فقط رعاية الشركات الصغيرة ولكن تسهيل إنشاء
شركة أو اثنتين على الأقل من "يونيكورن" (شركات ناشئة تقدر قيمتها بأكثر
من مليار دولار) والعديد من الشركات سريعة النمو، والمعروفة أيضًا باسم "الغزلان" (
تواجه الشركات الناشئة
في المغرب تحديات كبيرة، بما في ذلك محدودية الوصول إلى التمويل والأطر القانونية الداعمة.
وتعالج مبادرة المغرب الرقمي 2030 هذه العقبات بشكل مباشر من خلال إنشاء آليات تمويل
جديدة وتبسيط الوصول إلى الموارد المالية. كما تخطط الحكومة لإدخال إصلاحات قانونية
لتسهيل ريادة الأعمال، والتي تشمل تقليل الأعباء الإدارية وتحسين مناخ الاستثمار العام
للشركات الناشئة
(
وبعيدًا عن منظومة
الشركات الناشئة، تتضمن مبادرة المغرب الرقمي 2030 عدة ركائز مصممة لتحديث اقتصاد البلاد.
وتعتبر رقمنة الخدمات العامة أولوية قصوى، بهدف تحسين الكفاءة وإمكانية الوصول إليها.
وبحلول عام 2030، تخطط المغرب لاحتلال مرتبة بين أفضل 50 دولة على مستوى العالم في
خدمات الحكومة الإلكترونية، وهي قفزة كبيرة من المرتبة 113 الحالية. ولتحقيق هذه الغاية،
ستعمل الحكومة على توحيد الخدمات الإدارية من خلال بوابة رقمية موحدة، مما يسهل على
المواطنين والشركات الوصول إلى خدمات مثل الرعاية الصحية والضمان الاجتماعي وتسهيل
الاستثمار
.
ويشكل تطوير البنية
التحتية عنصراً حاسماً آخر من الاستراتيجية. وتتضمن الخطط توسيع نطاق تغطية الجيل الخامس
لتشمل 70% من السكان وربط ملايين الأسر بشبكات الألياف الضوئية. ومن المتوقع أن تدعم
تحسينات البنية التحتية هذه الاقتصاد الرقمي، وخاصة في مجالات مثل الاستعانة بمصادر
خارجية والصادرات الرقمية. وتهدف الحكومة إلى مضاعفة عائدات الصادرات الرقمية الحالية
من 17.9 مليار درهم إلى 40 مليار درهم بحلول عام 2030 (
بالإضافة إلى ذلك،
يعد تطوير المواهب حجر الزاوية في خطة المغرب الرقمي 2030. وتتضمن المبادرة جهودًا
لتدريب أكثر من 100 ألف متخصص رقمي سنويًا، مع التركيز على رفع مهارات الأفراد وإعادة
تأهيلهم لتلبية متطلبات الاقتصاد الرقمي سريع التطور. ويتم تنفيذ برامج مثل المعسكرات
التدريبية والدورات التدريبية المكثفة عبر الإنترنت لمساعدة العمال على الانتقال إلى
أدوار رقمية عالية الطلب (
ورغم أن الرؤية للمستقبل
الرقمي للمغرب جريئة، إلا أن التحديات لا تزال قائمة. وسيكون التنسيق بين القطاعين
العام والخاص ضروريا للتنفيذ الفعال لهذه المبادرات. وعلاوة على ذلك، تواجه البلاد
عقبات في سد الفجوة الرقمية، وخاصة في المناطق الريفية، حيث يظل الوصول إلى الخدمات
الرقمية محدودا. وسوف يتطلب التغلب على هذه العقبات جهودا مستدامة، بما في ذلك توسيع
البنية الأساسية، وإصلاح التعليم، وزيادة التعاون مع شركات التكنولوجيا الخاصة (
باختصار، تمثل استراتيجية
المغرب الرقمي 2030 رؤية تحويلية للمستقبل الاقتصادي والاجتماعي للمغرب. ومن خلال تعزيز
الابتكار، وتحسين البنية الأساسية، ورعاية المواهب، تعمل الحكومة على وضع البلاد كمركز
للابتكار الرقمي في المنطقة. ومع ذلك، فإن تحقيق هذه الأهداف الطموحة سيتطلب جهودًا
متضافرة من جانب كل من الحكومة والقطاع الخاص، إلى جانب التركيز على التغلب على التحديات
البنيوية القائمة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق