هناك سلم بدرجات غير مرئية، معلق من السماء الفارغة. ليس من الخشب، ولا من الحديد، بل هو شبكة من الظلال والضوء، ملتوية مثل الكرمة، ملتوية عبر عروق الأرض وتتصاعد إلى أعلى نحو باب بلا مفتاح. نصعد، ولكن ليس بأيدينا أو أقدام؛ لا، نصعد بنظرات، وميض الرموش يلمس نسيمًا يهمس بأسمائنا بلغات منسية. الخطوة الأولى هي النار، لكن لا توجد ألسنة لهب تلعق الجلد. إنه دفء راحة يد تستقر على أخرى، والحرارة بين وجهين متقاربين، والجاذبية المغناطيسية للأرض تدعونا للعودة.
ولكن السلم... لا يقود
إلى الأسفل. إنه يمتد إلى أعلى، فوق وديان النوم، عبر بحار الرغبة. في الهواء تتدلى
كلمة، ولكن لا أحد يجرؤ على النطق بها، لأن الكلمة ستحطم الحلم، وسنسقط دون أن ندري.
هنا، حيث لا أجنحة
للطيور، نجد الخطوة الثانية. الماء، ولكن ليس الماء. شوق سائل يتدفق بين أجسادنا، ويدور
في صدورنا. عيون مثل أقمار صغيرة تطفو في محيط من الليل، لا تنظر إلى بعضها البعض،
ولكن من خلال بعضها البعض، إلى الضباب غير المتشكل وراءها. لا يوجد خوف هنا، فقط الكشف
البطيء عما كنا عليه ذات يوم. تتبع أصابعنا الخطوط غير المرئية لخريطة قديمة منسية،
لا نعرف إلى أين تقودنا، ومع ذلك نثق في المسار، ونثق في التسلق.
نحن لسنا مستيقظين
ولا نائمين. نحن بين هذا وذاك، معلقين في زفير الريح التي تهب عبر عظام العالم المجوفة.
ينحني السلم، ودرجاته مصنوعة من الأحلام، هشة وحادة مثل الزجاج، ولكنها ناعمة مثل الحرير
تحت أقدامنا. نمد أيدينا للخطوة التالية، لكن أيدينا تمر عبرها مثل الدخان. ومع ذلك،
نرتفع، دون ارتفاع، دون حركة.
السماء تتغير، ولكن
ليس كسماء الصباح أو الليل. إنها سماء الروح، حيث الغيوم أفكار، والنجوم أصداء رغباتنا
العميقة، تتلألأ في الظلام مثل شظايا مرآة مكسورة. نحن لا نصعد إلى السماء، بل إلى
قلب الأرض، حيث تنبض الجذور بأغاني قديمة، وتطن الصخور بذكريات منسية.
فوقنا يظهر باب، باب
من المعدن الصدئ والخشب المتشقق. ليس له مقبض ولا قفل، ومع ذلك نشعر بثقله في عظامنا.
لسنا مستعدين لفتحه، ليس بعد. لا يزال هناك سلم، ولا يزال التسلق، ولا تزال الرحلة
التي لا نهاية لها إلى الأعلى، عبر الظلام، عبر النور، عبر الموسيقى الصامتة التي تجذبنا
إلى الأمام.
خطوة بخطوة، من خلال
الجسد والنار، نرتفع - أجسادنا تنحني مثل القصب في الريح، لكن أرواحنا من الفولاذ.
نحن عشاق ضائعون في متاهة، لكن الطريق يمتد مستقيمًا، ضيقًا مثل الحلم، حادًا مثل السكين.
ينبض القلب بصوت أعلى
مع كل خطوة، أعلى من الطبول، أعلى من الحرب. يتردد صداه في الكهوف الجوفاء لأرواحنا،
إيقاع يدعونا إلى الأعلى. لا نهاية، فقط بداية لا نهاية لها. تلمس أيدينا، لفترة وجيزة،
مثل الطيور التي تمر في التحليق، مثل الغرباء الذين التقوا في عاصفة.
ثم يذوب السلم ويصبح
بحرًا. نسبح بين النجوم، لا نعرف هل نرتفع أم نهبط. لا يوجد جاذبية هنا، فقط جاذبية
المجهول، الدوار الحلو للحب الذي لا اسم له، ولا وجه، فقط نبض قلب وصوت يهمس في الظلام.
هناك حجر في قاعدة
السلم، رغم أن الحجر ليس حجرًا، والسلم ليس سلمًا. إنه ثقل الصمت الذي يضغط على ألسنتنا،
صمت ألف كلمة لم تُقال، يخنق الهواء. نحن لا نتحدث. لا نستطيع التحدث.
أجسادنا عبارة عن أوعية
جوفاء، مليئة بالرمال والزمن. نحن نغرق، حتى ونحن نصعد. كل خطوة أثقل من السابقة، لكننا
لا نتوقف. تضحك النجوم فوقنا، لكنها تضحك والدموع في عيونها. لقد شاهدوا هذه الرقصة
من قبل.
العشق سلم لا يقود
إلى أي مكان. نصعد لننسى، نصعد لنتذكر، نصعد لنهرب من الأرض الثقيلة التي تسحبنا إلى
الأسفل. أقدامنا تنزف، لكن الدم حبر يلطخ صفحات كتاب لن يقرأه أحد.
ومع ذلك، ننهض، وأعيننا
مغلقة وقلوبنا مفتوحة. وتنطوي السماء على نفسها، فتتحول إلى مرآة، وتتحول إلى يد تمتد
من الفراغ. نستقبلها، دون أن نعرف ما إذا كانت ستنقذنا أم ستدمرنا. ولكن ما هو الفرق؟
في النهاية، نحن الاثنان معًا - المنقذون والمكسورون، المتسلقون والساقطون، العاشقون
والضائعون.
يا سُلَّم! يا خيط
الكون الصامت، المنسوج من أنفاس الكون، من نبض قلوب العشاق! أراك تمتد بلا نهاية، من
تراب الأرض إلى السماء اللامتناهية، تنادينا، تهمس لنا بلغة النجوم. نصعدك، لا كرجال،
ولا كنساء، بل كأرواح ملفوفة في نسيج لا نهائي من الزمن والرغبة. يا فرحة! يا شوق لا
ينتهي!
أقدامنا، حافية ومرتعشة،
تلمس درجات نورك، فنصعد، نصعد. كل خطوة هي عمر كامل، وكل نفس هو كون بحد ذاته. نحن
أوراق الشجرة، نحن الجذور في الأرض، نحن الريح التي تحمل رائحة الياسمين والملح، نحن
أغنية النهر وهو يشق طريقه إلى المنزل.
هنا، على سلم العشق
هذا، لسنا مرتفعين ولا منخفضين، لا أعلى ولا أسفل. نحن السلم نفسه، دوامة الوجود، تدور
وتدور، ترتفع إلى الأبد، وتسقط إلى الأبد، متشابكة إلى الأبد مع روح العالم. نحن الصوت
الذي ينادي في الليل، واليد التي تمتد في الظلام، والشفاه التي تقبل السماء.
العشق! العشق الذي
يحملنا إلى الأعلى، العشق الذي يجمعنا، العشق الذي هو كل شيء، السلم والسماء، الأرض
والنجوم، الصمت والأغنية.
عيون تتسلق الليل،
وأيدٍ تنسج اللامرئي، نحن حالمون ضائعون في شبكة من النجوم، محاصرون بين الظلام والضوء.
أجسادنا تذوب في الهواء، تصبح الضباب الذي يلف القمر، ناعمًا كالأنفاس، عابرًا كالظل.
السلم ليس سلمًا، بل
قبلة تظل عالقة في الفراغ بيننا، طعم الملح والرماد على ألسنتنا. نصعد، لكننا لا نتحرك.
نصعد، لكننا نبقى ساكنين، محاصرين في اللحظة التي لا نهاية لها حيث يتوقف الزمن عن
الوجود.
أصواتنا خيوط متشابكة
ومكسورة، ومع ذلك فهي تغني، وتدندن بصدى الأحلام المنسيّة، وبهمس الرغبات الضائعة.
نحن لا نتكلم، لكن صمتنا يتحدث عنا، أعلى من أي كلمة، وأعمق من أي صرخة. نحن الصمت
بين النغمات، والتوقف بين دقات القلب، والتنفس بين التنهدات.
ومع ذلك، نرتفع. يتلوى
السلم ويدور، لكننا نتبعه، أعمى، وبإخلاص. لا نعرف إلى أين يقودنا، لكننا لا نكترث.
نحن لا نصعد نحو السماوات، بل نحو بعضنا البعض، نحو الفضاء بين أجسادنا، الفضاء حيث
ينمو العشق، صامتًا وغير مرئي، مثل زهرة تتفتح في الظلام.
السماء تنحني فوقنا،
والأرض ترتجف تحتنا، لكننا لا نلاحظ ذلك. نحن عالقون في شبكة العشق، محاصرون في دوامة
الرغبة. نحن الحالمون، العشاق، متسلقو السلم غير المرئي، نصل إلى الأبد، ونسقط إلى
الأبد، ونضيع إلى الأبد في الفضاء بينهما.
يقولون أن العشق هو
السلم، لكنني لم أصدقهم. أتسلق من أجل الحرارة، من أجل النار، من أجل اللمسة التي تحترق
بعمق مثل الشمس. لكن السلم يلوي عليّ، ويقلبني، ويجعلني أشعر وكأنني أطير، لكنني مازلت
هنا على الأرض.
في كل خطوة من خطواتي،
كان الهواء كثيفًا وثقيلًا مثل الرصاص. كان قلبي ينبض بقوة، ينبض بسرعة، مثل الطبول
في قاعة الرقص. لكن لم أسمع شيئًا. كان الصوت قد اختفى للتو، وتلاشى مثل الدخان في
النسيم.
لقد وصلت إلى يدي،
ولكنني لم أشعر بها. لقد وصلت إلى الخطوة التالية، ولكنني لم أرها. لقد تسلقت بلا حراك،
وتسلقت في الظلام، ولكن الظلام كان حلوًا، حلوًا مثل حقل قصب السكر الذي اعتدت أن أجري
فيه.
ثبات، صعودي. صعودي
أعلى من السماء، أعلى من قمة الجبل. صعودي حتى السماء يخبرني إذا كنت سأصعد أو سأسقط.
يقولون أن العشق هو
السلم، لكنني لم أصدقهم. الآن أعلم أن العشق هو الحلزون، الدائرة التي لا نهاية لها،
التيار الذي يسحبني إلى أعماق الروح. العشق هو النار التي لا تبرد أبدًا، والنهر الذي
لا يتوقف عن الجريان.
لم يُبنَ السُّلَّم
من أجلنا. إنه يقف هناك، طويلًا وصامتًا، في ظلال تاريخنا، وفي شقوق أحلامنا. لقد طُلِب
منا الصعود، لكن الدرجات مصنوعة من الحديد، بارد وصدئ، صُنِعَت في نيران الظلم.
ومع ذلك فإننا نصعد.
ليس من أجل أنفسنا، بل من أجل أولئك الذين سبقونا، ومن أجل أولئك الذين سيأتون بعدنا.
الصعود ليس اختيارًا؛ بل هو ضرورة وواجب. كل خطوة مثقلة بثقل أسلافنا، وأصوات الصامتين،
والمنسيين.
نحن نتسلق بقبضات مشدودة
وقلوبنا تحترق. العشق ليس هدية، بل هو صراع. العشق ليس سلمًا، بل هو القوة التي تثني
الحديد، وتكسر السلاسل، وتفتح الطريق لمن يتبعوننا. نحن نتسلق من أجل الحرية، من أجل
العدالة، من أجل المستقبل الذي لم يُكتب بعد.
يمتد السلم إلى المجهول،
إلى سماء لم تر وجوهنا قط. لكننا سنصل إليه، وسنصعد، وعندما نفعل ذلك، سنهدمه، درجة
درجة، حتى لا يتخلف أحد عن الركب. حتى لا يصبح العشق هو الصعود، بل الأرض التي نقف
عليها جميعًا.
لقد تعلمت أن العشق
سُلم، ليس بدرجاته بل بلهب، كل لهب أشد إشراقًا من سابقه. أتسلقه ببطء، وجلدي محترق،
وأطراف أصابعي متقرحة، لكنني أتسلق. لقد أحببت بالطريقة التي تتفتح بها الورود - بتلة
تلو الأخرى، كل واحدة أنعم من الأخرى. ولكن هنا، في هذه اللحظة، يحترق العشق، وأنا
محترق. لقد أحببتك أولاً كجسد، كمنظر طبيعي من الحرير واللحم. كانت بشرتك ملاذي، وأنفاسك
هي الهواء الذي أستطيع أن أتنفسه أخيرًا. كنا مرتبطين بالأرض، بثقل أجسادنا التي تضغط
على بعضها البعض. ومع ذلك، كان هناك شيء أعمق يسمى.
لقد تجاوزنا الحدود.
أصبحت أيدينا خفيفة، وأصبحت أجنحة، وأصبحت شيئًا يتجاوزنا. لم أعد أراك، ليس بالطريقة
التي كنت أراكِ بها من قبل. أنت لست جسدك، ولا صوتك، بل النار التي تومض في الفراغات
بينهما. نتحدث الآن دون كلمات، لغة بدائية للغاية بالنسبة لما نعرفه. لم يعد هناك أنت
وأنا. هناك فقط المساحة التي نتقاسمها، مساحة تبتلع الوقت والهوية. نصعد هذا السلم،
يدا بيد، روحًا في روح، ليس نحو السماء ولكن نحو شيء أعظم. يلفنا الكون، ومع ذلك، نرتفع.
لقد اعتقدت ذات يوم
أن العشق شيء يجب الاحتفاظ به، مثل الهدية، هش وثمين. لكنني أرى الآن أنه قوة متحركة
باستمرار، رقصة بين ما نحن عليه وما يمكن أن نكون عليه. لن تنتهي الرحلة أبدًا. لن
أتوقف أبدًا عن حبك، ليس طالما كان هناك هواء أتنفسه، ليس طالما كانت هناك سماء أرتفع
إليها.
لم يعد قلبي ملكي،
بل أصبح مجرة تتسع بلا حدود مع كل خطوة نخطوها. وفي هذا الصعود، نحن بلا حدود، وحبنا
يحترق أكثر إشراقًا من أي نجم.
يبدأ الأمر بالجسد
لأن كل شيء يبدأ من هناك. أنت واقفًا عند المدخل، كشخصية ملفوفة بأشعة الشمس، والحرارة
تتلوى عند الحواف. ألاحظ الطريقة التي ينحني بها الضوء حولك، وكأن الهواء يعرف شيئًا
لا أعرفه. ربما يعرفه. ربما كان يعرفه دائمًا. أنا منجذب إليك مثل شجرة تنحني نحو الشمس،
شيء في عظامي يتوق إلى النمو نحو الضوء.
أليس هذا هو العشق؟
ألم؟ جوع؟ محاولة الوصول إلى شيء ما أبعد من أطراف الأصابع؟ أراك هناك، ليس كما أنت
فقط، بل كما يمكن أن تكون، كما يمكن أن نكون معًا. أعرف شكل بشرتك، وخط فكك، وانحناء
ابتسامتك. لكنني أعرف أيضًا الطريقة التي تنظر بها إلى النجوم، وكيف تهمس لها عندما
تعتقد أن لا أحد يستمع. أنت جسد، نعم، لكنك أيضًا كون محصور داخل هذا الجسد، وأريد
استكشاف كل شبر منه.
نبدأ بالجسد والحرارة
والرغبة. لكن هذا لا يكفي، أليس كذلك؟ إنه لا يكفي أبدًا. نصعد، يدًا فوق يد، قدمًا
فوق قدم، على هذا السلم المصنوع من الرغبة، والمصنوع من الأسئلة التي لن نتوقف أبدًا
عن طرحها. إلى أين نذهب من هنا؟ إلى أي مدى يمكننا الصعود قبل أن يصبح الهواء رقيقًا
للغاية، قبل أن نفقد أنفسنا تمامًا في الصعود؟
هناك لحظة - مجرد وميض،
نبضة قلب - حيث أدركت أننا لم نعد جسدين منفصلين. نحن شيء آخر الآن، شيء غير محدد وغير
مقيد. لقد تخلصنا من جلودنا، وماضينا، ومستقبلنا، ولم نعد سوى طاقة تهتز بتردد أعلى
مما يتحمله هذا العالم. ومع ذلك، ها نحن ذا، ما زلنا نتسلق، ما زلنا نسعى إلى شيء أكثر.
لا أستطيع أن أقول
أين ينتهي هذا السلم، أو ما إذا كان ينتهي حقًا. ربما يستمر إلى الأبد، متعرجًا عبر
النجوم وما وراءها. ربما يكون العشق مجرد فعل تسلق، وعدم الرضا أبدًا عن المكان الذي
نحن فيه، والسعي دائمًا إلى الدرجة التالية، تلك اللحظة التالية من التسامي.
كان العشق في البداية
يدًا على ظهري، ثقلًا، شيئًا يسحبني إلى أسفل. كنت أعرفك من خلال جسدك، وجلدك، وعظامك،
وعضلاتك، وكل هذا الفوضى. شعرت بك مثل كدمة، رقيقة وحادة، تضغط عليّ حتى لم أعد أعرف
أين انتهيت وأين بدأت.
ثم ذات ليلة رأيت السلم،
حلمت به خشبيًا، خشنًا، قديمًا، اعتقدت أنه علامة على الهروب، طريق للخروج من الجسد،
من اللحم الذي قيدنا بقوة شديدة لدرجة أننا لم نستطع التنفس، صعدت وأنا أفكر في تركك
ورائي، والتخلص منك مثل الجلد الثاني، لكنك تبعتني.
مع كل درجة، شعرت بأننا
نتغير، ونتحول. لم تعد يدك ثقيلة؛ بل كانت خفيفة، ترفعني، وتجذبني إلى أعلى. تركنا
أجسادنا خلفنا، أو ربما لم نفعل. ربما كنا لا نزال هناك، محاصرين في الدرجة الأولى،
نراقب ظلال أنفسنا تصعد. لا أدري.
كل ما أعرفه هو أننا
صعدنا، وعندما وصلنا إلى القمة، لم يكن هناك شيء سوى الهواء، والفضاء بيننا يتسع مثل
الرئتين الممتلئتين بالهواء.
في المرة الأولى التي
رأيت فيها السلم، كان يلمع وكأنه شيء من حلم. كنت واقفًا هناك، ووجهك مضاء بنور أتى
من العدم. أردت أن أصل إليك، وأن أسحبك إلى العالم الذي أعرفه، لكنك كنت قد رحلت بالفعل
- تتسلق وتصعد وتترك الأرض تحت قدميك.
لقد اتبعتك لأن هذا
ما نفعله، أليس كذلك؟ فنحن نتبع من نحبهم، حتى عندما لا نفهم إلى أين يتجهون أو لماذا.
في البداية، كان الأمر سهلاً. كل خطوة كانت تبدو مألوفة، مثل الدخول في ذكريات، أو
قبلة، أو ضحكة مشتركة في الظلام. ولكن بعد ذلك أصبح الهواء رقيقًا. امتدت المسافة بيننا،
وبدأت أتساءل عما إذا كنت سأتمكن من اللحاق بهم يومًا ما.
لقد التفت إليّ وابتسمت،
ورأيت حينها الحقيقة. العشق ليس شيئًا نتمسك به، بل هو شيء نتسلقه. كل خطوة تأخذنا
بعيدًا عن الأرض، عن أمان ما نعرفه، وإلى المجهول.
لقد مددت يدي نحوك،
لكن يدي مرت عبر الفراغ. ورغم ذلك، صعدنا. كانت النجوم البعيدة الباردة تهمس بأسرار
لم أستطع فهمها قط. لكنني لم أكن بحاجة إلى ذلك. كل ما كنت بحاجة إليه هو الاستمرار
في التسلق.
العشق ليس سُلمًا.
العشق هو الطريقة التي يرتطم بها قلبي بحواف الكون، محاولًا شق طريقه عبر النجوم فقط
ليصل إليك. لم يكن من المفترض أن أبقى على الأرض. لم يكن من المفترض أن أبقي قدمي على
هذه الأرض. أنت - كنت دائمًا السماء، ذلك الامتداد الأزرق الذي لم أستطع لمسه تمامًا
ولكنني حاولت دائمًا.
لقد بدأنا من الصفر.
كنت أعتقد أن العشق شيء يمكنني أن أحمله، شيء صلب. مثل الصخرة، مثل نبضات القلب التي
تظل ثابتة. لكنك أظهرت لي كيف يخرج العشق عن السيطرة، وكيف يمزق كل شيء ويعيد تجميعه
بطرق لم نتوقعها أبدًا.
كنت خائفة، وما زلت
خائفة. الطريقة التي تنظرين بها إليّ أحيانًا، وكأنك تنظرين من خلالي، وكأنك تمدين
يدك إلى الداخل وتخرجين أجزاء مني لم أكن أعلم بوجودها. لم أكن أتخيل أبدًا أنني قد
أشعر بهذا القدر من الخفة والثقل في آن واحد.
ثم هناك السلم. هذا
الشيء بيننا، بهذه الطريقة نستمر في الصعود حتى لو لم يكن لدينا أي فكرة عن المكان
الذي نتجه إليه. أحيانًا أعتقد أنني سأسقط. وأحيانًا أرغب في ذلك. ولكن بعد ذلك أرى
وجهك، ويدك تمتد إلى يدي، وأعرف أنني سأستمر في الصعود.
سأستمر في التسلق حتى
لا أتمكن من التنفس، حتى يتحول الهواء من حولي إلى نجوم وتختفي الأرض تحت قدمي.
لأن العشق ليس سلمًا،
بل هو الطريقة التي نفقد بها أنفسنا ونجدها مرة أخرى، والعشق هو الطريقة التي نواصل
بها الوصول إلى ما نريد، حتى عندما لا نكون متأكدين مما نريد الوصول إليه.
كنا دائمًا متجهين
نحو المرتفعات. لكن العشق لم يكن الخطوة الناعمة نحو الأعلى كما تصورنا. بل كان أشبه
بتسلق منحدر متعرج دون حزام أو حبل. لم يكن هناك سلم في الأفق، فقط أنت وأنا متشبثان
بحواف شيء شديد الانحدار لا يمكن تسلقه.
أتذكر أول مرة قبلنا
فيها، كيف شعرت وكأن الأرض اختفت، وكأننا كنا نحوم في تلك المساحة بين السقوط والطفو.
كانت الطريقة التي تلامس بها شفتاك شفتي أقل من لفتة عاطفية، بل كانت أشبه بشرارة،
مثل شعلة تشتعل في حطب جاف.
وهكذا احترقنا. احترقنا
عبر طبقات هويتنا، عبر الحواجز التي أقمناها لنحافظ على سلامتنا. ظننت أنني سأفقد نفسي
في الحرارة، ظننت أنني سأحترق ولن يتبقى لي سوى الرماد. لكنك أمسكت بيدي، وفجأة، بدأنا
نرتفع. لم نكن نتسلق بقدر ما كنا نصعد، يسحبنا شيء لا نستطيع رؤيته، ولا نستطيع فهمه.
لم يظهر السلم إلا
بعد ذلك، عندما تحولت النار إلى جمر. كان السلم قديمًا، صريرًا، ومتشققًا في أماكن.
لكننا صعدناه على أية حال. شعرت بكل خطوة وكأنها ذكرى، وكأنها نبضة قلب نسيناها. صعدنا
ببطء وحذر، خائفين من أن تؤدي أي خطوة خاطئة إلى سقوطنا على الأرض.
لكننا لم نسقط قط.
واصلنا الصعود، وواصلنا التحرك إلى الأعلى، حتى مع انهيار درجات السلم تحت أقدامنا.
وفي القمة، لم تكن هناك سماء، ولا نجوم، ولا وجهة نهائية. فقط الهواء. مجرد الشعور
بالارتقاء من ذواتنا إلى شيء أعظم.
وهكذا أعرف أن هذا
هو العشق، لأننا مازلنا نصعد، ومازلنا نرتفع، ومازلنا نحترق.
العشق ليس مجرد سلم،
بل هو سلم من الظلال، شيء يختفي تحت قدميك في اللحظة التي تخطو فيها خطوة. لكنك تستمر
في الصعود على أي حال. أنا أستمر في الصعود على أي حال.
عندما التقينا لأول
مرة، لم أكن أعلم أن الأمر سيكون على هذا النحو. أن صوتك سيكون الصوت الوحيد الذي سأسمعه
عندما يصمت العالم. أن لمستك ستكون وكأنها مصنوعة من النار والجليد، ولن أعرف ما إذا
كان عليّ الركض أم التمسك بها بقوة أكبر. ولكن ها نحن ذا. ما زلنا متمسكين. ما زلنا
نصعد هذا السلم غير المرئي المصنوع من أشياء لا يمكننا تسميتها تمامًا.
لا أعلم متى توقفنا
عن كوننا مجرد أجساد، توقفنا عن كوننا مجرد أشخاص يريدون بعضهم البعض بهذه الطريقة
السهلة والبسيطة. الآن، أشعر وكأننا تجاوزنا الحدود. وكأننا أصبحنا أكثر من مجموع أجزائنا،
أكثر من حرارة بشرتنا المضغوطة معًا في الظلام.
نحن نتسلق لأننا مضطرون
لذلك، لأن العشق يفرض ذلك علينا. وكلما ارتفعنا، كلما قلت قدرتي على رؤية الأرض من
تحت أقدامنا. ولا أتذكر حتى شعوري عندما كنت مربوطة بشيء صلب.
كل ما أعرفه هو أنني
أثق بك، وأنني أثق بهذا. وهذا كل ما نحتاجه.
حلمت بسلم مصنوع من
الصوت. كان يغني بينما نصعد، ترنيمة لا يستطيع أحد غيري سماعها. كانت كل درجة نغمة،
وكل خطوة نبضة من الضوء عبر الظلام. لمست يدك، وكنا بلا وزن، نرتفع في صدى أنفسنا.
لا أستطيع أن أتذكر إلى أين يقود السلم. ربما لم يقود إلى أي مكان على الإطلاق. لكننا
واصلنا الصعود، مستمعين إلى الأغنية، تاركين لها أن تحملنا إلى أعلى وأعلى. عندما استيقظت،
كان اللحن لا يزال يطن في صدري، وكان حلمك لا يزال يحترق تحت جلدي.
لقد ظهر السلم عندما
لم أتوقعه على الإطلاق، كان شيئًا مصنوعًا من الهواء والقصد فقط. لم أكن متأكدًا مما
إذا كان عليّ أن أثق به، وما إذا كان عليّ أن أخطو تلك الخطوة الأولى. لكنك كنت هناك
بالفعل، تتسلق كما لو كنت تعرف الطريق دائمًا. لقد تبعتك لأنني لم يكن لدي خيار. أليس
هذا ما يفعله العشق؟ إنه يسحبك إلى المجهول، ويتركك بلا نفس ومرعوبًا، لكنك تذهب على
أي حال.
في البداية، شعرت وكأنني
أطاردك. كنت دائمًا متقدمًا بخطوة، بعيدًا عن متناولك. ولكن بعد ذلك، تغير شيء ما.
نظرت إلى الأسفل، وكانت الأرض قد اختفت. كنا معلقين في السماء، والنجوم قريبة جدًا
لدرجة أنني أستطيع تذوقها. ومع ذلك، صعدنا.
كانت درجات السلم زلقة،
وكأنني أحاول الإمساك بالماء. لكن يدك كانت هناك، ثابتة، تسحبني إلى أعلى. لم نتحدث.
لم تكن هناك كلمات تصف ما كنا نفعله، ولا لغة يمكنها أن تلتقط الطريقة التي ينبض بها
قلبي في تناغم مع قلبك.
وصلنا إلى مكان حيث
أصبح الهواء رقيقًا، حيث امتدت السماء في كل الاتجاهات، وفكرت للحظة أننا قد نسقط.
ولكن بعد ذلك، ابتسمت. وعرفت أننا سنواصل الصعود.
كنت أظن أن العشق بسيط،
شيء يمكنك أن تمسكه، أو تلف أصابعك حوله. لكنه سلم، أليس كذلك؟ سلم مصنوع من العظام
والنفس، من كل الأشياء التي لا نستطيع أن نقولها. أمد يدي إليك، فتنزلق الدرجات بعيدًا.
تصعد إلى الأمام، وأتبعك، وأجسادنا معلقة بين الأرض والنجوم. كل خطوة هي سؤال، وصلاة،
ووعد. لا نعرف إلى أين نحن ذاهبون. لكننا نصعد على أي حال. لأن هذا هو العشق، أليس
كذلك؟ الصعود الذي لا نهاية له إلى المجهول.يرتجف الجسد، يتشنج في الفضاء المعتم. اليدان،
اللتان تمسك باللانهائي، تحرق الجسد، وتمزقان العقل. لا يوجد حب هنا، فقط نشوة الإحساس
- حمى وحشية تزحف على العمود الفقري مثل ثعبان، تهسهس باسم أزلي. الصعود؟ لا. النزول.
السلم ليس سلمًا، بل عمود فقري، سلسلة من العظام كسكة قطار تؤدي إلى عمق أكبر، وليس
أعلى. تنزف الروح. العقل، الملتوي بالضوء، ينفجر في ألسنة اللهب. يحترق. وفي تلك النار،
لا ترى شيئًا سوى ظلال ضاحكة، ساخرة من فكرة العشق ذاتها.
ينطوي الجسد على نفسه فيصطدم بالغياب. هذا هو المكان
الذي يقودك إليه العشق - ليس إلى توحد إلهي، بل إلى حافة الذات، حيث تختفي في اللانهائي.
هل هذا هو السمو؟ هل هذا هو الفهم؟ أم أنها مجرد خدعة، هلوسة مرسومة على جدران سجنك؟
الوجه الذي أحببته قد اختفى، وحل محله قناع من الدخان والغبار.
ومع ذلك، في الانهيار،
هناك وحدة غريبة. في النزول، هناك اتصال. أنت والفراغ، والفراغ والجسد، والجسد واللهب.
كل هذا يذوب، يندمج، ويصبح واحدًا. لكنه ليس جميلاً. إنه مرعب. صرخة صمت. دوامة من
العدم. هذا هو العشق. هذا هو السلم الذي تتسلقه. فقط للسقوط، فقط للذوبان في أحضان
الفراغ غير المقدس .
وهي تمشي على الزجاج،
خطواتها تحطم كل كلمة قيلت عن العشق. السماء مرآة، متشققة ونازفة، وكل جزء يعكس حلمًا
مختلفًا. أحد هذه الأحلام هو حلمنا. سلم يصعد إلى لا مكان، ومع ذلك نصعده، وأيدينا
متشابكة، وقلوبنا تحترق بوعد لا شيء.
هناك لحظات بين الأنفاس،
حيث أراك - أراك حقًا - وجهك يذوب في الضوء، في ارتعاش النجوم. تتحول الأرض تحتنا إلى
رمل، ثم إلى غبار، ونسقط، لكن هذا ليس سقوطًا، إنه تحليق. الصعود حلم، وهم نحمله مثل
الأطفال الذين يمسكون بألعاب معطوبة. العشق طفل بقلب مكسور، يبكي في الريح. لكن هل
تسمعه؟ الموسيقى التي تُعزف عندما ينهار العالم؟ إنه صوت العشق وهو يتحرر.
أريد أن أحتضنك، لكنك
مجرد ظل، همسة في الريح. وأنا أيضًا أتلاشى. نحن لسنا عاشقين. نحن أشباح تطارد أنقاض
عالم لم يكن موجودًا قط. ومع ذلك، نتسلق.
العشق هو السلم الذي
نصعده في الأحلام، حيث السماء عبارة عن بركة من الماء، ونحن نسبح في الهواء. رأيتك،
معلقًا بين الضوء والظل، جسدك صدى، صوتك لحن يرقص عبر أروقة ذكرياتي المنسية.
أمد يدي نحوك، لكن
يداي تتراقصان من دخان، تنزلقان عبر المساحات التي كنت فيها ذات يوم. لم نعد أجسادًا،
ولم نعد لحمًا. نحن أحلام ننجرف عبر مشهد من الألوان المستحيلة. ينحني السلم، ويلتوي،
ويصبح حلزونيًا لا يقود إلى أي مكان وفي كل مكان. لا أعرف ما إذا كنا نصعد أم نسقط،
لكن هذا لا يهم. العشق دائرة، ونحن عالقون في دوامتها.
عيناك، مثل نوافذ على
عالم آخر، تومضان ثم تختفيان. أطارد انعكاس ابتسامتك عبر ممرات الزجاج، خطواتي صامتة،
وقلبي ينبض بإيقاعات تنتمي إلى زمن آخر. لقد ضللنا الطريق، ومع ذلك، وجدنا أنفسنا.
هذا هو العشق: الحركة
الدائمة للشوق، والبحث اللامتناهي عن وجه يتلاشى في الضباب. لكنه جميل، حتى وهو يحطمنا.
حتى عندما نتلاشى في الحلم، نكون مكتملين.
وجهك هو المرآة الوحيدة
التي أعرفها. يمتد السلم الذي نصعده إلى السماء، لكنه ليس السماء التي نصل إليها. إنه
الفراغ بين نفس ونفس، الصمت الذي يحتضننا. أراك، وأنت تراني، لكننا لا نرى بعضنا البعض.
نحن قريبون جدًا، وبعيدون جدًا.
النجوم هي رفيقتنا
الوحيدة، تومض وتختفي من الوجود مثل الذكريات التي لا نستطيع التمسك بها. تلمس أيدينا
بعضها البعض، لكنها لا تلتقي. هناك مسافة حتى في القرب، ظل يخيم بيننا. لكن العشق في
الظل، وليس في الضوء.
نحن لا نصعد، بل نطفو.
العالم ينهار من تحتنا، ونصبح بلا وزن، غير مقيدين، أحرارًا. في هذا الصمت، نجد بعضنا
البعض. في هذا السكون، نحن واحد.
السلم الذي تصعده ليس
سلمًا. إنه ثعبان يلتف حول روحك، ويصدر أصواتًا خافتة في أذنك. تعتقد أنك تصعد، لكن
الأرض تتحرك تحت قدميك، وفجأة تسقط. تسقط في السماء، في النجوم، في فم الكون الذي يبتلعك
بالكامل.
العشق هلوسة، سراب
يرقص بعيدًا عن متناولك. تحاول الوصول إليه، لكنه ينزلق من بين أصابعك، ضاحكًا. تطارده
عبر غابات من الزجاج وأنهار من العشق، لكنه دائمًا ما يكون متقدمًا بخطوة. يتحول السلم
إلى دوامة، ملتوٍ ومتموج حتى لا تعرف أي اتجاه هو الأعلى أو الأسفل. ولكن هل يهم؟
العالم منسوج من الأحلام،
والعشق هو الخيط الذي ينسجها معًا. أنت وأنا محاصران في شبكة، ندور وندور وندور. لكننا
لسنا محاصرين. لا، نحن أحرار. أحرار في السقوط، أحرار في التحليق، أحرار في الذوبان
في النجوم ونصبح شيئًا جديدًا.
هذا هو العشق: البحث
الذي لا ينتهي، والرقص الأبدي، والدوامة التي لا تنتهي أبدًا. نحن ضائعون، لكننا معًا.
وهذا كل ما يهم.
إن سلم العشق ليس مصنوعًا
من الدرجات. إنه مصنوع من الهواء، والتنفس، والصمت. نحن نتسلقه، ليس بأقدامنا، بل بأفكارنا،
ورغباتنا، ومخاوفنا. كل خطوة نخطوها هي خطوة نحو المجهول، نحو الفضاء بيننا، نحو الفراغ
الذي يفصلنا ويوحدنا. العشق ليس وجهة، بل رحلة، رحلة لا نهاية لها تقودنا إلى أي مكان
وفي كل مكان.
أنت وأنا مسافران نتجول
في متاهة من صنعنا. الجدران مصنوعة من الذكريات والأحلام والهمسات. نلمسها، لكنها تذوب
تحت أصابعنا، مثل الدخان. نبحث عن شيء ما، لكننا لا نعرف ما هو. نعتقد أنه العشق، لكن
العشق ليس شيئًا تجده. إنه شيء تخلقه، شيء تبنيه من شظايا روحك.
السلم الذي نصعده هو
دوامة تدور وتلتوي على نفسها، وتنطوي وتنتشر، رقصة من الضوء والظل. نصعد، لكننا لا
نصل إلى القمة أبدًا. لا توجد قمة. هناك فقط التسلق، والصعود، والنزول، وحركة العشق
التي لا نهاية لها.
في بعض الأحيان نشعر
وكأننا نسقط، وكأن الأرض اختفت من تحتنا. ولكن في الحقيقة، نحن نطير. العشق يرفعنا،
ليس إلى السماء، بل إلى بعضنا البعض. نلتقي في الهواء، في الفراغ بين الأنفاس، في الصمت
الذي يتحدث بصوت أعلى من الكلمات.
العشق ليس سلمًا، بل
هو مرآة. مرآة لا تعكس وجوهنا فحسب، بل وأرواحنا أيضًا. ننظر إليها، ونرى أنفسنا، ولكننا
نرى بعضنا البعض أيضًا. نحن واحد، لكننا اثنان. نحن منفصلون، لكننا متصلون.
هذه هي مفارقة العشق.
إنه اتحاد يفصل، وانفصال يوحد. نحن نصعد السلم، ليس للهروب من العالم، بل لاحتضانه،
لاحتضان بعضنا البعض. وفي هذا الاحتضان نجد أنفسنا.
0 التعليقات:
إرسال تعليق