صدر حديثًا عن دار "كنوز المعرفة" كتاب "مئة قصة وحكاية" لِمؤلّفيه د. خالد حسين أبو عمشة، ودانة خلدون سعادة.الكتاب الواقع في 750 صفحة من القطع الكبير هو السادس ضمن سلسلة "المئات في تعليم العربية للناطقين بغيرها"، وهو مخصص للناطقين بغير العربية ووارثيها للمستوييْن المتوسِّط والمتقدِّم بحسب معايير المجلس الأميركيّ (آكتفل).
المؤلّفان ذكرا في سياق تقديمها للكتاب أن القصة القصيرة "فن يجمع كل الفنون، ففيها من فن القصيدة بناؤه وتماسكه، وفيها من الرواية الحدث والشخوص، وفيها من المسرح الحوار ودقة اللفظ واللغة، وفيها من المقالة منطقية السرد ودقته، وهي بذلك تأخذ من كل فن أدق وأجمل ما فيه، لتقدم لنا إمتاعًا غنيًا راقيًا من جهة، ولغة واقعية تواصلية تصف الكفاءة وتنميها من جهة أخرى، مما يضعها في مصاف فنون الكتابة التي ازدهرت في القرن الأخير".
ويضيفان أن كثيرًا من النقاد يذهبون إلى أن القصة القصيرة هي "خير تعبير عن العصر، فهي الحالة الفنية لإعادة الواقع بشكل مكثف ومركّز، وفيها من الخيال والإبداع ما يجعلها قادرة على الرقيّ بذوق المتلقي ووجدانه، وفيها من الواقع ما يجعل متلقّيها يكاد يتعرّف على شخوصها، ويحس بتفاصيل حياتهم، وهي فوق ذلك تعكس لغة المجتمع وثقافته التي يتغيّا غير العربية من اكتسابها".
أبو عمشة وسعادة يوضحان في مقدمة الكتاب أن "بحث معلمي العربية من الناطقين بغيرها الدؤوب عن مواد تعليمية شيّقة ومختارة بعناية ومجهزة بالتدريبات اللغوية والتواصلية، وحاجة متعلمي العربية، من جهة ثانية، إلى مواد تعليمية ماتعة، شكلا دافعيتنا الأهم لإصدار كتاب يتضمّن مئة حكاية وقصة حاولنا فيها تقديم نماذج لتيارات ومدارس مختلفة جمعت بين التراث والمعاصرة، وبين المشرق العربي ومغربه، وبين الكتّاب الكبار وحديثهم، ولم نغفل مبدعات هذا الفن من الجنس اللطيف".
إلى ذلك، يساعد الكتاب، بحسب الناشر والمؤلّفيْن، المعلمين في "التخطيط للدروس وتنفيذها بمرونة، حيث يقدم استراتيجيات وأنشطة تعليمية مبتكرة تُسهم في تعزيز مهارات الطلاب اللغوية. سواء كان الهدف تحسين قدرات الاستماع، أو القراءة، أو التحدث، أو الكتابة، فإن الكتاب يقدم أدوات فعالة لدعم هذه المهارات بشكل منهجي ومتكامل. وهو يُعزز من قدرة المعلمين على توصيل المفاهيم الثقافية والتقاليد العربية بطريقة سلسة وممتعة من خلال القصص، مما يخلق بيئة تعليمية شاملة تُشرك الطلاب في عملية التعلم. هذا يجعله أداة لا غنى عنها لأي معلم يسعى لإحداث تأثير إيجابي ومستدام في تعلم طلابه".
وأخيرًا، يمثل الكتاب مرجعًا قيمًا يمكن الاعتماد عليه في تقديم تعليم عالي الجودة ومبني على أسس تربوية راسخة، مما يجعله ضرورة لكل معلم يرغب في تحقيق نتائج تعليمية متميزة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق