الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الأحد، أكتوبر 26، 2025

للثقافة أخبار إعداد عبده حقي


يعيش المشهد الثقافي المغربي هذه الأيام زخماً متجدداً من الفعاليات الفنية والإبداعية التي تجمع بين الموسيقى والسينما والفن التشكيلي، في وقتٍ تتقاطع فيه الأضواء المحلية مع الاهتمام الدولي بالأعمال المغربية، من طنجة إلى الرباط مروراً بالدار البيضاء ومراكش.

في الساحة الفنية الشعبية، خطفت الفنانة زينة الداودية الأنظار بتفاعلها مع “صفقة زياش التاريخية”، حيث عبّرت بأسلوبها المعروف عن فخرها بالإنجازات الوطنية، مؤكدة أن “الوداد يا سادة” ليس مجرد فريق رياضي بل رمز للهوية المغربية الجامعة بين الفن والرياضة والعاطفة الجماعية. أما الفنانة هاجر عدنان، فاختارت أن تمزج بين الكوميديا والموسيقى في عملها الجديد “طاكسي عمومي”، الذي يعيد إلى الواجهة أسلوب السخرية الاجتماعية المغلفة بالإيقاع الشعبي، مقدمةً جرعة من البهجة في زمن التوترات اليومية.

من جهة أخرى، تألقت عازفة البيانو نور عيادي في افتتاح الدورة الخامسة عشرة لمسابقة الأميرة للا مريم، حيث قدّمت أداءً مبهراً يعكس نضج جيل جديد من العازفين المغاربة الذين يزاوجون بين التقنية العالية والحس الجمالي الراقي، لتؤكد مرة أخرى مكانة المغرب في المشهد الموسيقي الكلاسيكي.

أما في المجال التشكيلي، فقد شهد رواق باب الرواح بالرباط افتتاح معرض الفنان المنصوري الإدريسي، الذي قدّم أعمالاً تنهل من التراث المغربي وتعانق التجريد العالمي في تجربة بصرية متميزة، تجمع بين الألوان الدافئة والخطوط الحرة، وتدعو المتلقي إلى تأمل الذات والذاكرة.

وعلى المستوى الدولي، هزّ الوسط الثقافي الإسباني خبر العثور على لوحة لبيكاسو كانت قد اختفت أثناء نقلها إلى أحد المعارض، في حادثة أثارت اهتماماً واسعاً بالنظر إلى قيمتها الفنية والتاريخية، لتعيد النقاش حول أمن المعارض والتنقلات الفنية في أوروبا.

وفي المجال السينمائي، دعا المركز السينمائي المغربي المهنيين إلى تقديم مشاريعهم ضمن السوق الأوروبية للفيلم قبل 24 نونبر المقبل، في خطوة تؤكد انفتاح السينما المغربية على الفضاء الأوروبي وتأكيد حضورها المتنامي في المحافل الدولية. ويأتي ذلك بالتزامن مع المهرجان الوطني للفيلم في طنجة، الذي يواصل ترسيخ مكانته كأحد أبرز الفعاليات السينمائية في المنطقة، من خلال عروض تناقش موضوعات الاغتراب والحب والبحث عن الخلاص، بما يعكس تنوع التجارب الفنية ورغبة السينمائيين في إعادة تعريف الذات المغربية عبر الصورة.

بهذا التنوع بين الموسيقى والسينما والفنون التشكيلية، يبدو أن المغرب يعيش ربيعاً ثقافياً جديداً، يربط الأصالة بالمعاصرة، ويؤكد أن الإبداع المغربي قادر على العبور من المحلية إلى العالمية، دون أن يفقد دفء انتمائه ولا نبض مجتمعه.


0 التعليقات: