الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الجمعة، فبراير 21، 2025

21 فبراير اليوم العالمي للغة الأم


موضوع عام 2025: الاحتفال باليوبيل الفضي لليوم الدولي للغة الأم

غني عن القول إن اللغات ضرورية للتعليم والتنمية المستدامة، فهي الوسيلة الأساسية لنقل المعرفة والحفاظ على الثقافات. ومع ذلك، فالعديد من اللغات الـ 8324 الموجودة حاليا في العالم معرضة لخطر الاختفاء بسبب العولمة والتغيرات المجتمعية. ولذا، دعم أنظمة التعليم لضمان الحق

في التعلم باللغة الأم أمر بالغ الأهمية لتحسين نتائج التعليم، ويتبين أن الطلاب الذين تلقوا الدراسة باللغة التي يفهمونها تمامًا يظهرون مهارات أكبر في الفهم والمشاركة والتفكير النقدي. والتعليم المتعدد اللغات، وخاصة للغات الأقليات واللغات الأصلية، لا يساعد المتعلمين فحسب، بل يعزز أيضًا ارتباطًا أعمق بين التعليم والثقافة، مما يساهم في بناء مجتمعات أكثر شمولاً ومساواة.

تحتفل الذكرى السنوية لليوم الدولي للغة الأم لهذا العام بربع قرن من الجهود المبذولة للحفاظ على التنوع اللغوي وتعزيز اللغات الأم. ويسلط هذا الإنجاز الضوء على أهمية الحفاظ على اللغة في إطار الجهود الرامية إلى حماية التراث الثقافي وتحسين التعليم وتعزيز المجتمعات الأكثر سلمية.

ويؤكد اليوم الدولي للغة الأم، الذي أعلنته اليونسكو لأول مرة ثم اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة، على دور اللغات في تعزيز الإدماج وتحقيق أهداف التنمية المستدامة. والتعليم المتعدد اللغات لا يعزز المجتمعات الشاملة فحسب، بل يساعد أيضًا في الحفاظ على اللغات غير المهيمنة ولغات الأقليات واللغات الأصلية. وهو حجر الأساس لتحقيق المساواة في الوصول إلى التعليم وفرص التعلم مدى الحياة للجميع.

صون التنوع اللغوي

تحظى الألسن بثقل استراتيجي هام في حياة البشر والكوكب بوصفها من المقومات الجوهرية اللهوية وركيزة أساسية في الاتصال والاندماج الاجتماعي والتعليم والتنمية. مع ذلك، فهي تتعرض جراء العولمة إلى تهديد متزايد أو إلى الاندثار كليا. وحين تضمحل الألسن يخبو كذلك ألق التنوع الثقافي وتبهت ألوانه الزاهية. ويؤدي ذلك أيضا إلى ضياع الفرص والتقاليد والذاكرة والأنماط الفريدة في التفكير والتعبير، أي الموارد الثمينة لتأمين مستقبل أفضل.

إن الألسن هي الأدوات الأقوى التي تحفظ وتطور تراثنا الملموس وغير الملموس . لن تساعد فقط كافة التحركات الرامية الى تعزيز نشر الألسن الأم على تشجيع التعدد اللغوي وثقافة تعدد الألسن، وإنما ستشجع أيضاً على تطوير وعي أكمل للتقاليد اللغوية والثقافية في كافة أنحاء العالم كما ستلهم على تحقيق التضامن المبني على التفاهم والتسامح والحوار.

ويتوقع أختفاء لسان من الألسن في كل أسبوعين، مما يعني اختفاء موروثوها الثقافي والفكري معها كذلك. وتقدر منظمة اليونسكو أن عدد اللغات المنطوقة أو المكتوبة اليوم 8324 لغة، ومن بينها لا يزال حوالي 7000 لغة قيد الاستخدام. أما الألسن التي تعطى لها بالفعل أهمية في نظام التعليم والمجال العام فلا يزيد عددها عن بضع مئات، ويقل المُستخدم منها في العالم الرقمي عن مائة لسان.

ويعتمد وجود المجتمعات المتعددة الثقافات والألسن على تلك الألسن التي تضمن انتقال المعارف والممارسات الثقافية وصونها صونا مستداما.

ويُحتفل بهذا اليوم الدولي سنويا لتعزيز التنوع اللغوي والثقافي وتعدد الألسن.

 
 معلومات أساسية
ومن المعلومات أن قضايا التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات وتعزيز التعليم للجميع وتنمية مجتمعات المعرفة تمثل محاور مركزية في عمل اليونسكو. ولكن يستحيل السير قدما في هذه المجالات بدون توفير التزام واسع ودولي بتعزيز التعدد اللغوي والتنوع اللغوي، بما في ذلك صون الألسن المهددة.

أُعلن الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم في مشروع القرار (30 C/DR.35)  المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من عام 1999. وكانت فكرة الاحتفال باليوم الدولي للغة الأم بمبادرة من بنغلاديش. ورحبت الجمعية العامة للأمم المتحدة بإعلان هذا اليوم في قرارها الصادر عام 2002.

وفي كانون الثاني/يناير 2006، وضعت اليونسكو هيئة للرصد الاستراتيجي (فرقة العمل المعنية بالألسن والتعدد اللغوي، التي يرأسها المدير التنفيذي) وهيكل رصد تنفيذي (شبكة نقاط الأتصال للغات) لضمان التآزر بين جميع القطاعات والخدمات المعنية بالألسن. وتعمل المنظمة، من خلال ذلك التركيب المصمم جيدا الذي عززه ونشطه - منذ شباط/فبراير 2008 - إيجاد منهاج مشترك بين القطاعات المعنية بالألسن والتعدد اللغوي، على الصعيد العالمي لتعزيز المبادئ المكرسة أو المستمدة من الأدوات المحددة للمعايير المتصلة بالألسن والتعدد اللغوي، كما تعمل على الصعيد المحلي لتطويرسياسات لغوية وطنية وإقليمية منسجمة، وفقا لاستراتيجيتها متوسطة الأجل.

في 16 أيار/مايو 2007، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2008 ’’سنة دولية للغات‘‘ بموجب قرار المؤتمر العام لليونسكو رقم ٣٣ م/ ٥ في دورته الثالثة والثلاثين في 20 تشرين الأول/أكتوبر 2005، ولما كانت قضية الألسن تقع في صميم اختصاصات اليونسكو في مجال التربية والعلم والعلوم الاجتماعية والإنسانية، والاتصال والمعلومات، فقد أسندت الجمعية العامة إلى اليونسكو دور الوكالة الرائدة فيما يتعلق بهذه الفعالية.

وأهابت الجمعية العامة للأمم المتحدة كذلك بالدول الأعضاء ’’التشجيع على المحافظة على جميع اللغات التي تستخدمها شعوب العالم وحمايتها‘‘. وأعلنت الجمعية العامة، في نفس القرار، سنة 2008 باعتبارها سنة دولية للغات لتعزيز الوحدة في إطار التنوع ولتعزيز التفاهم الدولي من تعدد اللغات والتعدد الثقافي.

وهناك اليوم وعي بأن للألسن دور حيوي في التنمية، وفي ضمان التنوع الثقافي وفي الحوار بين الثقافات، وفي تعزيز التعاون وإتاحة التعليم الجيد للجميع، وفي بناء مجتمعات المعرفة الشاملة وصون التراث الثقافي، وفي التعبئة السياسية لتطبيق فوائد العلم والتقنية بما يساعد في تحقيق التنمية المستدامة.

 

0 التعليقات: