الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الثلاثاء، أبريل 03، 2018

ماهي الميديولوجيا ؟ ترجمة عبده حقي

الميديولوجيا علم أسسه روجيه ديبري وهوعلم خاص بدراسة الوظائف الإجتماعية السامية (الدين ، الفن ، السياسة ، الإيديولوجيا) والعقليات أيضا في علاقاتها مع المنظمات الإنسانية وبنيات التحول التي ترتبط بالتطورالتكنولوجي (الشبكت لإجتماعية ، السرعة أنواع الذاكرة المحافظة).
إن هذا العلم يدرس إذن العلاقات بين الأشكال النبيلة للوجود الإجتماعي الذي به يعتقد أي إنسان والمجال الأدنى أي المؤسسات اليومية .
إن عالم الميديولوجيا ليس إختزاليا أوماديا بالضرورة لكنه يفضل أن يختبرالأفكار في مقارنتها مع الحقائق المبتذلة التي تمكنه من الإنتصارلها قبل تجزيئها .
وعكس وسائل الإعلام (الميديا) فالميديولوجيا تهتم بوسائل التنقل ، بالتقنيات مثل الحاسوب والمدياع أوبأشكال التنظيمات مثل (الحزب ، المدرسة ، الكنيسة ) التي تنقل وتروج للدعاية ، بمعنى بالوسائط التي تنقل الأفكارالمجردة إلى حقائق إجتماعية صرفة وهذا يقودنا إلى ثلاث طرق أساسية لمقاربة هذا الموضوع .
1 ــ على مستوى التفكيرفي التقنيات ، حيث نجد بعض النتائج المنطقية منها ظهورالورق ، الدراجة الهوائية أوالشبكة العنكبوتية . فمالذي حصل في هذا المستوى ؟ ماهي تأثيراته الإجتماعية والمعنوية ؟ مالذي أصبح مفكرا فيه والذي أصبح غيرمفكرا فيه ؟ مؤرخا أومتجاوزا ؟ ذو قيمة عالية أومبتذلا ؟ أية رؤية تكونها التكنولوجيات الحديثة في أذهاننا عن هذا العالم الضمني ؟ كيف نتفاعل مع التكنولوجيا السابقة ؟ ماهي المقومات والتحريفات التي تنتج عنها ؟ كيف تنظم الوسط الإيكولوجي المدني الذي تتمظهرفيه ؟ إدراك الزمن والفضاء والذاكرة ؟ وأخيرا ماهو تأثيرالآلة في روح الإنسان ؟
ـــ على مستوى التفكيرالإديولوجي ، لماذا وكيف أصبحنا متعلمين وتقنيين تلقائيا ؟ كيف أصبحنا مرتبطين ببعض الأشياء المستعملة ؟ كيف أصبحنا إنتاجا لما أنتجناه ؟ الآلات التي تمدد أجسامنا ، أحاسيسنا أوعقولنا والمجموعات التي ننتمي إليها ، إننا من دون شك نصنع المركبات التي تضاعف من قوتنا ، أحاسيسنا وذاكراتنا .
ـــ على مستوى الإيمان والمعتقدات . الوسائل ونجاعة البروباغاندا . البحث عن شروط الإقناع .. أي نوع من الإنخراط والتنظيم وتشخيص الرسالة (الميساج) تجعله فعالا وذا جدوى ؟ ماهي الوسائل التي ستساعد على إنتشاره واستمراره ؟
في المقابل ، هل يمكن أن تصيرترتيبا ميديولوجيا ؟ أية أحكام قيمة صادرة وأية أنظمة معنوية وأية خطابات يروج لها أو لايروج ؟ ولنكن أكثردقة ولنفكرفي التلاحم المنتج بين الوسائطية والميساج ليس على مستوى المفاهيم الثنائية (فعالغيرفعال) وإنما على غرارإعادة تنظيم التراتبية بل نمط الأفكار: إلى ما تشبه الإعلانات المتداولة والمنتشرة بيننا ؟

بمعنى آخر، إن الميديولوجيا تهتم بنظم الإكراهات المادية والتوجيهات التقنية التي بواسطتها يمرالخطاب وتهتم أيضا بنظم الإعتقاد وتحولاتها في المستقبل وأخيرا إنها تهتم أيضا بالأفكارالعامة باعتبارها علاقات بين وسائل التواصل وبين السلطة .

0 التعليقات: