يشهد الحقل الثقافي والفني المغربي حراكاً متنوعاً يجمع بين التكريم والاحتفاء والإبداع، حيث تعددت المبادرات من الجنوب إلى الشمال، ومن المسرح إلى الأدب والموسيقى، مروراً بالسينما والفكر.
الراوي يحتفي بـ"حساء بمذاق الورد"
احتفت دار الراوي بالرواية الجديدة «حساء بمذاق الورد» للكاتب سعيد منتسب، في أمسية أدبية نظمها الاتحاد الاشتراكي. وقد نُظر إلى العمل كإضافة نوعية في السرد المغربي الحديث، إذ يزاوج بين اللغة الشعرية والعمق النفسي، ويعكس تحولات الواقع الإنساني من خلال رمزية الحنين والوجع والجمال.
الذكرى الثمانون لرحيل معروف الرصافي
وفي محور أدبي آخر، نظمت الجريدة نفسها لقاءً في الذكرى 80 لرحيل الشاعر العراقي معروف الرصافي، حيث استُحضرت مواقفه النقدية ودوره في تأسيس الشعر العربي الحديث، فضلاً عن صلته بالفكر التحرري العربي في بدايات القرن العشرين.
"دار القرار" .. الرواية والمجتمع
من جهة أخرى، تناول الناقد كمال العود رواية «دار القرار» للكاتب عادل الصافي، باعتبارها مرآة للواقع الاجتماعي المغربي. الرواية تسائل مفاهيم العدالة والقدر والسلطة، وتعكس مأزق الإنسان المعاصر بين الاختيار والإكراه.
أكادير تحتفي بمهرجان تالكيتارت 2025
وفي الجنوب، تحتضن مدينة أكادير فعاليات مهرجان تالكيتارت الدولي 2025، وفق ما أفاد به الكاتب عبد اللطيف الكمال. المهرجان يجمع بين الموسيقى الشعبية والفنون البصرية والرقص المعاصر، ويؤكد على مكانة أكادير كعاصمة ثقافية متجددة للجنوب المغربي.
رحيل الفنان عبد القادر مطاع
طغى خبر وفاة الفنان الكبير عبد القادر مطاع على المشهد الثقافي، حيث نعاه عدد من المثقفين والفنانين باعتباره مؤسس فكرة المجموعات الغنائية وأحد رواد المسرح والإذاعة والتلفزيون بالمغرب.
وقد أبرزت جريدة القناة برقية تعزية جلالة الملك محمد السادس التي وصف فيها الراحل بأنه قامة مبدعة تركت أثراً كبيراً في الفن المغربي.
كما تناولت هسبريس جوانب من مسيرة الفنان، مشيرة إلى أنه جمع بين المسرح والميكروفون والكاميرا في تجربة فنية متفردة، فيما غطت مراسلوها تشييع جنازته بمقبرة الشهداء في الدار البيضاء.
تحدي القراءة واحتفاء "المدى"
وفي سياق تربوي وثقافي، عرفت نهائيات "تحدي القراءة العربي" تنافساً محتدماً بين المشاركين من مختلف الجهات المغربية، بينما احتفت مؤسسة المدى بخريجي أكاديمية الفنون في حفل أبرز نجاحات جيل جديد من المبدعين الشباب.
العرائش.. مدينة المهرجانات والإبداع
من جهة أخرى، شهدت مدينة العرائش نشاطاً ثقافياً لافتاً. فقد أعلن عن الدورة الرابعة عشرة لمهرجان العرائش الدولي بمشاركة فنانين من 12 دولة، كما واصل مهرجان ليكسا للمسرح احتفاءه بستة عشر عاماً من الاستمرارية في تكريس ثقافة الاعتراف المسرحي.
أما على الصعيد الموسيقي، فقد أطلق الفنان المغربي Mocci أغنيته الجديدة «Tes7arni» التي تمزج بين التراب والسول والأفرو راي، وهو ما أعاده إلى الواجهة الفنية حسب القناة والعرائش أنفو.
من تونس إلى الدوحة.. آفاق عربية
وفي زاوية عربية أوسع، نشرت العرائش أنفو نصاً سردياً بعنوان «في تونس إبليس جالس» للكاتب المغربي، في قراءة رمزية للواقع العربي المعاصر.
كما أوردت العلم خبر تكريم الفنان جمال سليمان في مهرجان الدوحة السينمائي الذي شهد عروضاً أولى وأخرى خاصة لأعمال عربية وعالمية.
قراءات فلسفية
وفي المجال الفكري، قدّم الباحث لحسن الياسميني مقالة بعنوان «كلام عابر.. في أسس أفعال القول عند جون أوستين» تناول فيها نظرية أفعال الكلام في الفلسفة التحليلية، مبرزاً كيف يمكن للغة أن تكون فعلاً مؤثراً في الوعي والمجتمع.
خاتمة
تؤكد هذه الفعاليات والتغطيات أن المشهد الثقافي المغربي يعيش دينامية متميزة، تجمع بين الوفاء لرواد الإبداع من أمثال عبد القادر مطاع، والانفتاح على التجارب الجديدة في الأدب والفنون والموسيقى. إنها لوحة متعددة الألوان ترسم ملامح المغرب الثقافي وهو يعبر بثقة نحو المستقبل، حاملاً ذاكرته وإبداعه ورهانه الإنساني على التنوّع والجمال.
توقيع: عبده حقي
0 التعليقات:
إرسال تعليق