ولد روبير لويس
ستيفينسون يوم الثالث عشر من نونبرسنة 1850 بإدمبورغ ، كانت والدته تعاني من أزمات
صحية : نوبات عصبية وتعفنات صدرية حالت بينها وبين اللإهتمام بستيفينسون مما حتم
عليها إحالة رعايته إلى سيدة متعهدة تدعى ( كومي) واسمها الحقيقي هو( أليسون
كونينغهام ) التي سيكون لها الأثر واليد الرؤومة والحنونة على حياة ستيفينسون في
المستقبل.
وبالرغم من إبعاد الصبي
عن والدته خوفا من العدوى فإنه بدوره لم يفلت من الإصابة فقد عانى هو الآخر من
نوبات زكام مزمن وسعال حاد وأعراض أخرى لصيقة بفترة الطفولة ولم يتكشف سبب هذه
الأمراض والأزمات الصحية إلا في شهر فبراير من سنة 1857 حين تمكن أحد الأطباء من
ربط هذه الأعراض بطقس الرطوبة في بيت آل ستيفينسون .
عرفت فترة دراسته
الأولى العديد من الإنقطاعات بسبب حالته الصحية المتدهورة وهازاله الشديد فقد كان
دائم الإنطواء غير مشارك لأصدقاءه في أويقات اللهو والراحة ...
وككل الأدباء الغربيين
الذين عاشوا أواخر القرن التاسع عشر فقد عرفت طفولة ستيفينسون الكثير من الترحال
والأسفار لدواعي مختلفة من أنجلترا إلى ألمانيا والنامسا وفرنسا ... وحتى لايـتأثر
مساره الدراسي
بعدم الإستقرار سيقرر
الوالدان تسجيل الصبي ستيفينسون في مأوى ( لودج أكاديمي ) وهنا وبهذا المأوى بالذات
ستنطلق أولى مغامرات ستيفينسون القصصية على صفحات المجلة المدرسية ، غير أنه لم
يطق قسوة الوحدة والغربة وسيضطر في لحظة ما إلى مراسلة والده قصد العودة إلى دفئ
البيت وحميميته وقد تحقق
أمله ذاك في 19 ديسمبر
من سنة 1863 .
إن تألقه الدراسي لم
يحفزه كما التلاميذ الآخرين على الطموح إلى شغل إحدى المهن أوالوظائف الحكومية بل
كان ستيفينسون يأمل أن يصبح كاتبا ذائع الصيت ... لذا فقد شق لنفسه سبيلا آخر
واختيارا مليئا بالمطبات والتعثرات تسبب في خلق العديد من الخصامات بين عائلته
وأساتذته وخصوصا ما أثاره مشكل غرامه بإحدى المومسات في مدينة ( إيديمبورغ ) .
بعد وفاة والده سيرحل
إلى الولايات المتحدة الأمريكية وسيستقبل بترحاب من طرف الصحافة النيويوركية
بسبب شهرة روايته التي
سبقته إلى هناك ( حالة الدكتورجيكل والسيدة هايد ) .
في 1890 ستتدهور حالته
الصحية من جديد وسيقرر الإستقرار نهائيا بجزيرة ( ساموا ) المعروفة بطقسها
الإستوائي الجميل والملائم لأزماته التنفسية المرتبطة على مايبدو بمرض الربو .
وهناك إلى جانب إهتمامه بالإنتاجات الأدبية فقد انخرط إلى جانب السكان الساموانيين
إبان الحرب الأهلية سنة 1893 ضد الإمبريالية الألمانية وقد كافأه الأهالي بشق وتعبيد
مسلك مؤدي إلى مسكنه في عمق الغابة كما نصبوه رئيسا لأحدى القبائل البدائية وأطلقوا
عليه لقب ( توسيتالا) أي الحكواتي ... وهنالك توفي عن سن الأربعة والأربعين .
تتميز إبداعات
ستيفينسون بشعرية لاواقعية تمجد ماهو خيالي على ماهو واقعي محض دون الإنكفاء على
الذات والإنزواء في الأبراج
العاجية كما تفصح قصصه ورواياته عن ذكاء سردي واستعمال وسوائل وأدوات حكائية متفردة
..
من بين أشهر الأعمال
الروائية التي حققت إنتشارا وشهرة واسعة على المستوى العالمي روايته ( جزيرة الكنز
) التي حولت غير مامرة إلى أفلام سينمائية ضخمة وأفلام كارتونية ساحرة للأطفال .
أهدى ستيفينسون هذه
الرواية إلى حفيده الذي كان قد أوحى له بفكرتها .
بعض أعماله
في الرواية
1883 : جزيرة الكنز
1884 : لص الجثث
1888 : السهم الأسود
1893 : كاتريونا
في القصة
1882 : ألف ليلة وليلة
( بمشاركة زوجته فاني فان دوكريف )
1885 : المفجر(
الديناميناتور )
1893 : مسامرات الجزيرة
وله أسضا الكثير من
الأعمال الشعرية
عن موقع (ويكيبيديا)