حوار مع القاص عبده حقي لجريدة المنعطف المغربية
أنتصر للكلمة الجميلة التي تجعلنا نسبق عتمة الباطن إلى شمس المستقبل
· ما هي الثقافة بالنسبة لك؟
الثقافة وبعيدا عن كل الموضوعات والتنظيرات المؤدلجة التي ضخت الفكر الإنساني بالكثير من دماء الوعي النسبي والمغلوط في الغالب هي في رأيي ككائن مصاب بعاهة الإبداع... التي عصفت بذاكرة إنسان ما قبل التاريخ. والثقافة بهذا المعنى ذاكرة كونية مرهونة بزمنها اللافيزيقي الذي لا يأتمر بأوامر الشمس والقمر.. إنها زمن اللازمن حيث بإمكاننا أن ننبعث ونتجدد بها وربما نحقق حلما الميتافيزيقي في القبض على تبتة الخلود.. إنها أيضا ذاك الجسر التاريخي الموشى بباقعات الاستيتيقا والذي تجري من تحته أنهار الحبر والعرق والدمع.. وعموما فالثقافة بالنسبة لي هي كل ما تقع عليه عين الباطن وبالتالي لا يمكنني في هذا الحيز أن أتحدث عن ثقافة مخصوصة وإنما عن ثقافات متعددة.
· هل يستطيع المثقف في غياب السياسي أن يصنع امبراطوريته؟
ماذا تعني بامبراطوريته، ما شكل وحدود تضاريسها وشرائعها... وبما تعني هرمه الممجد، نصبه التذكاري الذي يتربع في مدارة المدينة الفاضلة. بالأمس كانت القبيلة ثم الزاوية فالحزب ومستقبلا الجمعية كلها مواقع سياسية تنهض على رؤية تتغيا المغايرة بآليات براغماتية بالأساس وقد علمنا تاريخ الفكر الإنساني المنقوع في التواطؤات أن الرهان على رأسمال اللغة هو وهم كل الوهم وبالتالي فالمنتوج الثقافي في غياب السياسي لا يعدو أن يكون لها وراء سراب ماكر.. إننا أمام (ديليم) صعب. تسييس الثقافة أم تثقيف السياسة؟ وأنا كقاص ومثقف مفترض بين هذا وذاك انتصر للكلمة الجميلة التي تجعلنا نسبق عتمة الباطن إلى شمس المستقبل.
· كيف ترى انخراط المثقف في الحزب؟
أي مثقف وعن أي حزب تتحدث؟ هناك في العالم العربي تناسل لأشباه المثقفين الذين تواضعوا الدكتاتورية الحزب الوحيد فرفعهم إلى منصة "البوديوم" وأغدق عليهم "الحزب الوحيد" من ضرائب الشعب في أردىئ أزمنة الكليانية، والمثقف في ظل هذا الوضع إما أن يكون أولا يكون.. إما ثقافة وفكر "الهنا" أو شتات الهناك... إما النفي والاغتراب أو المنذويب الممنهج.
في الغرب الذي راهن على التعددية الحزبية والاختيار الديموقراطي منذ الاستقلال تبدو العلاقة بين المثقف والحزب موسومة بتنازلات اللامتناهية.. إنها علاقة غير متكافئة وملتبسة إذ لا أحد من طرفي المعادلة يفصح عما يراهن به على الآخر في غياب استراتيجية يحركها فعل التحديث وتنتفي منها علاقات الماضوية والمرجعيات المتاكلة..
· كيف تقيم العلاقة بين المثقف والسياسي هي الوضع الراهن؟
إنها علاقةتحاول أن تؤسس لفضاء اشتغالي عقلاني، مرن وفق تصورات الاقحية تنتصر لقيم جديدة فرضتها عاصفة العولمة بصحونها المقعرة تلاقحية تنتصر لقيم جديدة فرضتها المقعرة وهواتفها المحمولة وعناكبها المعلوماتية وأخيرا تنافسيتها الشرسة.
حاوره: بوعلي لغزيوي.خاص بجريدة المنعطف
0 التعليقات:
إرسال تعليق