في خطوة جديدة تكشف حجم التخبط الإعلامي لجبهة البوليساريو ومن يقف وراءها، أُعلن في الجزائر عن صدور كتاب بعنوان: "المملكة المغربية نموذج الدولة الإرهابية" للكاتب الصحراوي الموالي للانفصاليين، سيدي حمدي يحظيه. الكتاب وُصف بأنه يوثق ما سماها "جرائم المغرب في الصحراء الغربية والعالم"، لكنه في حقيقة الأمر ليس سوى تجميع لخطاب دعائي متكرر يعكس عجز المشروع الانفصالي عن إقناع الرأي العام الدولي.
إن هذا النوع من المنشورات
ليس جديداً؛ فمنذ أكثر من أربعة عقود والآلة الإعلامية للبوليساريو، المدعومة من النظام
العسكري الجزائري، تروج لمصطلحات "الاحتلال" و"الإرهاب" في محاولة
لشيطنة المغرب. غير أن الواقع الميداني والسياسي يثبت عكس ذلك: المغرب نجح في بناء
نموذج للتنمية والاندماج في أقاليمه الجنوبية، حيث تشهد مدن مثل العيون والداخلة والسمارة
وبوجدور طفرة اقتصادية غير مسبوقة، جذبت استثمارات دولية وشركاء استراتيجيين.
في الوقت الذي يتهم
فيه الكتاب المغرب برعاية الإرهاب، يعلم الجميع أن المملكة كانت ولا تزال في طليعة
الدول التي تحارب التطرف. يكفي التذكير بأن التجربة المغربية في تفكيك الخلايا الإرهابية
ومحاربة التطرف الديني تحظى بإشادة أوروبية وأمريكية وإفريقية. كما أن المغرب يترأس
المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، ويشارك بفعالية في المبادرات الأممية الخاصة بالأمن
والسلم الدوليين.
الكاتب "البيدق"
حاول إقحام المقارنة بين ما يعيشه الفلسطينيون تحت الاحتلال الإسرائيلي وبين الأوضاع
في الصحراء المغربية، غير أن هذه الموازاة باطلة. فالقضية الفلسطينية قضية احتلال معترف
به دولياً، بينما قضية الصحراء محسومة بمغربية الأقاليم الجنوبية التي عادت إلى حضن
الوطن عبر المسيرة الخضراء سنة 1975، وهو حدث موثق وشرعي تؤيده قرارات مجلس الأمن التي
تعتبر مبادرة الحكم الذاتي المغربية الإطار الواقعي والجاد للحل.
أما حديث الكاتب عن
"تورط مغاربة في عمليات إرهابية بأوروبا"، فهو تضليل متعمد يتجاهل حقيقة
أن المغرب كان دائماً شريكاً أساسياً لأوروبا في تعقب هذه الشبكات الإرهابية. فكل الاعترافات
الأوروبية، خصوصاً من فرنسا وإسبانيا، تشيد بدور المخابرات المغربية في إحباط هجمات
خطيرة كان يمكن أن تزهق أرواح الآلاف.
لا يمكن فصل هذا الإصدار
عن السياق السياسي الذي تتحرك فيه الجزائر لدعم البوليساريو. إن تنظيم ندوة في الجزائر
بحضور ما يسمى "سفير الجمهورية الصحراوية" ليس إلا محاولة يائسة لإعطاء شرعية
مفقودة وفاشلة لكيان غير معترف به دولياً. ومن اللافت أن هذه الندوات تكرر نفس العبارات،
بينما يتجاهل منظموها التحولات الكبرى في الموقف الدولي، حيث فتحت أكثر من 30 دولة
قنصلياتها في العيون والداخلة، اعترافاً بسيادة المغرب على صحرائه.
الحقيقة التي لا يمكن
حجبها هي أن المغرب اليوم لا يقدم نموذج "دولة إرهابية"،
بل نموذج دولة صاعدة اقتصاديا في إفريقيا:
تنمية شاملة في البنية
التحتية والتعليم والصحة في الأقاليم الجنوبية.
سياسات ناجحة في مجال
الطاقات المتجددة جعلت من الداخلة والعيون مراكز عالمية للطاقة النظيفة.
مشاركة مسؤولة في محاربة
الإرهاب والجريمة المنظمة في الساحل الإفريقي.
هذه الحقائق الملموسة
لا يمكن لكتب دعائية أن تحجبها، مهما تكرر خطاب الكراهية والافتراء.
إن محاولة إلصاق تهمة
"الإرهاب" بالمغرب ليست سوى انعكاس لخيبة أمل المشروع الانفصالي، الذي فشل
في تحقيق أي اختراق سياسي أو دبلوماسي. بينما يواصل المغرب تعزيز وحدته الترابية، وبناء
مستقبل مشترك لأبنائه في الصحراء، منفتحاً على العالم بالشراكة والتنمية، لا بالعداء
والأكاذيب.
0 التعليقات:
إرسال تعليق