إِلَى قُرَّائِنَا الْكِرَامِ، نُقَدِّمُ هٰذِهِ ٱلْجَوْلَةَ ٱلْخَبَرِيَّةَ ٱلْمُسْتَرْسِلَةَ عَنْ مُسْتَجَدَّاتِ ٱلثَّقَافَةِ وَٱلْفُنُونِ وَٱلْإِعْلَامِ وَٱلتِّكْنُولُوجْيَا وَٱلْأَدَبِ ٱلرَّقْمِيِّ حَتَّى صَبِيحَةِ ٱلْأَرْبِعَاءِ ٥ نُونْبِر ٢٠٢٥.
فِي ٱلْمَغْرِبِ، يَتَحَرَّكُ ٱلْمَشْهَدُ ٱلثَّقَافِيُّ فِي إِطَارِ رُؤًى تَحْتَفِي بِٱلشَّبَابِ وَتُقَرِّبُ ٱلْمُؤَسَّسَاتِ مِنَ ٱلْمُجْتَمَعِ؛ فَمِنْ لَيْلَةِ ٱلْمُتَاحِفِ وَفَتْحِ ٱلْأَبْوَابِ مَجَّانًا لِتَعْزِيزِ ٱلْاِرْتِبَاطِ بِٱلْتُّرَاثِ، إِلَى تَكَثُّفِ ٱلْفَعَالِيَّاتِ ٱلْخَرِيفِيَّةِ وَٱلْمَعَارِضِ وَٱلصُّلْبَةِ ٱلْحَضَارِيَّةِ ٱلْمُتَصَاعِدَةِ فِي ٱلْمُدُنِ ٱلْمَغْرِبِيَّةِ. وَعَلَى خَطٍّ مُوَازٍ، تَسْعَى رَابِطَةُ ٱلْمَهْنِيِّينَ وَٱلْفَاعِلِينَ لِتَمْكِينِ ٱلشَّبَابِ وَتَحْفِيزِ ٱلْمُبَادَرَاتِ ٱلْفَنِّيَّةِ وَٱلرَّقْمِيَّةِ، فِي سِيَاقٍ يَسْتَعِدُّ فِيهِ ٱلْبِلَادُ لِمَوَاعِيدَ ثَقَافِيَّةٍ كُبْرَى وَتَوَسُّعٍ فِي ٱلْفُضَاءَاتِ ٱلْمُبْتَكَرَةِ لِلْعَرْضِ وَٱلْإِنْتَاجِ.
وَعَرَبِيًّا، تَتَجَدَّدُ ٱلْمَشَاهِدُ فِي ٱلرِّيَاضِ مَعَ إِطْلَاقِ مَعْرِضٍ يَرْسُمُ رِحْلَةَ ٱلْخَلِيجِ فَنًّا وَهُوِيَّةً، مُشَارِكًا بِأَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ فَنَّانًا وَمِئَةٍ وَخَمْسِينَ عَمَلًا، وَهٰذَا يَعْكِسُ نَهْضَةً مُؤَسَّسِيَّةً فِي إِدَارَةِ ٱلْفُنُونِ وَتَوْثِيقِهَا. وَعَلَى مُسْتَوًى أَعْرَضَ، أُعْلِنَ ٱلْيَوْمَ عَنِ ٱلْفَائِزِينَ بِجَوَائِزِ ٱلْمَعْمَارِ فِي ٱلشَّرْقِ ٱلْأَوْسَطِ، مِمَّا يُكَرِّسُ مَوْجَةَ مَشَارِيعَ تُوَفِّقُ بَيْنَ ٱلْحِسِّ ٱلْمَكَانِيِّ وَٱلِسْتِدَامَةِ وَجَمَالِيَّاتِ ٱلْهَوِيَّةِ ٱلْمَعْمَارِيَّةِ ٱلْمُحْدَثَةِ.
أَمَّا فِي إِفْرِيقْيَا، فَتَتَوَاصَلُ تَحْتَ رَايَةِ «أَفْرِيقَا تَحْتَفِي» فَعَالِيَّاتٌ بَانْأَفْرِيقِيَّةٌ تَجْمَعُ ٱلْفَنَّ وَٱلْتُّرَاثَ وَٱلْأَعْمَالَ ٱلْمُبْتَكَرَةَ، فِي حِقْبَةٍ تَتَوَسَّعُ فِيهَا مَهَارَاتُ ٱلْإِنْتَاجِ وَٱلتَّسْوِيقِ ٱلْإِبْدَاعِيِّ وَتَتَفَعَّلُ فِيهَا جُسُورُ ٱلتَّقَاطُعِ مَعَ ٱلْقَارَّاتِ. كَمَا تَسْتَعِدُّ بِنِينْ سِتِي لِمِهْرَجَانٍ جَدِيدٍ لِفُنُونِ ٱلسُّودِ يَضَعُ ٱلْفُرْصَةَ مَرَّةً أُخْرَى بِيَدِ ٱلْفَنَّانِ ٱلْمَحَلِّيِّ وَيَفْتَحُ ٱلْفَضَاءَ لِلتَّبَادُلِ مَعَ ٱلدِّيَاسْبُورَا.
وَعَالَمِيًّا، يَشْهَدُ مَشْهَدُ ٱلْمَعَارِضِ تَدَافُعًا غَنِيًّا فِي نُونْبِر، مِنْ تَرْشِيحَاتِ «آرْتْرِيفْيُو» لِعَشْرَةِ مَعَارِضَ لَابُدَّ مِنْ مُشَاهَدَتِهَا فِي عَوَاصِمَ مُخْتَلِفَةٍ، إِلَى تَطَوُّرَاتِ مَوَاقِعِ ٱلْفُنُونِ وَٱلْمُتَاحِفِ ٱلْمُوَجَّهَةِ لِلْأَجْيَالِ ٱلْجَدِيدَةِ، مِثْلَ مَشْرُوعِ «ڤي أَنْد أَيْ إِسْت» فِي لَنْدَنَ ٱلَّذِي يَعِدُ بِفَتْحِ مُتْحَفٍ يَجْعَلُ ٱلْإِبْدَاعَ قَرِيبًا مِنْ حَيَاةِ ٱلزُّوَّارِ وَتَجَارِبِهِمْ ٱلرُّوحِيَّةِ وَٱلْيَوْمِيَّةِ.
وَنَنْتَقِلُ إِلَى ٱلصِّحَافَةِ وَٱلْإِعْلَامِ وَٱلتِّكْنُولُوجْيَا وَٱلذَّكَاءِ ٱلِاصْطِنَاعِيِّ: فِي ٱلْمَغْرِبِ تَتَصَاعَدُ وَتِيرَةُ إِصْلَاحِ مَشْهَدِ ٱلصَّحَافَةِ مِنْ خِلَالِ مَشَارِيعَ قَانُونِيَّةٍ لِإِعَادَةِ تَرْتِيبِ مَجْلِسِ ٱلصَّحَافَةِ ٱلْوَطَنِيِّ وَتَقْوِيَةِ ٱلْأَخْلَاقِيَّاتِ وَضَمَانِ ٱلِاسْتِمْرَارِ ٱلْمُؤَسَّسِيِّ، وَهُوَ مَا يَتَصَاحَبُ مَعَ نِقَاشَاتٍ مِهْنِيَّةٍ حَوْلَ تَحْصِينِ ٱلْحُرِّيَّاتِ وَفَاعِلِيَّةِ ٱلتَّنْظِيمِ. وَفِي ٱلْمَسَارِ ٱلرَّقْمِيِّ، تَدْفَعُ ٱلرَّبَاطُ بِمَشَارِيعَ لِمَنْصَّةِ ذَكَاءٍ مَسْؤُولٍ تُوَفِّرُ أَدَوَاتٍ تَحْفَظُ ٱلْحُقُوقَ وَتُيَسِّرُ ٱلِابْتِكَارَ لِلْمُوَاطِنِينَ وَٱلْمُقَاوِلِينَ وَٱلْإِدَارَةِ.
وَعَرَبِيًّا، يَظْهَرُ ٱلزَّخَمُ أَشَدَّ وُضُوحًا فِي ٱلْخَلِيجِ، حَيْثُ تُوَاصِلُ ٱلْإِمَارَاتُ وَٱلسُّعُودِيَّةُ صِيَاغَةَ رُؤًى جَرِيئَةٍ لِسُوقِ ٱلذَّكَاءِ ٱلِاصْطِنَاعِيِّ وَحَوْكَمَتِهِ؛ وَتَسْتَحْضِرُ ٱلتَّجَارِبُ أُطُرًا مِثَالِيَّةً فِي ٱلْخِدْمَاتِ ٱلْعَامَّةِ وَتَسْهِيلِ ٱلْمُعَامَلَاتِ، فِيمَا تُعْلِنُ رِيَاضُ ٱلِاسْتِثْمَارِ وَٱلْحَوْسَبَةِ ٱلْعَالِيَةِ كَرَافِعَتَيْنِ لِلتَّمْوْضُعِ ٱلْعَالَمِيِّ. وَهٰذَا ٱلتَّسَارُعُ يَفْتَحُ نِقَاشًا أَوْسَعَ حَوْلَ ٱلتَّوَازُنِ بَيْنَ ٱلتَّنْظِيمِ وَٱلِابْتِكَارِ فِي أُورُوبَّا أَيْضًا مَعَ تَطْبِيقِ قَانُونِ ٱلذَّكَاءِ ٱلْأُورُوبِّيِّ وَتَحْدِيدِ ٱلْاِلْتِزَامَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِنَمَاذِجِ ٱلْأَغْرَاضِ ٱلْعَامَّةِ.
وَأَمَّا إِفْرِيقْيَا، فَإِنَّ مَشْهَدَ ٱلشَّرِكَاتِ ٱلنَّاشِئَةِ يَعُودُ لِلتَّعَافِي بِنِسَبٍ مُعْتَبَرَةٍ، وَتَسْتَفِيدُ شَرِكَاتُ ٱلذَّكَاءِ ٱلِاصْطِنَاعِيِّ مِنْ تَدَهْوُرِ كُلْفَةِ ٱلْبِنْيَةِ ٱلتَّحْتِيَّةِ وَاِنْفِتَاحِ ٱلْأَوْزَانِ ٱلْمَفْتُوحَةِ؛ وَهٰذَا يُؤَشِّرُ إِلَى دَوْرَةِ نُمُوٍّ جَدِيدَةٍ تَتَقَاطَعُ فِيهَا ٱلْخِدْمَاتُ ٱلرَّقْمِيَّةُ بِٱلتَّمْوِيلِ وَٱلسِّيَاسَاتِ ٱلْعَامَّةِ. وَفِي ٱلْمَغْرِبِ خُصُوصًا، تَتَقَدَّمُ نِقَاشَاتُ ٱلْإِطَارِ ٱلتَّنْظِيمِيِّ مَعَ تَأْكِيدِ مَرَاكِزِ إِقْلِيمِيَّةٍ عَلَى ٱلْحَوْسَبَةِ وَٱلْحُقُوقِ ٱلرَّقْمِيَّةِ.
وَعَالَمِيًّا، يَبْقَى قَانُونُ ٱلذَّكَاءِ ٱلْأُورُوبِّيِّ مِحْوَرًا لِلنِّقَاشِ بَيْنَ مَنْ يَرَى فِيهِ رَافِعَةً لِلثِّقَةِ وَمَنْ يَتَخَوَّفُ مِنْ أَثَرِهِ عَلَى نَسَقِ ٱلِابْتِكَارِ؛ مَعَ جَدْوَلٍ زَمَنِيٍّ لِدُخُولِ ٱلِالْتِزَامَاتِ حَيِّزَ ٱلتَّطْبِيقِ وَتَصْرِيحَاتٍ حُكُومِيَّةٍ وَصِنَاعِيَّةٍ تُرَاجِعُ صِيَغَ ٱلتَّنْفِيذِ وَٱلتَّوْعِيَةِ ٱلرَّقْمِيَّةِ. وَفِي ٱلْمُقَابِلِ، تُواصِلُ ٱلْقُوَى ٱلْمُتَنَافِسَةُ تَعْظِيمَ ٱلِاسْتِثْمَارِ فِي ٱلْحَوْسَبَةِ وَٱلْطَّاقَةِ لِتَغْذِيَةِ مَطَالِبِ ٱلذَّكَاءِ ٱلْعَالِيَةِ.
وَنَصِلُ إِلَى ٱلْأَدَبِ ٱلرَّقْمِيِّ: فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْعَرَبِيِّ تَتَسَارَعُ خُطًى رَقْمَنَةِ ٱلْمَضَامِينِ مَعَ إِطْلَاقِ «ٱلْمَكْتَبَةِ ٱلْعَرَبِيَّةِ ٱلرَّقْمِيَّةِ» وَتَعْلِيقِ مَوْعِدِ إِطْلَاقٍ وَاسِعٍ فِي ٢٠٢٦، مِمَّا يُوَحِّدُ قَنَوَاتِ ٱلنَّشْرِ وَيُتِيحُ لِلدُّورِ سُبُلًا لِقِرَاءَاتٍ بَيَانِيَّةٍ أَدَقَّ وَنَمَاذِجِ إِيرَادٍ مُتَجَدِّدَةٍ، وَيُقَرِّبُ ٱلْقَارِئَ مِنْ نُصُوصِهِ فِي فَضَاءٍ تَفَاعُلِيٍّ عَالَمِيٍّ. وَتَتَصَاعَدُ دَعَوَاتُ ٱلتَّقَاطُعِ بَيْنَ ٱللُّغَةِ وَٱلتِّقْنِيَاتِ لِبِنَاءِ مَنَصَّاتٍ مُتَعَدِّدَةِ ٱللُّغَاتِ تُوَفِّرُ وُصُولًا مُبَاشِرًا لِلْأَدَبِ ٱلْقَدِيمِ وَٱلْمُعَاصِرِ.
وَإِفْرِيقِيًّا، يَحْضُرُ ٱلْأَدَبُ ٱلرَّقْمِيُّ فِي أُطُرٍ مَهْرَجَانِيَّةٍ تَجُوبُ ٱلْقَارَّةَ وَٱلْعَالَمَ، وَتُخَصِّصُ جَلَسَاتٍ لِتِيكْتُوكِ ٱلشِّعْرِ وَثَوْرَةِ ٱلْكُتُبِ ٱلْإِلِكْتْرُونِيَّةِ وَتَجَارِبِ ٱلسَّرْدِ ٱلتَّفَاعُلِيِّ، مِمَّا يُبْرِزُ جِيلًا جَدِيدًا مِنَ ٱلْمُؤَلِّفِينَ ٱلدِّيجِيتَالِيِّينَ وَيَرْفَعُ مِنْ قَابِلِيَّةِ ٱلتَّوْزِيعِ وَٱلْعُبُورِ ٱللُّغَوِيِّ.
وَعَالَمِيًّا، يَسْتَمِرُّ ٱلْإِلْكْتْرُونِيُّ فِي ٱلتَّرَسُّخِ مَعَ نِدَاءَاتِ جَمْعِيَّةِ ٱلْأَدَبِ ٱلْإِلِكْتْرُونِيِّ لِمَجْمُوعَتِهَا ٱلْجَدِيدَةِ وَتَوَاصُلِ ٱلْمُؤْتَمَرَاتِ، فِي حِينٍ تَزْدَادُ شُهْرَةُ ٱلسَّرْدِ ٱلتَّفَاعُلِيِّ فِي مَنْصَّاتِ ٱلْعَابٍ تَقْدِمُ «ٱخْتَرْ مُغَامَرَتَكَ» كَمِزَاجٍ سَرْدِيٍّ دَامِجٍ؛ وَهُوَ مَا يَدْفَعُ ٱلنَّاشِرِينَ وَٱلْكُتَّابَ لِتَبَنِّي صِيَغٍ تُوَائِمُ ذَائِقَةَ ٱلْقُرَّاءِ ٱلرَّقْمِيِّينَ وَتَحْفَظُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ جَوْهَرَ ٱلْأَدَبِ وَكَرَامَةَ ٱلنَّصِّ.
وَفِي خِتَامِ ٱلْجَوْلَةِ، يَبْدُو ٱلْمَشْهَدُ بِكُلِّ مُكَوِّنَاتِهِ مُتَّجِهًا نَحْوَ مَزِيدٍ مِنَ ٱلتَّقَاطُعِ بَيْنَ ٱلْفَنِّ وَٱلتِّقْنِيَاتِ وَٱلسِّيَاسَاتِ ٱلْعَامَّةِ؛ ثَقَافَةٌ تَسْعَى لِتَوْسِيعِ جُمْهُورِهَا وَمُؤَسَّسَاتٌ تُحَاوِلُ تَطْوِيرَ أَدَوَاتِهَا، وَصِحَافَةٌ تُرَاجِعُ أَخْلَاقَهَا وَإِطَارَهَا، وَأَدَبٌ رَقْمِيٌّ يَسْتَكْشِفُ أُفُقًا جَدِيدًا لِلتَّلَقِّي وَٱلْمُشَارَكَةِ. هٰكَذَا تَتَشَكَّلُ خَرِيطَةُ ٱلْيَوْمِ، حَيْثُ يَبْقَى ٱلْإِنْسَانُ—قَارِئًا وَمُبْدِعًا وَمُواطِنًا—مَحْوَرَ ٱلْقِصَّةِ وَبِدَايَتَهَا وَنِهَايَتَهَا.







0 التعليقات:
إرسال تعليق