(1)
أنا الغيمة التي تحلم بالعدم،
أمشي على البحر في هيئة صدى،
الساعة تتناثر كحروفٍ ميتة،
وأضحك من فمٍ لا يعرف صاحبه.
(2)
أستيقظ في نومي العابر،
أحمل أصواتاً بلا أجساد،
المدينة تصرخ بأحذيةٍ من دخان،
وأنا أذوب في لغةٍ لا تنطق.
(3)
أنا الطائر النائم في فراغ قميصي،
كل صفيرٍ شجرةٌ تولد من عيني،
الريح مرآةٌ تبتلعني،
وأنا قبلةٌ غارقة في ماءٍ يتكسر.
(4)
في يدي ساعةٌ عمياء،
في رأسي موسيقى بلا وتر،
ألثمُ لون الفجر بلساني،
فتكتبني جدران الليل.
(5)
أنا صحراءُ تمشي نحو نفسها،
أغطي وجهي برمالٍ من دمعٍ غريب،
القمر يتدحرج عظمًا في فمي،
وأتعثر بشظايا نجومٍ نائمة.
(6)
أجلس على كرسي من زجاجٍ يفرّ،
أصافح غدي العائد من رمادي،
أفتح بابًا يفضي إلى حنجرتي،
وأتسرّب من نفسي دخانًا متلعثمًا.
(7)
أنا المرآة التي تبتلع ناظريها،
كل عودةٍ ابتلاع جديد،
الليل جيبٌ لأصابعي الغائبة،
وأنا أكتب أسماءً لا تجسدها الأجساد.
(8)
أضع عيني في قمرٍ أخرس،
أمشي في ممرٍّ من الهمس البارد،
الأرض تناديني باسمٍ مجهول،
وأنا أرتدّ صدىً بلا بداية.
(9)
أنا مطرٌ يرسل رسائل إلى النار،
كل قطرة وجهٌ لم يولد،
الريح تعلقني لوحةً معلقة،
وأذوب على جلد غيمةٍ عمياء.
(10)
في داخلي طفلٌ يصعد نحو فراغٍ أبدي،
يضحك من صمتٍ يلتهم الجدران،
أوزّع وجهي على النوافذ العمياء،
وأبكي من فمٍ لا يعرفني.
0 التعليقات:
إرسال تعليق