الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الاثنين، نوفمبر 17، 2025

الرادار الثقافي والفني العالمي من إعداد عبده حقي


أوّلًا: المغرب

الرباط – عرض رقمي-مسرحي “La Marge” في فضاء تاتمين

في فضاء تاتمين الثقافي بالرباط يُقدَّم هذا المساء عرض “La Marge” ضمن برمجة شهر نوفمبر الرقمي الذي تنظّمه المعاهد الفرنسية، في تجربة تمزج بين المسرح الحيّ والصورة الرقمية، وتستكشف علاقة الجسد بالفضاء في زمن الشاشات. يبدأ العرض حوالي السابعة والنصف مساءً، ويستقبل جمهورًا من الشباب والمهتمين بالفنون المعاصرة. 

يتيح العرض للمتفرّج أن يعيش حالة “تشويش بصري” محسوب، حيث تتداخل الإسقاطات الضوئيّة مع أداء الممثلين في لعبة مرايا بين الواقعي والافتراضي. مثل هذه العروض تُكرّس حضور المغرب في خرائط الفنون الرقمية الناشئة، وتفتح نقاشًا حول كيف يمكن للخشبة أن تتحوّل إلى شاشة كبرى، من دون أن تفقد حرارة اللقاء المباشر.

الرباط – ستاند-أب ثنائي اللغة مع Paul Taylor

في قاعة بـاهنيني التاريخيّة، يقدّم الكوميدي الفرنسي-الإنجليزي بول تايلور عرضه الشهير الذي يمزج بين الفرنسية والإنجليزية، من خلال سخرية ذكيّة من الصدمات الثقافية بين الفرنكوفون والأنغلوساكسون، مع فقرات عن الحياة اليومية في المغرب وأوروبا. 

العرض لا يكتفي بإضحاك الجمهور، بل يحوّل قضايا الهوية واللغة والهجرة إلى مادة للتأمل الخفيف، في توازن بين النكتة اللاذعة والاعتراف الشخصي. حضور هذا النوع من الكوميديا العالمية في الرباط يعكس انفتاح المدينة المتزايد على عروض “Stand-up” العابرة للّغات، ويمنح الجمهور المغربي فرصة التفاعل مباشرة مع أسماء تجوب كبريات المسارح الدولية.

الرباط – “Visa For Music”: منصّة للموسيقى الإفريقية والعربية

تتواصل في الرباط فعاليات سوق الموسيقى Visa For Music، الذي يجمع مئات الفنانين والمنتجين والمديرين الفنيين من إفريقيا والشرق الأوسط وأوروبا، مع حفلات حيّة وورشات ولقاءات مهنية تمتدّ على عدّة أيام، من بينها عروض مبرمجة لهذا المساء.

هذا الحدث أصبح موعدًا قارًّا في الأجندة الموسيقية الإفريقية، لأنه لا يكتفي بتقديم حفلات للجمهور، بل يلعب دور جسر بين الفرق الشابّة ومنصّات التوزيع العالمية. وبالنسبة للمدن المغربية، يُعتبر أيضًا مختبرًا حيًّا لسؤال: كيف يمكن للرباط أن تتحوّل تدريجيًا إلى عاصمة ثقافية إفريقية متوسطية تستقبل المواهب بدل أن تكتفي بتصديرها؟

ثانيًا: العالم العربي

دبي – “القرية العالمية”: كرنفال الثقافات

في دبي تفتح القرية العالمية أبوابها هذا المساء ضمن موسمها الجديد، مستقبلة زوّارًا من المنطقة والعالم في فضاء واحد يجمع أجنحة لعشرات الدول، وعروضًا موسيقيّة واستعراضات شعبية وأكلات من مختلف المطابخ. يمتدّ البرنامج على أشهر كاملة، لكن اليوم يشهد سلسلة عروض موسيقية راقصة من فرق آسيوية وعربية. 

هذا الحدث يمثّل نموذجًا صارخًا لـ“السياحة الثقافية السريعة” حيث يمكن للزائر أن ينتقل بين رقصات من القوقاز وأغانٍ عربية وخيام إفريقية في مساء واحد. ومع ذلك، يفتح نقاشًا جدّيًا حول معنى “تمثيل الثقافة” في فضاءات تجارية-ترفيهية: هل نكتفي بعرض الفلكلور الملوّن، أم يمكن تحويل مثل هذه القرية إلى مختبر حقيقي لحوارات أعمق بين الشعوب؟

القاهرة – مهرجان الشعر المتوسطي في معهد ثربانتيس

يحتضن معهد ثربانتيس بالقاهرة أمسية من مهرجان الشعر المتوسطي بمشاركة شعراء من بلدان عربية وأوروبية، في قراءات متعدّدة اللغات تدور حول البحر والذاكرة والمنفى. الموعد مسائيّ، ويتضمّن حوارًا مفتوحًا مع الشعراء والجمهور بعد القراءات. 

هذه الأمسية تجعل من القاهرة، مرّة أخرى، نقطة التقاء بين الضفاف الثلاث للمتوسّط: اللغة الإسبانية التي تحمل إرث الأندلس، واللغة العربية بما فيها من طبقات تاريخية، ولغات أخرى تبحث عن مكان لها في سردية البحر المشتركة. مثل هذه المهرجانات تذكّر بأن الثقافة المتوسطيّة ليست مجرّد جغرافيا، بل شبكة حسّاسيّات وشعر وذاكرة.

الشارقة – ختام معرض الكتاب وانعكاساته

في الشارقة تُستكمل اليوم الفعاليات الختامية لأحد أكبر معارض الكتاب في المنطقة، حيث أعلنت التقارير الأخيرة عن حضور قياسي للزوّار ودينامية واضحة في مبيعات الكتب ولقاءات المؤلفين. ورغم أن الافتتاح تمّ قبل أيّام، فإن اليوم مخصَّص لتقييم التجربة وعقد ندوات حول مستقبل النشر العربي. 

لا يقتصر المعرض على بيع الكتب، بل يطرح أسئلة مضيئة حول التحوّل الرقمي، وحقوق المؤلف، ومكانة أدب الشباب وأدب اليافعين. وفي كل دورة، تتحوّل أروقة المعرض إلى مختبر اجتماعي، حيث نرى العائلة العربية وهي تتفاوض مع الزمن بين صورة “الكتاب الورقي” وأجهزة القراءة الإلكترونية والكتب الصوتية.

ثالثًا: إفريقيا جنوب الصحراء

جوهانسبرغ – Pulse Jozi: تلاقي الأمابيانو والهيب-هوب

في قاعة The Dome – Nasrec بجوهانسبرغ يُقام هذا المساء مهرجان Pulse Jozi – Amapiano Meets Hip-Hop، الذي يجمع نخبة من منسّقي الألحان (دي جي) وفناني الراب والأمابيانو، في احتفاء صاخب بأصوات المدينة الجديدة. 

المهرجان يقدّم صورة حيّة عن التحوّل الموسيقي في جنوب إفريقيا، حيث يخرج الإيقاع من الأزقّة الشعبية إلى المنصّات العالمية، من دون أن يفقد جذوره الإفريقية. الأمابيانو، هذا النمط الذي انطلق من أحياء بريتوريا وجوهانسبرغ، صار لغة جيل كامل، يرقص على إيقاعه كما يكتب به قصة ما بعد الأبارتايد.

جوهانسبرغ – معارض ولغات في معهد غوته

بالموازاة، يواصل معهد غوته في جوهانسبرغ برمجته التي تنطلق اليوم بجملة من الورشات والعروض الفنيّة التي تحتفي بالفن المعاصر واللغة الألمانية في السياق الإفريقي، من خلال معرض بصري وحصص حكي وجلسات نقاش عن التبادل الثقافي.

هذا الحضور القوي للمراكز الثقافية الأوروبية في المدن الإفريقية يفتح نقاشًا متجددًا حول “الدبلوماسية الثقافية”: إلى أي حدّ تُعيد هذه البرامج إنتاج علاقات القوة القديمة، وإلى أي حدّ يمكن أن تتحوّل، إذا حَسُن تدبيرها، إلى فضاءات متكافئة لتبادل المعرفة والخيال؟

رابعًا: ألمانيا

بون – “مسارات متشابكة” في بيت بيتهوفن

في بيت بيتهوفن بمدينة بون تُعرض اليوم، ضمن برنامج 17 نونبر، تظاهرة بعنوان “مسارات متشابكة – الرحلة الطويلة للـ Danza tedesca”، تجمع بين معرض وثائقي وحفل لموسيقى الحجرة يضم أعمالًا لموزار وبريتن وبيتهوفن. 

من خلال هذه الأمسية، يتحوّل عمل موسيقي واحد إلى خيط ينسج علاقة معقّدة بين قرون من التأليف والتأويل، من الرباعي الوترية الكلاسيكية إلى الحداثة الإنجليزيّة ثم عودة إلى بيتهوفن نفسه. المتفرّج هنا لا يسمع الموسيقى فحسب، بل يراقب كيف تنتقل الثيمة من زمن إلى زمن، كما تنتقل الأفكار بين الأجيال.

بريمن – حفلة موسيقى أفلام الأنمي

وفي مدينة بريمن تُقدَّم هذا المساء حفلة موسيقية ضخمة لأوركسترا متخصّصة في موسيقى أفلام الرسوم المتحركة اليابانية، في برنامج يحتفي بأشهر الألحان من أفلام الساموراي والأنمي الخيالي. 

هذا المزج بين ثقافة البوب اليابانية والتقاليد الأوركسترالية الأوروبية يُظهر إلى أي حدّ أصبح الجمهور العالمي مستعدًا لعبور الحدود الجمالية، حيث يتحوّل لحن كرتوني من طفولة التسعينيات إلى قطعة سيمفونية كاملة على مسرح ألماني عريق.

خامسًا: إسبانيا

مدريد – حفل مجموعة Formula V في “Nuevo Teatro Alcalá”

في قلب مدريد، يستضيف Teatro Nuevo Alcalá هذا المساء حفلًا لفرقة Formula V الأسطورية، إحدى أيقونات البوب الإسباني في سبعينيات القرن الماضي، في عرض يبدأ حوالي الثامنة مساءً. 

الحفل ليس مجرد استرجاع حنين لأجيال قديمة؛ بل يتحوّل غالبًا إلى لقاء عائلي، حيث يحضر الآباء والأبناء معًا، فيغنّي الجميع الأغاني نفسها من دون أن يشعروا بفرق العمر. هكذا تستعيد مدريد صورتها كمدينة تُبقي ذاكرتها الموسيقية حيّة، وتثبت أن الأغنية الشعبية يمكن أن تعبر عقودًا كاملة من دون أن تفقد بريقها.

سادسًا: البرتغال

لشبونة – “Il Delirio Amoroso” في مركز الثقافة في بيليم

في مركز الثقافة في بيليم (CCB) بلشبونة، يقدّم المغنّي السوبرانو صامويل مارينيو رفقة Gabetta Consort برنامجًا باروكيًا يحمل عنوان “Il Delirio Amoroso” لأندريه هاندل، في حفل يبدأ عند الثامنة مساءً. 

الحفل يَعِدُ بجولة في عوالم الباروك الأوروبي، حيث تتقاطع الزخارف الصوتية مع براعة الآلات التاريخية. في هذا النوع من العروض، لا يحضر الجمهور من أجل المتعة السمعية فقط، بل يشارك في طقس شبه مسرحي تستعاد فيه روح القرن الثامن عشر، وكأنّ قاعة بيليم تتحول لليلة واحدة إلى مسرح أوروبي قديم على ضفاف التاج.

سابعًا: إنجلترا

لندن – افتتاح مسرحيّة “الجاسوس الذي جاء من البرد”

في حيّ ويست إند بالعاصمة لندن تنطلق اليوم العروض الأولى لاقتباس مسرحي لرواية جون لو كاريه الشهيرة The Spy Who Came In From The Cold على خشبة مسرح @sohoplace، في عرض يُقدَّم بوصفه من أبرز أحداث الموسم المسرحي. 

هذا العمل يعيد كتابة واحدة من أهم روايات الحرب الباردة بلغة الخشبة: إنارة مقتصدة، ديكور بارد، وحوارات مكثّفة حول الخيانة والولاء، تجعل المتفرّج في قلب آلة التجسّس لا كشخصية روائية بعيدة، بل كعين مراقِبة ومراقَبة في الوقت نفسه. المسرح هنا يصبح مرآة سياسية وأخلاقية، تتجاوز زمن الحرب الباردة إلى أسئلة اليوم حول المراقبة والسرّية والدولة العميقة.

ثامنًا: إيطاليا

روما – “Roma Ukulele Festival”

في روما يُقام اليوم Roma Ukulele Festival 2025، وهو احتفال موسيقي مخصّص بالكامل لهذه الآلة الصغيرة القادمة من جزر هاواي، تشارك فيه فرق وفنانون من عدة بلدان، مع ورشات تعلّم وجلسات عزف حرّ في فضاءات مفتوحة. 

هذا المهرجان يقدّم صورة أخرى عن المدينة التي اعتدنا ربطها بالأوبرا والكنائس والباروك؛ إذ تفتح روما أبوابها كذلك لثقافات هامشية وآلات “خَفيفة” ترتبط في المخيال بالبحر والشمس والرمال. عبر الأوكوليلي، تكتب المدينة حوارًا غير مباشر بين المتوسط والهاواي، بين البحر الذي نعرفه والبحر الذي نتخيله.

تاسعًا: بلجيكا

بروكسل – حفل The Waterboys في “Cirque Royal”

في قاعة Cirque Royal التاريخية ببروكسل يُحيي فريق The Waterboys حفله ضمن جولته الأوروبية، في أمسية تنطلق حوالي الثامنة مساءً، وتجمع بين الروك والـفولك والبلوز في مزيج خاص عرف به الفريق منذ الثمانينيات. 

الحفل يكرّس صورة بروكسل كمدينة تعيش أكثر من هوية موسيقية في الوقت نفسه، بين الأغنية الفرانكوفونية التقليدية وموسيقى الروك البريطاني والأنماط البديلة. وبالنسبة للجمهور، فإن حضور حفلة كهذه في فضاء مثل Cirque Royal يظلّ تجربة شبه “سينمائية”، حيث تتداخل الذاكرة الجماعية للأغاني مع المعمار الضارب في التاريخ.

عاشرًا: روسيا

سانت بطرسبورغ – اليوم الأخير لمعرض “نحن من السلالة الروسية”

في المتحف الروسي بمدينة سانت بطرسبورغ يصل اليوم معرض “نحن من السلالة الروسية” إلى يومه الأخير، بعد أسابيع من عرض لوحات وأعمال فنية تتناول فكرة الهوية الروسية عبر صور العائلة والتقاليد والمناظر الطبيعية. 

المعرض يحاول أن يمسك بالخيط الرفيع بين الفخر الوطني والتأمل النقدي؛ فهو يقدّم صورًا ريفيّة شاعرية إلى جانب أعمال معاصرة تشكّك في الخطاب الرسمي حول “الأصل الواحد”. في زمن التوترات الجيوسياسية، يبدو مثل هذا المعرض محاولة لإعادة تعريف “من نحن؟” عبر لغة اللون والخطّ بدل لغة الشعارات.

موسكو – حفلات ومهرجانات موسيقية متنوّعة

في موسكو، تمتلئ أجندة اليوم بحفلات من بينها عروض في بيت الموسيقى الدولي، إضافة إلى حفلات لفرق فولك وروك في أندية مثل “Magnus Locus” و“16 Tons”، حيث تقدّم فرق معاصرة رؤيتها الخاصة للمزج بين التراث السلافي والأصوات الحديثة. 

هذه الليالي الموسيقية تكشف عن وجه آخر لموسكو، بعيد عن الصورة الرسمية للمدينة باعتبارها مركزًا سياسيًا وثقيلًا؛ هنا، في الأندية الصغيرة وقاعات الحفلات، تنبض حياة شبابية تبحث عن لغة جديدة تقول بها يومياتها، بين الجيتار الكهربائي والأنغام الشعبية القديمة.

حادي عشر: فرنسا

باريس – محاضرة فنية في متحف اللوفر حول الواقعية والتجريد

في قاعة المحاضرات بمتحف اللوفر بباريس يُعقد هذا المساء لقاء مع المؤرخ الفني إريك ميوشو حول العلاقة بين الواقعية والتجريد في الفن الحديث، مع تركيز خاص على تجربة فاسيلي كاندينسكي، ضمن سلسلة ندوات مفتوحة للجمهور.

مثل هذه المحاضرات تجعل من المتحف مؤسسة حيّة تتجاوز عرض اللوحات إلى مساءلة تاريخها ومعانيها. المتدخّل يقرأ أعمال كاندينسكي ليس بوصفها مجرّد أشكال ملوّنة، بل باعتبارها محاولة لإعادة اختراع اللغة البصرية، تمامًا كما أعادت الموسيقى الكلاسيكية المتأخرة اختراع السلم والهارموني. هكذا يتقاطع تاريخ العين مع تاريخ الأذن في سردية واحدة عن الحداثة.

ثاني عشر: هولندا

غرونينغن – برنامج الرقص “Less is More” على أنغام Canto Ostinato

في مسرح SPOT/Stadsschouwburg Groningen بمدينة غرونينغن يُقدَّم هذا المساء برنامج الرقص المعاصر Less is More لفرقة Introdans، المبني على العمل الشهير Canto Ostinato للمؤلف الهولندي سيميون تن هولت، في عرض يمتدّ من الثامنة والربع حتى الحادية عشرة ليلًا تقريبًا.

العمل يوصف بأنه “تأمّل حركي-موسيقي”، حيث ينساب جسد الراقصين مع التكرار التدريجي والثيمات المتحوّلة للقطعة الموسيقية، في تجربة يدعو فيها المبدعون الجمهور إلى نوع من التأمّل الجماعي. في زمن السرعة القصوى، يراهن هذا العرض على طاقتَي التكرار والبطء بوصفهما شكلًا من أشكال المقاومة الجمالية ضد ضجيج العالم.

بهذه الفعاليات المتنوعة، من الرباط إلى جوهانسبرغ، ومن مدريد إلى غرونينغن، يرسم اليوم الثقافي – الإثنين 17 نونبر 2025 – خارطة عالم يتحرّك بالموسيقى والكتاب والرقص والمعرض، ويُثبت أن الثقافة لا تزال من أعمق الطرق لقراءة التحوّلات التي يعيشها كوكبنا.


0 التعليقات: