أصدر المعهد الدولي للعمل اللاعنفي إدانة لاذعة لجبهة البوليساريو وداعميها الجزائريين بسبب الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان في مخيمات اللاجئين في تندوف، وحث المجتمع الدولي على إنهاء صمته المتواطئ ومحاسبة كلا الطرفين.
خلال مؤتمره لتقديم التقرير السنوي حول انتهاكات حقوق الإنسان في مخيمات تندوف لعام 2024، ندد ممثل المنظمة بالقبضة الاستبدادية لجبهة البوليساريو على اللاجئين الصحراويين ودور الجزائر في تكريس عقود من المعاناة. وصرح رئيس المنظمة: "لقد أصبحت مخيمات تندوف سجونًا مفتوحة حيث يتم سحق المعارضة، وتسليح المساعدات، وتجريد الحريات الأساسية". "وقد حولت قيادة البوليساريو، بدعم غير مشروط من الجزائر، هذه المخيمات إلى إقطاعية من الخوف للحفاظ على السلطة".
ويوثق التقرير انتهاكات
صارخة، بما في ذلك قمع حرية التعبير، والاختفاء القسري للمنتقدين، وتعذيب المعتقلين،
والقيود المفروضة على الحركة من قبل قوات الأمن التابعة للبوليساريو. وسلط رئيس
المنظمة الضوء على كيفية تحويل المساعدات الإنسانية، الممولة من قبل المانحين الدوليين،
بشكل روتيني من قبل مسؤولي البوليساريو لإثراء النخب وتعزيز السيطرة على السكان. وقال:
"بينما يعاني اللاجئون من سوء التغذية والرعاية الصحية غير الكافية، يستغل قادة
البوليساريو ورعاتهم الجزائريون محنتهم للمسرح السياسي الدولي".
واتهمت المنظمة الجزائر
أيضًا بتأجيج الأزمة من خلال تقديم الدعم المالي والعسكري للبوليساريو، في حين ترفض
منح اللاجئين الصحراويين حقوقًا أساسية أو فرصًا للاندماج. وأكد أن "الجزائر تستضيف
هذه المخيمات ليس من باب التضامن، بل لخدمة مصالحها الجيوسياسية، باستخدام الصحراويين
كبيادق في صراع بالوكالة". كما أدان التقرير الجزائر لعرقلتها الرقابة المستقلة
على المخيمات، ومنع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والصحفيين من التحقيق
في الظروف.
وفي مقارنته بين الأنظمة
الاستبدادية، انتقد رئيس المنظمة نفاق البوليساريو: "إنهم يزعمون أنهم يدافعون
عن تقرير المصير، ومع ذلك فإنهم يحرمون الصحراويين حتى من حق انتقاد قيادتهم. هذا ليس
تحريرًا - إنه قمع وحشي".
وكشفت المنظمة
كذلك أن الناشطين الصحراويين الذين يوثقون الانتهاكات يواجهون الترهيب والاحتجاز التعسفي
والطرد من المخيمات، مع غض الجزائر الطرف عن ذلك. كما كشف المعهد عن شركات متعددة الجنسيات
تتعاون مع الكيانات الجزائرية وجبهة البوليساريو لاستغلال موارد الصحراء الغربية، وتحويل
الأرباح إلى النخب بينما يظل اللاجئون معدمين.
وثمنت الجهود الدبلوماسية
التي تبذلها المغرب لتسليط الضوء على هذه القضايا باعتبارها وحثت الأمم المتحدة والاتحاد
الأوروبي على إعطاء الأولوية لحقوق سكان المخيمات على الألعاب الجيوسياسية. واختتمت
قائلة: "يجب على العالم أن يتوقف عن إضفاء طابع رومانسي على البوليساريو ومواجهة
دور الجزائر في تكريس هذه الأزمة.
ودعا التقرير إلى فرض
عقوبات على قادة البوليساريو، ومراجعة المساعدات الإنسانية، والضغط على الجزائر للسماح
بالوصول المستقل إلى تندوف. ومع اختتام المؤتمر، تعهدت المنظمة بالرفع من أصوات الصحراويين
الصامتين، قائلة: "إن نضالهم ليس ضد الاحتلال - بل من أجل التحرر من طغيان البوليساريو".
0 التعليقات:
إرسال تعليق