الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الخميس، أكتوبر 30، 2025

يومية أخبار الثقافة والفنون والإعلام والتكنولوجيا والأدب الرقمي: إعداد الكاتب المغربي عبده حقي


إِلَى القارِئِ الأَعَزِّ، نُقَدِّمُ هٰذِهِ الخُلاصَةَ اليَومِيَّةَ المُوَحَّدَةَ لِأَخبَارِ الثَّقافَةِ وَالفُنونِ وَالإِعلامِ وَالتِّقنِيَّاتِ الرَّقمِيَّةِ وَالأَدَبِ الرَّقْمِيِّ، مَنسوجَةً فِي خَبَرٍ مُستَرسِلٍ وَمُشَكَّلٍ بِعِنَايَةٍ.

فِي المَغرِبِ، تَستَقبِلُ الصَّحَراءُ الأَندَلُسِيَّةُ رُوَّادَها فِي الصَّوغِ المُوسِيقِيِّ العَريقِ، إِذ تُطلِقُ الصُّويرة دَورَتَها العِشرِينَ لِـ«مَهرَجانِ الأَندَلُسِيَّاتِ الأَطلَسِيَّةِ» مِن ٣٠ أُكتوبَرَ إِلَى ٢ نُوفَمبرَ، فِي تَظاهُرَةٍ تُجَدِّدُ صِلاتِ المَقامِ وَالحِسِّ الأَندَلُسِيِّ بِالهُوِيَّةِ المَغارِبِيَّةِ. وَيُوازِي ذٰلِكَ انطِلاقُ الدَّورَةِ الثَّانِيَةِ عَشرَةَ لِـ«مَزيغِين لِلمَسرَحِ المِهنِيِّ» بِالجَديدَةِ، فِيمَا تَعيشُ وَرزازاتُ إِيقاعَ «فُنونِ أَحوَاش» فِي طَقسٍ اِحتِفائِيٍّ جَماعيٍّ. أَما الرِّباطُ فَتَستَعِدُّ لِاحتِضانِ «المَهرَجانِ الدَّولِيِّ لِمَدارِسِ الفُنُونِ الدِّرامِيَّةِ» بَينَ ٣١ أُكتوبَرَ وَ٤ نُوفَمبرَ، مُنحَازَةً لِتَكوينِ الأَ جِيالِ وَعُروضِهِم الحَيَّةِ. هٰذِهِ الأَصداءُ تَتَجاوَرُ مَعَ تَثمينٍ مَدينٍ لِتَعزِيزِ حُضورِ الأَمازيغِيَّةِ فِي المَدارِسِ وَفُرَصِ تَوظِيفِ أُساتِذَتِها، وَسَهرَةٍ طَربيَّةٍ تُحاكي تُرافَ أُمِّ كُلثومَ فِي الدَّارِ البَيضاءِ. 

فِي الفَضاءِ العَرَبِيِّ، يَفتَتِحُ مَنصُورُ بِن زايد فِي أَبوظَبِي «فُنُونَ الفُرُوسِيَّةِ المَلكِيَّةِ» عَلَى جَزيرَةِ الجُبَيلِ، مُكرِّسًا التَّداخُلَ بَينَ الفَنِّ وَتُرافِ الفَروسيَّةِ. وَفِي دُبَي تَتَّسِعُ الخَريطَةُ الثَّقافِيَّةُ بِمَساحَةٍ جَدِيدَةٍ لِصِناعَةِ الفَنِّ المُعاصِرِ، مَع اقترابِ اِفتِتاحِ «دوم آرت برُوجِكتس» فِي مِنطَقَةِ القُوز، وَمَع رُزنامَةِ فَعاليَّاتٍ مَوسِيقِيَّةٍ وَتَصمِيمِيَّةٍ كَبِيرَةٍ. كَذٰلِكَ تُعلِنُ «إثراء» عَن تَكلِيفٍ فَنِّيٍّ جَدِيدٍ لِـ«جَوهَرِ الفلامِنكُو» فِي أُطرِ دُبَي دِيزاين ويك، فِيمَا تَسَلِّطُ «آسيا ناو» الأَضواءَ عَلَى حُضُورِ غَربِ آسِيَا وَفُنَّانِيهِ.  

أَفريقيًّا، تَحتفِي لاغوسُ بِخَمسَةَ عَشرَ عَامًا لِأُسبوعِ المَوضَةِ، مُؤَكِّدَةً رِيادَةَ المَنهَجِ المُستَدامِ وَحَراكَ المُصَمِّمِينَ الشَّبَابِ، بَينَما تَفتَتِحُ غانَا «أُسبُوعَ أَكرَا الثَّقافِيَّ» مِن ٣٠ أُكتوبَرَ. وَفِي جَنُوبِ أَفريقيا، تُصبِحُ جَامِعَةُ جُوهَانِسبرغ مَخزَنًا قَارِّيًّا لِمَجمُوعَةٍ تَارِيخِيَّةٍ مِن اللَّوحاتِ الصِّينِيَّةِ القَدِيمَةِ، فِيمَا تُبرِزُ منصَّاتٌ أُخرَى مَشَاريعَ تَواصُلٍ أَفرُو-أُورُوبِيَّةٍ لِتَداوُلِ الفُنُونِ الأَداءِيَّةِ وَالموسِيقَى. وَتَمتَدُّ الأَصداءُ إِلى كِيف حَيثُ يَلتقِي مَتحَفُ خانِنكُو المُمَرَّدُ بِالحَربِ مَعَ مَعرِضٍ يُحاوِرُ أَفريقيا وَتَارِيخَ الاِستِعمارِ وَالفَنِّ فِي وَقتٍ وَاحِدٍ، مُرسِلًا رِسالَةَ تَضامُنٍ إِنسانِيٍّ وَجَمَالِيٍّ. 

عَالَمِيًّا، تَتَواصَلُ الحَركِيَّةُ الفَنِّيَّةُ بِأَخبَارٍ مُتَسارِعَةٍ: اِعتِقالاتٌ جَديدَةٌ فِي قَضِيَّةِ سَرقَةِ اللُّوفْر، وَقَائمَةُ عُرُوضٍ مُهِمَّةٍ تَحتَ لافِتَةِ «آرت بازل باريس»، إِلَى جَانِبِ تَغطِيَاتٍ ثَقافِيَّةٍ حَيَّةٍ لِمَهرجانِ «ذَا نِيُويُوركَر» وَحِوارٍ مَعَ المُوسِيقِيَّةِ سِنت فِنسِنت. وَفِي الأَسوَاقِ وَدُورِ العُروضِ تُستَنزَلُ ذَخائِرُ سِينَمائِيَّةٌ فِي مَزادِ «ذا أَنكانِي»، فِي مَوجَةٍ تُجَدِّدُ العَلاقَةَ بَيْنَ التُّرَافِ الشَّعبِيِّ وَسُوقِ الاقتِناءِ. 

وَفِي مِحوَرِ الصِّحابَةِ وَالإِعلامِ وَالتِّقنِيَّاتِ الرَّقمِيَّةِ وَالذَّكَاءِ الاِصطِنَاعِيِّ، يَشهَدُ المَغرِبُ خُطوَاتٍ تَربَوِيَّةً وَمِهَنِيَّةً مُلفِتَةً؛ فَالحُكومَةُ تُطلِقُ بَرنامَجًا وَطَنِيًّا لِمَهارَاتِ الذَّكَاءِ الاِصطِنَاعِيِّ لِلأَطفالِ، وَتُعزِّزُ الجامِعاتُ التَّكوِينِيَّاتِ بِمَاستَرٍ جَدِيدٍ فِي البِياناتِ وَالذَّكَاءِ الاِصطِنَاعِيِّ بِنِظامِ التَّعلُّمِ عَبرَ العَمَلِ، فِيمَا تُقَدِّمُ «أُورَانج مَاروك» مَنصَّتَها الجَدِيدَةَ لِـ«الذَّكَاءِ الحَيِّ» لِتَسريعِ التَّحوُّلِ الرَّقمِيِّ. عَرَبِيًّا، تَنطَلِقُ الدَّورَةُ الثَّانِيَةُ لِمُسرِّعِ «مَركَزِ دُبَي لِلذَّكَاءِ الاِصطِنَاعِيِّ»، وَتُطَوِّرُ السُّلُطاتُ الصِّحيَّةُ فِي السُّعودِيَّةِ نَمُوذَجًا تَنبُّؤِيًّا لِنَواقِصِ الأَدوِيَةِ بِالاستِنادِ إِلَى الخَوارِزْمِيَّاتِ، وَتُعزِّزُ مَبادِرُ شَبابِيَّةٌ تَعلُّمَ الرُّوبُوتاتِ وَالبَرامِجِيَّاتِ فِي الخَليجِ. أَفريقيًّا، تَتَسَرَّعُ الاِستراتيجِيَّاتُ القَارِّيَّةُ مَعَ اِستِراتِيجِيَّةِ كِينيا لِـ٢٠٢٥–٢٠٣٠ وَمُؤتَمَرٍ دَولِيٍّ فِي بُوركِينا فاسو، فِيمَا تَحفِلُ المَنابِرُ الأَفريقيَّةُ بِنِقاشاتٍ حَولَ تَطوِيرِ الأُطرِ وَتَوطِينِ التِّقنِيَّاتِ. وَعَالَمِيًّا، تُعلِنُ شَرِكاتٌ كُبرَى عَن مَرَاكِزِ بِياناتٍ عِملاقَةٍ لِتَدريبِ النَّماذِجِ، وَتُطلِقُ مَنصَّاتُ التَّصمِيمِ أَدَوَاتٍ تَوَلُّدِيَّةً جَدِيدَةً، وَتُقَدِّمُ جامِعاتٌ مَسارَاتٍ تَنفِيذِيَّةً لِإِدارةِ التَّسويقِ القائِمِ عَلَى الذَّكَاءِ الاِصطِنَاعِيِّ، مَعَ دَعوةٍ أَكَادِيمِيَّةٍ لِاستِعادَةِ بُحوثِ الذَّكاءِ لِلصَّالِحِ العَامِّ. 

وَأَمَّا الأَدَبُ الرَّقمِيُّ وَصِنَاعَاتُ الكِتابِ الِإلكترُونِيِّ، فَتُسَجِّلُ أَبوظَبِي إِطلاقَ «المَكتَبَةِ العَرَبِيَّةِ الرَّقمِيَّةِ» بِشَراكَةٍ نَشِطَةٍ لِتَيسِيرِ النُّفُوذِ إِلَى الكِتابِ وَالبَحثِ العِلمِيِّ، فِيمَا تَتَواكَبُ الفَعالِيَّاتُ العَالَمِيَّةُ مَعَ «أُسبُوعِ الأَعلامِ وَمِحوِ الأُمِّيَّةِ الإِعلامِيَّةِ وَالمَعلوماتِيَّةِ» لِليُونِسْكُو فِي أَواخِرِ أُكتوبَرَ، بما يُنعِشُ حِوَارَ التَّلاعُبِ المِعلوماتِيِّ وَمَهاراتِ القِراءَةِ النَّقدِيَّةِ. وَتُطْلِقُ «البُوكَر» جَائِزَةً جَدِيدَةً بِقِيمَةِ ٥٠ أَلفَ جُنيهٍ لِأَدَبِ الأَطفالِ، فِي جُهدٍ لِإِحياءِ لَذَّةِ القِراءَةِ بَينَ الفِتيانِ. وَفِي المَشرُوعِ الأَكادِيمِيِّ وَالشَّبَكَاتِ المُتَخَصِّصَةِ، يَتَجَدَّدُ نَبضُ الأَدَبِ الإِلكترُونِيِّ وَالدِّراسَاتِ الإِنسَانِيَّةِ الرَّقمِيَّةِ عَبرَ مُؤتَمَراتٍ وَنِداءاتٍ لِلبُحُوثِ فِي أَسرِ أَفرِيقيا الجَنُوبِيَّةِ وَمَا حَولَها، رَامِيَةً إِلَى تَوسيِعِ نِطاقِ الأُطُرِ وَالمَنهَجِيَّاتِ الرَّقمِيَّةِ فِي دِراسَةِ النُّصُوصِ وَالأَرشِفَاتِ. 

وَبَينَ هٰذِهِ الخُيوطِ المُتَشابِكَةِ، يَتَرسَّخُ لَدَينَا مَشهَدٌ يَومِيٌّ مُركَّبٌ: فَنٌّ يَستَنهِضُ التُّرافَ وَيُجَرِّبُ أَفقًا جَدِيدًا، وَمَنصَّاتٌ رَقمِيَّةٌ تُعيدُ تَعريفَ الإِنتاجِ وَالتَّعَلُّمِ، وَمَكتَبَاتٌ إِلكترُونِيَّةٌ تُذَلِّلُ طُرُقَ الوُصُولِ إِلَى المَعرِفَةِ، فِي وَقتٍ تَرتَفِعُ فِيهِ كِفاءاتُ الأَجيالِ الجَدِيدَةِ عَلَى ضَفَّتَيِ المَغرِبِ وَالعَالَمِ العَرَبِيِّ وَأَفرِيقيا وَالكَونِ كُلِّه. هٰكَذَا يَبقَى السُّؤالُ المِعيارِيُّ: كَيفَ نَجعَلُ مِن هٰذِهِ الحَرَكَةِ المُتَسَارِعَةِ مَشروعًا مُستَدَامًا لِلدِّلالَةِ الجَمالِيَّةِ وَالعَقلِ النَّاقِدِ وَالتَّمَكُّنِ الرَّقمِيِّ؟ الجَوابُ، كَعادَةِ الفُنُونِ وَالمَعرِفَةِ، يَتَشكَّلُ يَومًا بَعدَ يَومٍ، وَيُكتَبُ عَلَى مَتُونِ الأَعمَالِ وَمُختَبَراتِ التَّجرِبَةِ وَظِلالِ القِراءَةِ النَّشِطَةِ. 


0 التعليقات: