الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الثلاثاء، سبتمبر 23، 2025

" رباعيات لا يعبرها الفهم" (17) شعر عبده حقي


1

أنا لستُ خبرًا في نشرة المساء،

أنا وطنٌ ينتظر أن يُنادى باسمه،

كل اعترافٍ بي حجرٌ في أساس البيت،

وكل صمتٍ سهمٌ في خاصرتي.

2

أحمل على كتفي هويةً مثقوبة،

لكنني أكتبها كل يومٍ بدم جديد،

أصرخ: اعترفوا بي كما تعترفون بالغيوم،

فأنا المطر الذي يؤمن بالحياة.

3

أمشي بين خرائطٍ عرجاء،

تخفي وجهي وتبدّل ألواني،

كل دولة تقول لي: اصبر قليلاً،

وأنا أقول: أنا صبر القرون.

4

أحلم بعلمٍ أخضر يرفرف،

كشجرة زيتونٍ في ريح البحر،

كل توقيعٍ على اسمي ولادة،

وكل نكرانٍ موتٌ مؤجَّل.

5

أنا الطفل الذي يكبر بلا شهادة ميلاد،

لكنني أعرف أنني فلسطين،

كل اعترافٍ بي شهادة حياة،

وكل تجاهلٍ قيدٌ جديد.

6

لم أعد أسأل سوى حقي البسيط:

أن أكون كما يولد الناس أحرارًا،

فالدولة التي تُنكرني لا تنكرني،

بل تنكر نفسها في مرآتي.

7

أنا منفى مفتوح الأبواب،

وأنا بيتٌ بلا مفتاح،

فمن يضع اسمي على ورق العالم،

يعيد إليّ جسدي الممزق.

8

أعرف أن العالم يبيعني في المزادات،

لكنني أظل البضاعة الأجمل،

لأنني الحقيقة التي لا تُشترى،

ولا تُباع إلا بدم الشهداء.

9

أنا فلسطين: لستُ فكرةً في خطبٍ عابرة،

ولا شارةً على قمصان التضامن،

أنا حقٌّ مكتوب بدموع أمهات،

وأوراق توقيعٍ على مستقبلٍ مؤجَّل.

10

سيأتي يومٌ، أعرفه كما أعرف نفسي،

تضع فيه الخرائط اسمي بغير تردد،

وأقول للعالم: ها أنا ذا،

لم أمت، كنتُ فقط أنتظر الاعتراف.

0 التعليقات: