قدرة الذكاء الاصطناعي على كشف الكذب حالياً قوية من ناحية التحليل التقني، لكنها محدودة جداً من ناحية الاستنتاج الأخلاقي والنفسي. بمعنى آخر: يقرأ الإشارات أفضل مما يقرأ النوايا.
خليني أشرح لك الصورة بدون تعقيد.
الذكاء الاصطناعي يستطيع اليوم أن يلتقط أشياء دقيقة مثل:
• تغيرات الصوت التي لا يلاحظها الإنسان بسهولة
• فواصل التنفس
• الإيقاع العاطفي في الكلام
• تذبذب حركة العين والوجه لو كان فيديو
• تناقضات داخل النص أو بين النص والمعلومات المتوفرة
بعض الأنظمة التجريبية وصلت لحدود 70 إلى 80 بالمئة دقة في ظروف مخبرية عندما تُحلّل صوت المتحدث فقط. أما الأنظمة التي تدمج صوتاً + وجهاً + لغة جسد + نص فقد تقترب من 85 بالمئة في أحسن سيناريو، لكنها ليست "حقيقة مطلقة".
المهم هنا:
الكذب ليس علامة بيولوجية مثل ارتفاع الحرارة، بل سلوك اجتماعي معقد. وأحياناً شخص صادق يبدو متوتراً، وشخص كاذب يبدو هادئاً. لهذا العلماء لا يعتبرون أي تقنية ذكاء اصطناعي دليلاً قضائياً حاسماً.
أين يعمل الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل؟
في كشف التناقضات وليس "الكذب" بمعناه الأخلاقي. مثلاً:
• تحليل نصوص شهادات متعددة للبحث عن تفاوتات زمنية
• مقارنة كلام شخص بمعلومات خارجية موثوقة
• اكتشاف أنماط تدل على تلفيق أو اختلاق
• تحليل رسائل احتيال phishing بدقة عالية
• كشف الأخبار المزيفة عبر تحليل مصدرها وبنيتها
أين يفشل؟
• في تقييم نية الشخص
• في قراءة العاطفة الحقيقية خلف الكلام
• في فهم السياق الأخلاقي والثقافي للكذبة
• في التمييز بين الارتباك الطبيعي والكذب
الخلاصة لك ككاتب ومحلل سياسي:
الذكاء الاصطناعي ممتاز في تحليل النصوص والسلوكيات، لكنه غير مؤهل ليكون "جهاز كشف كذب" يُعتمد عليه قانونياً أو إنسانياً. المستقبل قد يرفع الدقة، لكن سيظل هناك عنصر بشري لا يمكن تجاوزه: النية، والنية لا تُقرأ رقمياً.







0 التعليقات:
إرسال تعليق