الثقافة والفنون
المغرب.
تواصل الأجندة الثقافية المغربية نشاطها المكثّف مع اقتراب نهاية عام 2025. فمدن مثل الرباط وفاس ومراكش أصبحت فضاءات متجددة للفعل الثقافي والفني، بينما تستعد مراكش الشهر المقبل لاحتضان الجمعية العامة للإنتربول، في خطوة تُبرز كيف أصبحت
العالم العربي.
شهدت دبي حدثاً ثقافياً بارزاً مع الإعلان عن متحف دبي للفن (DUMA)، وهو معلم معماري عائم على خور دبي يمزج بين الجمال البصري والطموح المتحفي العالمي. يهدف المشروع إلى ترسيخ مكانة دبي كمركز دولي للفنون المعاصرة. في الوقت نفسه، تسلط صحيفة Arab News الضوء على المخطوطات العربية والإسلامية القديمة بوصفها جسوراً للمعرفة والعلم، في سياق سعي المتاحف العربية إلى إعادة صياغة سردها الثقافي أمام جمهور عالمي متنوّع.
إفريقيا.
تحوّل مهرجان LagosPhoto النيجيري إلى بينالي دائم هذا العام (من 25 أكتوبر إلى 29 نوفمبر)، تحت شعار "السجن والمعنى"، حيث تُعرض الأعمال في لاغوس وإيبادان. يركّز المعرض على الهوية والذاكرة والهندسة المعمارية كمساحات للحرية والمساءلة. وفي تونس، يواصل بينالي "دريم سيتي" تحويل المدينة العتيقة إلى فضاء أدائي مفتوح، بينما افتتحت باريس "دار العوالم الإفريقية والكاريبية (MansA)"، وهي مؤسسة هجينة تجمع بين الإرث الثقافي والإبداع المعاصر الإفريقي.
العالم.
على الصعيد العالمي، تتكثف الفعاليات الفنية بين بينالي البندقية للموسيقى والمعارض الكبرى في آسيا وأوروبا، في موسمٍ فنيٍّ يتبنّى التعددية والتفاعل بين الفنون. وتستعد اليابان لافتتاح متحف MOVEUM في يوكوهاما في ديسمبر، وهو مشروع غامر تموله مجموعة "تويوتا"، يجمع بين التكنولوجيا والتعليم الفني في تجربة حسية تفاعلية.
الإعلام والتكنولوجيا والفنون الرقمية والذكاء الاصطناعي
المغرب.
يدور نقاش واسع في الأوساط الصحفية المغربية حول مشروع قانون جديد يخصّ المجلس الوطني للصحافة، وسط تحذيرات من المساس باستقلالية المهنة. وفي موازاة ذلك، أطلقت الحكومة برنامجاً وطنياً لتعليم الأطفال الذكاء الاصطناعي والبرمجة ضمن إستراتيجية "المغرب الرقمي 2030"، ما يعكس رؤية لتكوين جيل رقمي جديد قادر على صناعة المحتوى الإعلامي والفني باحتراف.
العالم العربي.
احتضنت السعودية فعاليات الأسبوع العالمي لمحو الأمية الإعلامية والمعلوماتية التابع لليونسكو، وركّزت فيه على مخاطر الذكاء الاصطناعي العميق (Deepfake) وأخلاقياته. كما جذبت الهند الأنظار بإطلاق أول مسلسل تلفزيوني يعتمد جزئياً على الذكاء الاصطناعي بعنوان “ماهابهاراتا: حرب العدالة”، وهو نموذج يُراقبه المنتجون العرب عن كثب لاختبار مستقبل الدراما الرقمية.
إفريقيا.
تسارع القارة الإفريقية خطواتها في مجال السياسات والتشريعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي. إذ أطلقت اليونسكو من كيب تاون مبادرة "الذكاء الاصطناعي من أجل إفريقيا" لتدريب الإدارات العامة على الاستخدام المسؤول للتقنيات الحديثة، بالتوازي مع برامج تمويل من المملكة المتحدة لتطوير أدوات لغوية محلية تدعم الإعلام والتعليم. وتبرز هذه الدينامية بوصفها بداية حقيقية لبنية تحتية رقمية إفريقية مستقلة.
العالم.
بدأت مؤسسات إعلامية عالمية مثل Business Insider في نشر مقالات موقّعة باسم الذكاء الاصطناعي تحت إشراف محررين بشريين، في تجربة تهدف إلى الشفافية في دمج الخوارزميات بالتحرير الصحفي. وفي قطاع الموسيقى، أعلنت Spotify عن اتفاق مع شركات الإنتاج الكبرى لضبط استخدام الذكاء الاصطناعي في الأغاني. أما في البنية التحتية، فمشروع “Stargate” في الإمارات، بطاقة 5 غيغاواط، سيصبح أحد أكبر مراكز الذكاء الاصطناعي في العالم، ما يعزز موقع المنطقة كمركز بيانات وإبداع رقمي متقدّم.
الأدب الرقمي
العالم العربي.
تعيش المنطقة العربية تحولاً حقيقياً نحو القراءة الرقمية. إذ أطلق مركز اللغة العربية في أبوظبي بالتعاون مع أمازون وأوديبول مشروعاً لبناء مكتبة عربية رقمية كبرى، مع تطوير معايير جديدة للحقوق والقراءة الصوتية والبيانات الإحصائية حول قابلية القراءة. كما تحتفل دبي هذا الأسبوع بمرور عشر سنوات على مبادرة "صندوق القراءة"، مما يؤكد تزايد الاستثمار في بناء عادة القراءة لدى الأجيال الصاعدة.
إفريقيا.
يؤكد تقرير جديد لليونسكو حول صناعة الكتاب الإفريقي أن القارة مقبلة على طفرة في سوق النشر الإلكتروني والكتب الصوتية بفضل توسع شبكات الهاتف المحمول واعتماد الذكاء الاصطناعي في الترجمة. ويعتبر البينالي النيجيري LagosPhoto نموذجاً لإعادة التفكير في السرد البصري كجزء من الأدب الرقمي، حيث تتحول الصورة إلى نصّ سردي بديل يكتب الذاكرة الجماعية بلغة الفن.
العالم.
شهدت منظمة الأدب الإلكتروني العالمية (ELO) في دورتها لعام 2025 حضوراً مكثفاً للأعمال التي تمزج بين الشعر والذكاء الاصطناعي والسرد التفاعلي، وسط نقاشات حول مفهوم المؤلف المشترك بين الإنسان والآلة. وتؤثر هذه الاتجاهات مباشرة في كتّاب العالم العربي وإفريقيا الذين يستكشفون أشكالاً هجينة بين النص البشري والنص الآلي.
خاتمة
يعكس هذا المشهد العالمي المتشابك حقيقة جديدة:
المؤسسات الثقافية لم تعد فقط حراساً للتراث، بل مختبرات للابتكار والإنتاج الرقمي. والإعلاميون يختبرون الذكاء الاصطناعي كأداة جديدة لا كخصم. أما الأدب، فقد خرج من الورق إلى فضاءات رقمية مفتوحة حيث تتفاعل النصوص مع الصور والبيانات والصوت.
وفي المغرب والعالم العربي، يبقى التحدي الأكبر هو تكوين جيل رقمي ناقد ومبدع، وتطوير سياسات أخلاقية تضمن أن تظل التكنولوجيا خادمةً للإنسان لا بديلاً عنه.
ترجمة وتحرير: عبده حقي







0 التعليقات:
إرسال تعليق