الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الجمعة، أكتوبر 24، 2025

يومية أخبار الثقافة والفنون والإعلام والتكنولوجيا والأدب الرقمي: إعداد عبده حقي

 


إيقاع اليوم الثقافي والفني والإعلامي يتوزّع على خرائط متعددة، لكن خيطًا ناظمًا يجمعها: عودة الحشود إلى الفعاليات الحضورية، وتسارع التحوّل الرقمي في النشر والإعلام، وتقدّم الذكاء الاصطناعي إلى قلب النقاش العام. في المغرب، تعيش طنجة يومها قبل الأخير من الدورة الخامسة والعشرين للمهرجان الوطني للفيلم (17–25 أكتوبر)، حيث واصل المهرجان تقديم بانوراما سينمائية غنيّة بين أسماء راسخة وأصوات جديدة، مع لوائح تنافسية للأفلام الروائية والوثائقية والقصيرة، وتقاليد التكريم التي تربط الذاكرة بالإبداع وتُبقي النقاش الفني حيًّا حول تجديد لغة الصورة المغربية. الموقع الرسمي أكد البرنامج والاختيارات والفعاليات الموازية، بما فيها مسابقة “المدارس والمعاهد”، ما رسّخ صورة طنجة كعاصمة مؤقتة للسينما المغربية هذا الأسبوع. fnf.ma+2fnf.ma+2

وفي الفضاء العربي، تتقاطع اليوم إشارتان لافتتان: من دبي، تُتوَّج أمسية “تحدّي القراءة العربي” بتتويج التوأم التونسي بيسان وبيلاسان كوكة أبطالًا لنسخة 2025 من بين أكثر من 32 مليون تلميذ مشارك، في حدث يكرّس القراءة كقيمة عمومية ويدفع المدارس والبلدان إلى تحويل الاهتمام الموسمي إلى سياسات دائمة للمعرفة والكتاب. Government of Dubai Media Office+1 ومن أبوظبي، أطلقت “مركز اللغة العربية” مكتبة عربية رقمية بهدف إتاحة الأدب والأبحاث للقارئ عبر العالم، في خطوة عملية لتعزيز “اللغة كمنصّة توزيع” لا كحاجز جغرافي. Gulf News وفي بيروت/أبوظبي، تُذكّرنا حوارية هدى بركات اليوم بأن “جيلًا جديدًا يُنعش الأدب العربي”، دعوةً لتجديد الحِرفية والاصطراف الجمالي وحراسة سلامة اللغة من داخل الحداثة نفسها. thenationalnews.com

إفريقيًّا، يتوزّع المشهد بين منصّات العرض الأوروبية التي تحتفي بالفن الإفريقي، وبين منصّات الاتصال في القارة. ففي باريس، ترافق “أرت بازل” أحداثًا موازية تحتفي بأسماء وتجارب من إفريقيا والشرق الأوسط (من “AKAA” إلى عوالم الفيديو في مساحة كنسية تاريخية)، ما يعيد تأكيد رسوخ الفن الإفريقي في خرائط السوق والمتاحف. Le Monde.fr وعلى الضفة التقنية، اختتمت أمس في كيغالي فعالية MWC25 التي جمعت صانعي القرار وشركات الاتصالات لتنسيق الاستثمار والسياسات في التحوّل الرقمي الإفريقي، وتثبيت الربط بين البنية التحتية والابتكار المحلي وريادة الأعمال. innovatorsmag.com

عالميًّا في الثقافة والفنون، تعيش باريس عطلة أسبوع ثقافية صاخبة خارج أسوار “أرت بازل” بمعارض وأوبرا-أداء هجينة وأعمال تركيبية (من هيلين مارتن إلى يوليوس فون بسمارك)، وتكريمات وجوائز (جائزة مارسل دوشام 2025)، وتجاورات بين الأنتيك والحديث في قلب المدينة. هذا الحراك لا يقتصر على “المركز”، فالمهرجانات الأدبية تتكاثر من لندن إلى جنوب آسيا: “مهرجان الكتاب السود البريطاني” في الباربيكان يؤكد أن التنويع البنيوي لسوق النشر ما يزال مطلبًا لا شعارًا، فيما تنطلق مهرجانات في الهند تحتفي بالكتابة والسرد والسفر بوصفها صناعًا للهوية المعاصرة. The Guardian+2The Times of India+2

في الصحافة والإعلام والتكنولوجيا والرقمية والذكاء الاصطناعي، تسير الأخبار على سكة تشريعية وتنظيمية وتسويقية متوازية. مغربيًّا، يواصل الوسط الإعلامي نقاشاته حول الإطار التنظيمي للمهنة وجوائزها، فيما تترسّخ برامج التحوّل الرقمي والتعليم في الذكاء الاصطناعي ضمن استراتيجية “المغرب الرقمي 2030” وشراكات التدريب والبحث مع مؤسسات أكاديمية وصناعية. ورغم أن هذه البرامج أُطلقت خلال الأشهر الماضية، فإن فاعليتها تُقاس اليوم بمدى انتقالها إلى تطبيقات في غرف الأخبار والقطاع العام. iAfrica.com+1

عربيًّا وإقليميًّا، تتقدم دبي والرياض كنموذجين لاقتصاد الفعاليات والمنتجات الإعلامية الكبرى التي تتكئ على بنية تحتية رقمية، بينما تتنامى مبادرات القراءة والنشر المفتوح (المكتبة العربية الرقمية في أبوظبي مثالًا) بما يخلق جسورًا بين القارئ والمحتوى عبر سياسات إتاحة وحقوق رقمية أكثر مرونة. Gulf News

عالميًّا، يتواصل السباق على “تنظيم الذكاء الاصطناعي” بقدر ما يتواصل السباق على منتجاته: الولايات المتحدة بدأت اليوم طرح برنامجٍ لضبط صادرات تقنيات الذكاء الاصطناعي من زاوية أشباه الموصلات وسلاسل الإمداد، وهو منحى تعتبره رابطة صناعة أشباه الموصلات “فرصة لترسيخ القيادة التقنية”. وفي الخلفية، تتقدم القوانين على مستوى الولايات الأميركية لمعالجة توظيف الذكاء الاصطناعي في العمل والخصوصية، فيما تتكاثر تحذيرات المستثمرين من تكرار فقاعات “الدوت كوم” وتداعيات المضاربة على أسهم شركات الذكاء الاصطناعي والبنية التحتية (مراكز البيانات). CRE Daily+3Semiconductor Industry Association+3Reuters+3 وعلى خط المنتجات، تتجه الأنظار إلى دخول متصفّح “تشات جي بي تي أطلس” إلى مضمار “المتصفّحات الذكية” كواجهة عمل يومية للوكيل البرمجي؛ سباقٌ جديد على “بوابة الإنترنت” سيعيد تشكيل عادات التصفّح والعمل الصحفي والبحثيّ معًا. The Verge وفي المقابل، يشتد الجدل الأخلاقي: عريضة دولية قبل يومين دعت إلى حظر تطوير “الذكاء الاصطناعي فائق الذكاء” إلى حين اكتمال إجماع علمي وضمانات أمان ديمقراطية، بإمضاء باحثين روّاد وشخصيات عامة. The Guardian

أما “الأدب الرقمي” اليوم، فيتحرك على ثلاثة محاور: عربياً، يواكب إطلاق المكتبة العربية الرقمية في أبوظبي تحولات القراءة على الشاشات عبر إتاحة موسّعة للمحتوى الأكاديمي والأدبي وتوحيد منافذ الوصول، ما يحرّك أيضًا سوق “الصيغ” (EPUB/Audio/Interactive) ويشجع دور النشر على تجريب مسارات هجينة. Gulf News إفريقيًّا، تتسع دوائر الترجمة والتوزيع عبر المنصات، ويتزايد حضور الأصوات الإفريقية في معارض أوروبية وأميركية تُبرز السرد البصري/التفاعلي كجزء من “مآلات الكتاب” لا كملحق تجريبي، وهو ما ينعكس في الفعاليات المواكبة في باريس اليوم. Le Monde.fr وعالميًا، تكشف المهرجانات الأدبية الحديثة عن انحياز متزايد لحوارات “الكتابة والآلة” وورش صناعة المحتوى التفاعلي، كما في لندن وعموم المهرجانات الخريفية الأخيرة، حيث تُختبر أدوات الذكاء الاصطناعي في تحرير المخطوطات وتوجيه القارئ وتجسير المسافات بين النص والوسائط. The Guardian

خلاصة اليوم أن المشهد يتوزّع بين ثلاثة مستويات متداخلة: فضاء فعلي “ساخن” يعيد الجمهور إلى قاعات السينما وصالات الفنون (طنجة/باريس)، وفضاء تشريعي/صناعي يضع قواعد جديدة لاقتصاد الذكاء الاصطناعي والبنية الرقمية، وفضاء قرائي/نشر يختبر صيغًا رقمية تُحافظ على جوهر اللغة والأدب وتوسّع جمهور الكتاب. من المغرب إلى العالم العربي وإفريقيا، يبدو أن سؤال الثقافة اليوم ليس “هل نتحوّل رقميًا؟” بل “كيف نضع الإنسان—المُبدِع والقارئ—في مركز هذا التحول؟”

0 التعليقات: