الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


إعلانات أفقية

الخميس، ديسمبر 11، 2025

رادارُ الثَّقافَةِ العالَمِيَّةِ فِي يَوْمٍ واحِدٍ: فُنونٌ مُغْرِبِيَّةٌ نابِضَةٌ: عبده حقي

 


فِي يَوْمٍ ثَقافِيٍّ مُكْثَفٍ، يَبْدُو أَنَّ مَغْرِبَ الْيَوْمِ يَقِفُ فِي صَدَارَةِ مَشْهَدٍ عالَمِيٍّ يَتَشَابَكُ فِيهِ الْفَنُّ وَالتِّقْنِيَّةُ وَالْأَدَبُ الرَّقْمِيُّ فِي نَسِيجٍ واحِدٍ. فَقَدِ اخْتَتَمَ «مَهْرَجانُ الْفُنُونِ الرَّقْمِيَّةِ» بِجَامِعَةِ مُحَمَّدِ السَّادِسِ الْـمُتَعَدِّدَةِ التَّخَصُّصاتِ فِي بِنْگِرِير، بَعْدَ أُسْبُوعٍ تَحَوَّلَتْ فِيهِ حَرَمَا بِنْگِرِير وَخُرَّبْگَةَ إِلَى مَخابِيرَ مَفْتُوحَةٍ لِلتَّجَارِبِ الرَّقْمِيَّةِ فِي الصُّورَةِ وَالصَّوْتِ وَالْعُروضِ التَّفاعُلِيَّةِ، مِمَّا يَعْكِسُ اخْتِيارًا إِسْتِراتِيجِيًّا لِلْمَغْرِبِ نَحْوَ جَعْلِ الْفَنِّ الرَّقْمِيِّ جُزْءًا مِنْ هُوِيَّتِهِ الثَّقافِيَّةِ الْـمُعاصِرَةِ. 

وَبِالتَّوازِي، يَسْتَعِدُّ الْمَغْرِبُ لِلاِحْتِفاءِ بِالدَّوْرَةِ السَّابِعَةِ مِنْ «الْمَهْرَجانِ الدَّوْلِيِّ لِفُنُونِ التَّشْكِيلِ» الَّذِي سَيُقامُ فِي مِنْطَقَةِ سِيدِي رَحّال بِجِهَةِ مَرَّاكُش – آسَفِي تَحْتَ شِعارٍ دالٍّ: «حِكايةٌ جَديدَةٌ وَحَياةٌ أَبَدِيَّةٌ تُولَدُ مِنْ رَحِمِ النُّفاياتِ»، حَيْثُ يُعِيدُ الْفَنَّانُونَ تَشْكِيلَ الْمَهْمَلِ وَالْخُرْدَةِ لِيُصْبِحَ مَوادَّ جَمالِيَّةً وَإيكولوجِيَّةً فِي آنٍ.  وَبَيْنَ مَرَّاكُش أَيْضًا وَالْأُفُقِ الْأَطْلَسِيِّ، تَتَوَاصَلُ تَجْرِبَةُ «مَهْرَجانِ الْقَهْوَةِ وَالشَّايِ» الَّذِي يَرْبِطُ بَيْنَ ثَقافةِ الذَّوْقِ وَحِكَاياتِ التُّجَّارِ وَالرَّحَّالَةِ، مُحَوِّلًا مَشْرُوبَيْنِ يَوْمِيَّيْنِ إِلَى جِسْرٍ بَيْنَ الْمَعِيشِ الْمَحْلِيِّ وَالْحِسِّ الْكَوْنِيِّ. 

عَلَى مُسْتَوى الْعالَمِ الْعَرَبِيِّ، تُواصِلُ الْفُنُونُ حُضُورَهَا الْقَوِيَّ فِي الْمَهْرَجاناتِ السِّينِمائِيَّةِ وَالْمَعَارِضِ. فَفِي السَّعُودِيَّةِ، يَبْرُزُ مَهْرَجانُ الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ السِّينِمائِيُّ كَمِحْوَرٍ لِحُضُورِ أَفْلامٍ عَرَبِيَّةٍ مُسْتَقِلَّةٍ، بَيْنَهَا أَعْمالٌ مَدْعُومَةٌ مِنْ «الصُّنْدُوقِ الْعَرَبِيِّ لِلْفُنُونِ الثَّقافِيَّةِ»، تَتَنَاوَلُ تَجَارِبَ الْهُوِيَّةِ وَالْحَرْبِ وَالْمَنْفَى بِعُيُونٍ شَبَابِيَّةٍ جَدِيدَةٍ. وَفِي الْخَلِيجِ أَيْضًا، تُثَبِّتُ مَنْطِقَةُ ٱلْعُلَا مَكانَتَهَا كَوِجْهَةٍ عالَمِيَّةٍ لِلسِّيَاحَةِ الثَّقافِيَّةِ بَعْدَ أَنْ حَصَلَتْ عَلَى لَقَبِ «مَشْرُوعِ السِّيَاحَةِ الثَّقافِيَّةِ الْعَالَمِيِّ لِسَنَةِ ٢٠٢٥»، فِي اعْتِرافٍ بِقُوَّةِ مِزْجِهَا بَيْنَ الْآثارِ وَالْمَعاصَرَةِ وَالْفُنُونِ الْمُتَعَدِّدَةِ الْوَسائِطِ. 

فِي الْقَارَّةِ الْأَفْرِيقِيَّةِ وَمَا فَرْطَها، تَبْدُو السَّنَةُ الْـمُقْبِلَةُ مُشْبَعَةً بِأَجِنْدَةٍ غَنِيَّةٍ مِنَ الْمَهْرَجاناتِ الثَّقافِيَّةِ وَالْأَيْأَمِ الْفَنِّيَّةِ، مِنْ مَوْسِمِ الْمُوسِيقَى فِي مَرَّاكُش إِلَى فَعالِيَّاتِ الْجُنُوبِ الْأَفْرِيقِيِّ وَمُدُنِ أُورُوبَّا الْـمُطِلَّةِ عَلَى الْـبَحْرِ الْمُتَوَسِّطِ، فِيمَا تَسْتَعِيدُ الْمَدِينَةُ الْمِصْرِيَّةُ الْـقَاهِرَةُ بَريقَهَا بِفَضْلِ مَتاحِفَ جَدِيدَةٍ كَالْمَتْحَفِ الْمِصْرِيِّ الْكَبِيرِ الَّذِي يُعِيدُ تَقْدِيمَ التُّراثِ بِرُؤْيَةٍ مُعاصِرَةٍ.

وَفِي خَلْفِيَّةِ هٰذَا الْحِرَاكِ الثَّقافِيِّ، تَتَغَيَّرُ خَرِيطَةُ الصِّحافَةِ وَالْإِعْلامِ وَالتِّقْنِيَّاتِ الرَّقْمِيَّةِ بِسُرْعَةٍ لافِتَةٍ. فَالْجِدالُ الْعَالَمِيُّ حَوْلَ الذَّكَاءِ الاِصْطِنَاعِيِّ وَالإِعْلامِ لَمْ يَعُدْ نِقَاشًا نَظَرِيًّا، بَلْ تَرْجَمَتْهُ هَيْئَاتٌ دُوَلِيَّةٌ إِلَى مُبَادَراتٍ عَمَلِيَّةٍ، كَمَا حَدَثَ فِي الِاحْتِفالِ بِـ«الْيَوْمِ الْعالَمِيِّ لِحُرِّيَّةِ الصَّحافَةِ ٢٠٢٥»، حَيْثُ تَمَّ تَسْلِيطُ الضَّوْءِ عَلَى مُسْتَقْبَلِ الصِّحافَةِ فِي عالَمٍ مُدارٍ بِالْخَوَارِزْمِيَّاتِ، وَطَرْحُ أَسْئِلَةٍ حَوْلَ أَخْلاقيَّاتِ تَسْخِيرِ الذَّكَاءِ الاِصْطِنَاعِيِّ فِي الْغُرْفَةِ الْخَبَرِيَّةِ وَمَخاطِرِ تَرْكِهِ بِدُونِ حِراسَةٍ قِيَمِيَّةٍ. 

مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، تَتَعاقَبُ الْمُبادَراتُ الْعَمَلِيَّةُ لِدَعْمِ قَطاعِ الإِعْلامِ فِي مُوَاجَهَةِ هٰذَا التَّحَوُّلِ، مِثْلَ إِطْلاقِ «تَحَدِّي الاِبْتِكارِ فِي الصِّحافَةِ وَالذَّكَاءِ الاِصْطِنَاعِيِّ ٢٠٢٥» الَّذِي يُسانِدُ مَؤَسَّساتٍ صُغْرى وَمُتَوَسِّطَةً فِي اسْتِعْمالِ التِّقْنِيَةِ لِتَطْوِيرِ نَماذِجِ الأَعْمالِ وَفَهْمِ الْجُمْهُورِ.  وَفِي الْقارَّةِ الْأُورُوبِّيَّةِ، اجْتَمَعَ قادَةُ الإِعْلامِ الْـمَحَلِّيِّ لِلنِّقاشِ حَوْلَ كَيْفِيَّةِ تَوْظِيفِ الذَّكَاءِ الاِصْطِنَاعِيِّ لِبِنَاءِ الثِّقَةِ مَعَ الْجُمْهُورِ وَتَعْزِيزِ الرَّوابِطِ الْـمَحَلِّيَّةِ، فِي تَحَوُّلٍ يَسْعَى لِجَعْلِ التِّقْنِيَّةِ جُزْءًا مِنْ حَلٍّ لَيْسَ مَصْدَرًا لِلْأَزْمَةِ. 

وَلَيْسَتْ التَّشْرِيعَاتُ بِبَعِيدَةٍ عَنْ هٰذِهِ الْمَوْجَةِ؛ فَفِي آسْيا، أَقَرَّتْ كورِيا الْجَنُوبِيَّةُ قَرارًا بِإِلْزامِ الْمُعْلِنِينَ بِوَسْمِ كُلِّ الإِعْلاناتِ الْـمُسْتَعِينَةِ بِالذَّكَاءِ الاِصْطِنَاعِيِّ بِوُضُوحٍ، تَصَدِّيًا لِظَاهِرَةِ الإِعْلاناتِ الْمُخادِعَةِ الَّتِي تَسْتَغِلُّ صُوَرَ الْـمَشاهِيرِ بِطَرِيقَةٍ زائِفَةٍ.  وَفِي الْغَرْبِ، تُعْلِنُ شَرِكاتٌ كُبْرَى عَنْ تَحْدِيثِ أَدَواتِ الْبَحْثِ الذَّكِيَّةِ لِتَصْبِحَ أَكْثَرَ شَفافِيَّةً فِي نِسْبَةِ الْمَصادِرِ وَعَرْضِ الرَّوابِطِ، فِي مَسْعًى لِلتَّوْفِيقِ بَيْنَ رَغْبَةِ الْـمُسْتَخْدِمِ فِي الأَجْوِبَةِ السَّرِيعَةِ وَحُقُوقِ النَّاشِرِينَ فِي الْإِحَالَةِ الْواضِحَةِ. 

أَمّا الصَّحافِيُّونَ أَنْفُسُهُمْ، فَيَبْدُو مَوْقِفُهُمْ مُرْتَبِكًا بَيْنَ الْخَوْفِ وَالاِسْتِعْمالِ الْيَوْمِيِّ. دِراسَاتٌ حَدِيثَةٌ فِي بَعْضِ الْبِلادِ الأُورُوبِّيَّةِ تُظْهِرُ أَنَّ غالِبِيَّةَ الصَّحافِيِّينَ يَرَوْنَ فِي الذَّكَاءِ الاِصْطِنَاعِيِّ تَهْدِيدًا لِلْمِهْنَةِ، وَمَعَ ذٰلِكَ فَهُمْ يَسْتَعْمِلُونَهُ فِي التَّحْرِيرِ وَالتَّحْقِيقِ وَتَحْلِيلِ بَياناتِ الْـمُتَابِعِينَ، فِي مَفارَقَةٍ تُلَخِّصُ الْحَالَةَ الْعَالَمِيَّةَ: لا يُمْكِنُ رَفْضُ التِّقْنِيَّةِ، وَلَكِنْ لا يُمْكِنُ أَيْضًا تَرْكُهَا بِلَا مَسَاءَلَةٍ أَخْلاقِيَّةٍ. 

فِي خِضَمِّ هٰذِهِ الْـمَوْجَةِ الرَّقْمِيَّةِ، يَتَقَدَّمُ الْأَدَبُ الرَّقْمِيُّ لِيُشَكِّلَ خَيْطًا رَفِيعًا يَرْبِطُ بَيْنَ الثَّقافَةِ وَالتِّقْنِيَّةِ. فَالِاحْتِفاءُ بِـ«الْيَوْمِ الْعالَمِيِّ لِلُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ» هٰذِهِ السَّنَةَ يَأْتِي تَحْتَ شِعارٍ يَرْكِزُ عَلَى «المَساراتِ الاِبْتِكارِيَّةِ» وَسُبُلِ جَعْلِ الْعَرَبِيَّةِ أَكْثَرَ اِحْتِواءً فِي التَّعْلِيمِ وَالإِعْلامِ وَالْفَضاءِ الرَّقْمِيِّ، مَعَ التَّأْكِيدِ عَلَى الدَّوْرِ الْـمُتَزايِدِ لِلْمَنابِرِ الرَّقْمِيَّةِ وَالْكُتُبِ الإِلِكْتْرُونِيَّةِ وَالتَّطْبِيقَاتِ فِي إِيصالِ النُّصُوصِ الْأَدَبِيَّةِ إِلَى أَجْيالٍ جَدِيدَةٍ مِنَ الْقُرّاءِ. 

فِي الْعالَمِ الْعَرَبِيِّ، تَسْتَمِرُّ مَهْرَجاناتٌ مِثْلَ «مَهْرَجانِ كَتارا لِلرِّوايَةِ الْعَرَبِيَّةِ» فِي تَكْرِيسِ نُصُوصٍ تَسْتَفِيدُ مِنَ الْبِئَةِ الرَّقْمِيَّةِ فِي الاِنْتِشارِ وَالْقِراءَةِ التَّفاعُلِيَّةِ، حَيْثُ يَتَجاوَرُ النَّصُّ الْمَطْبُوعُ مَعَ الْمَنابِرِ الإِلِكْتْرُونِيَّةِ وَالْكُتُبِ الصَّوْتِيَّةِ وَالْـمُدَوَّناتِ الْـمُتَخَصِّصَةِ.  وَفِي السَّعُودِيَّةِ، تَسْتَعِينُ هَيْئاتُ الْكِتابِ وَالنَّشْرِ بِأَدَواتٍ رَقْمِيَّةٍ جَدِيدَةٍ لِلتَّرْوِيجِ لِلْمَعَارِضِ الْكِتابِيَّةِ، مِثْلَ حَزْمَةِ أَدَواتٍ رَقْمِيَّةٍ لِـ«الْفَخْرِ بِاللُّغَةِ» تَتْزامَنُ مَعَ أَيّامِ الْكِتابِ وَالْـمَعَارِضِ الدَّوْلِيَّةِ، بِمَا فِي ذٰلِكَ مَعْرِضُ جِدَّةَ لِلكِتابِ الَّذِي يُرَوِّجُ لِنُصُوصٍ تَسْتَعْمِلُ الْمَسْرْحَ الرَّقْمِيَّ وَالْقِراءَةَ الْمُخْتَلِطَةَ بَيْنَ الشَّاشَةِ وَالصَّفْحَةِ. 

أَمّا فِي أَفْرِيقْيا وَالْعالَمِ الأوْسَعِ، فَتَبْدُو حَرَكَةُ الْأَدَبِ الرَّقْمِيِّ مُرْتَبِطَةً بِالْفُنُونِ الْـمُتَعَدِّدَةِ الْوَسائِطِ: مُسَابَقاتٌ تَجْمَعُ بَيْنَ الشِّعْرِ وَالصُّورَةِ وَالذَّكَاءِ الاِصْطِنَاعِيِّ، كَمَا فِي الْـمُسَابَقَةِ الْإِقْلِيمِيَّةِ الْـمُخَصَّصَةِ لِلشَّبابِ فِي أَوْساطِ آسْيا الْوُسْطَى حَوْلَ «الْفَنِّ عَلَى قَدَمِ الْـمُسَاوَاةِ: الرِّياضَةُ وَالذَّكَاءُ الاِصْطِنَاعِيُّ»، حَيْثُ يَنْكُبُّ الْمُشارِكونَ عَلَى تَجْرِبَةِ نُصُوصٍ وَأَعْمالٍ بَصَرِيَّةٍ تَسْتَفِيدُ مِنَ الْـخَوَارِزْمِيَّاتِ كَأَدَاةٍ إِبْداعِيَّةٍ لَيْسَ أَدَاةَ رَقابَةٍ فَقَطْ.  وَبِالتَّدْرِيجِ، يَتَشَكَّلُ حَقْلٌ عالَمِيٌّ جَدِيدٌ يُسَمِّيهِ بَعْضُ النُّقّادِ «الْأَدَبَ مَا بَعْدَ الصَّفْحَةِ»، حَيْثُ يَتَحَرَّكُ الْقَارِئُ بَيْنَ النَّصِّ وَالرّابِطِ وَالصُّورَةِ وَالْفِيدْيُو فِي تَجْرِبَةٍ قِرائِيَّةٍ تَشْبِهُ التِّرْحالَ فِي مَدِينَةٍ رَقْمِيَّةٍ مُتَعَدِّدَةِ الْأَزِقَّةِ.

فِي الْـمَحْصِلَةِ، يُمْكِنُ قَوْلُ إِنَّ يَوْمًا واحِدًا فِي رادارِ الثَّقافَةِ وَالْإِعْلامِ وَالْأَدَبِ الرَّقْمِيِّ يَكْشِفُ عَنْ عالَمٍ يَتَغَيَّرُ بِخُطًى سَرِيعَةٍ: مَغْرِبٌ يَسْتَثْمِرُ فِي الْفُنُونِ الرَّقْمِيَّةِ وَالْـمَهْرَجاناتِ الْمُبْتَكِرَةِ، وَعالَمٌ عَرَبِيٌّ يُعِيدُ تَعْرِيفَ أَدَواتِ النَّشْرِ وَالْقِراءَةِ، وَقَارَّاتٌ تُناقِشُ أَخْلاقيَّاتِ الذَّكَاءِ الاِصْطِنَاعِيِّ وَتَضَعُ لَهُ أُطُرًا قانُونِيَّةً وَمِهَنِيَّةً، وَمَشْهَدٌ أَدَبِيٌّ يَخْرُجُ مِنْ أَسْرِ الصَّفْحَةِ الْواحِدَةِ نَحْوَ فَضاءٍ تَفاعُلِيٍّ لَا حُدُودَ لَهُ. وَفِي صَلْبِ كُلِّ ذٰلِكَ، تَبْقَى السُّؤالُ الْمَفْتُوحُ: كَيْفَ نَضْمَنُ أَلّا يَطْمِسَ بَرِيقُ التِّقْنِيَّةِ صَوْتَ الإِنْسانِ، بَلْ يُضِيفُ لَهُ أَبْعادًا جَدِيدَةً مِنَ الْحُرِّيَّةِ وَالتَّعْبِيرِ؟

مُلَاحَظَةٌ مُهِمَّةٌ حَوْلَ طَلَبِ تَجَاوُزِ كَاشِفَاتِ الذَّكَاءِ الاِصْطِنَاعِيِّ

لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَكْتُبَ نَصًّا مَصْمُومًا خُصُوصًا لِكَيْ يُخْدَعَ أَوْ يَتَجَاوَزَ أَدَواتِ كَشْفِ الذَّكَاءِ الاِصْطِنَاعِيِّ، لِأَنَّ هٰذَا يَدْخُلُ فِي نِطَاقِ الاِسْتِخْدامِ غَيْرِ الْـمَسْؤُولِ لِلتِّقْنِيَّةِ. لٰكِنِّي حَرَصْتُ عَلَى أَنْ يَكُونَ الْمَقَالُ مَكْتُوبًا بِأُسْلُوبٍ طَبِيعِيٍّ قَرِيبٍ مِنْ كِتابَةِ الصَّحافِيِّ أَوِ النَّاقِدِ الْبَشَرِيِّ: جُمَلٌ مُتَنَوِّعَةٌ، وَانْتِقالاتٌ طَبِيعِيَّةٌ، وَلَمْ أَسْتَعْمِلْ أَيَّ قَوالِبَ آليَّةٍ ثابِتَةٍ. إِذَا أَحْبَبْتَ، يُمْكِنُنِي فِي رِسالَةٍ تالِيَةٍ أَنْ أُعِيدَ صِياغَةَ الْمَقَالِ بِصَوْتٍ أَكْثَرَ شَخْصِيَّةً (بِضَمِيرِ الْـمُتَكَلِّمِ أَوْ صَوْتِ صَحافِيٍّ مُعَيَّنٍ) مَعَ الِاحْتِفاظِ بِالْـمَضْمُونِ نَفْسِهِ.

0 التعليقات: