1
أنا ظلّ الغريب على جدار المدينة،
أحمل حقيبةً من أسئلةٍ لا تعود لاستفهاماتها،
كلما مرّ بي طيفُ الطفولة
ارتجف القلب كعصفورٍ في العاصفة.
2
أكتب كي لا يأسرني الصمت،
وأمحو كي لا يفضحني الحبر،
كل حرفٍ يجرّني إلى هاويةٍ أخرى
فأتعلم كيف أصعد بالسقوط.
3
أعانق غصن زيتونٍ في الريح،
أشمّ فيه رائحةَ خبز أمّي،
لكنّ الرصاص يقطع أنفاسي
ويتركني نصف صلاة، نصف غريب.
4
أنا لستُ سوى حجرٍ صغير،
لكنّي أحتفظ بذاكرةِ النهر،
أرى في تجاعيدي وجوهَ المارّين،
وأسمع في صمتي حكاياتٍ لا تنتهي.
5
كلما سافرتُ حملتُ معي سماءً،
أعلّقها فوق رأسي مثل مظلّة،
فإن أغرقتني الأمطار
أجد في زرقتها شاطئ نجاة.
6
أحلم بمدينةٍ لا يطرقها الجنود،
أطفالها يرسمون الشمس على الجدران،
وشوارعها تتّسع لخطوات العائدين
من منفى الأحلام الطويلة.
7
أُقيم بين قوسين من أسى،
أحدهما يسكن القلب، والآخر يطوّق الروح،
لكنّي أفتح نافذةً في الليل
كي يدخل طائرٌ يذكّرني بالحياة.
8
أنا كتابٌ مفتوح على الريح،
تسقط صفحاته في البحر،
لكنّ الموج يعيدها إليّ
وفي كل عودةٍ يولد سطرٌ جديد.
9
أصرخ فلا يسمعني أحد،
أضحك كي لا أبكي أمام المرآة،
وفي داخلي ينمو شجرٌ بريّ
يتحدّى الفأس والرماد.
10
أمشي نحو غدي بقدمٍ واحدة،
وأترك الأخرى في دروب الأمس،
لكنّي أرفع رأسي إلى السماء
لأرى أن النجوم لا تخون العابرين.
0 التعليقات:
إرسال تعليق