الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الخميس، سبتمبر 25، 2025

بوكر 2025: قائمة قصيرة تكشف انتقال الرواية الإنجليزية من «البطل الفرد» إلى خرائط العائلة


أعلنت لجنة تحكيم جائزة «بوكر» البريطانية عن القائمة القصيرة لدورة 2025، متضمنةً ست روايات تتقاطع حول محور واحد: فحص الروابط العائلية تحت ضغط الذاكرة والهجرة والتحولات الاجتماعية. وتضم اللائحة أعمال كلا من 

سوزان تشوي  (Flashlight)،

كيران ديساي (The Loneliness of Sonia and Sunny)،

كايتي كيتامورا (Audition)،

بن ماركوفيتز (The Rest of Our Lives)،

أندرو ميلر (The Land in Winter)،

ديفيد زالاي (Flesh).

بعيدًا عن تنويع الجنسيات والأساليب، تشير القائمة إلى ثلاث ملامح كبرى في مشهد الرواية المكتوبة بالإنجليزية هذا العام:

مركزية العائلة بوصفها مسرحًا للصراع القيمي: لم تعد الأسرة خلفية للأحداث، بل أضحت موضوعًا معرفيًا—تُختبر فيه السلطة والحميمية والولاء، ويتقاطع الخاص مع السياسي في سؤال الهوية والانتماء.

توسيع المجال السردي عبر العبور الثقافي: تتجاور خبرات الشتات والتنقل بين القارات مع سجالات الاندماج واللغة، ما يمنح الحكايات طبقاتٍ من الذاكرة المتنازع عليها والتاريخ المُعاد كتابته.

اقتصاد لغوي وبناء تركيبي مرن: تميل النصوص المختارة إلى سرد مكثف، ورواة غير يقينيين، وقفزات زمنية تبتعد عن الخطية، بما يعكس اهتمامًا بالبنية بقدر الاهتمام بالموضوع.

أسماء المرشحين تعزز هذا الاتجاه الجماعي: نصوصٌ تستثمر في العائلة كعدسة تحليلية—بين السيرة المتخيلة والذاكرة الجسدية والتاريخ الشخصي—وفي الوقت ذاته تُجرّب أشكالًا سردية أقل امتثالًا للقوالب. فالأمومة والأبوة، الإرث والقطيعة، وأثمان الصعود الاجتماعي، تظهر هنا لا كموضوعات «عاطفية» بل كأدوات لفهم مجتمع متحوّل.

تؤكد القائمة كذلك حضور كتّاب مكرَّسين تجمعهم خبرة سردية متينة، الأمر الذي يفسّر نبرة الثقة في البناء الفني والقدرة على إدماج الأفكار الكبرى داخل قصص حميمية دقيقة التفاصيل. وبذلك تبدو «بوكر 2025» أقرب إلى مختبر أسلوبي يُعيد تعريف «الرواية العائلية» ضمن أفق عالمي عابر للحدود.

من المنتظر إعلان العمل المتوَّج لاحقًا هذا العام في لندن، فيما يتواصل الجدل النقدي حول أيّ من هذه الروايات سيقدّم الصيغة الأشد إقناعًا لقراءة العائلة كخريطةٍ لفهم العالم.

0 التعليقات: