محمد نجيم (الرباط) صدر مؤخراً عن دار روافد للنشر
والتوزيع بالقاهرة، بالشراكة مع مجلة باحثون للعلوم الاجتماعية والإنسانية بالمغرب،
كتاب جماعي بعنوان «شبكات التواصل الاجتماعي وصناعة الرأي العام في العالم العربي»
وقد أعده ونسق مواده الباحث المغربي عياد أبلال.
وشكلت شبكات التواصل الاجتماعي، منذ مطلع الألفية
الثالثة، إحدى أهم الوسائط الاجتماعية للتواصل ذات الاستقطاب الجماهيري المفتوح، وباتت
صناعة القرارات السياسية والاجتماعية وحتى الاقتصادية تعتمد بشكل كبير على ما يروج
عبر هذه الشبكات، لتتحول بالتالي من مجرد وسيط تواصلي افتراضي إلى شبكات معقدة بامتياز،
عملت على محو الفواصل والحواجز بين الدول والشعوب بشكل غير مسبوق، مما جعلها بحق إحدى
آليات تكريس العولمة، التي حولت العالم إلى قرية صغيرة، خاصة بعد أن انتقلت هذه الشبكات
إلى وسيط للإخبار وتداول المعلومة، مما جعل الإعلام، حسب مقدمة الكتاب، ينتقل من البعد
المؤسسي إلى البعد الشعبي والجماهيري، وتحول من ثم كل مبحر افتراضي في الشبكة العنكبوتية
إلى صحفي وإعلامي يشارك بشكل أو بآخر في الصناعة الإعلامية نقداً وتحليلاً، إنتاجاً
للمعلومة واستهلاكاً لها في الآن نفسه، بعد أن تحولت هذه الشبكات بدورها إلى وسائط
لنشر المعلومة وتداولها.
في السياق نفسه، بدت صناعة الرأي، بحسب أبلال، مرتبطة
بشكل كبير بهذه الشبكات التي وجدت في تعطش الشباب، وكافة الفئات المحرومة في العالم
العربي من التعبير والمشاركة السياسية والاجتماعية، للديموقراطية وحقوق الإنسان، بشكل
أصبحت معه هذه الوسائط مؤسسات افتراضية انصهرت فيها كافة السلطات المؤسسة للاجتماع
والعمران البشريين. وهكذا بتنا نشهد انتقادات لأحكام قضائية، ورفض أخرى، مطالبات بفتح
تحقيقات قضائية، نقد مراسيم ونصوص تشريعية، انتقاد السلطوية والاستبعاد الاجتماعي والاقتصادي.
مما جعل هذه الشبكات تتحول إلى منصات لتوجيه النقد والاحتجاج إلى مختلف السلطات: القضائية،
التشريعية، والتنفيذية... وهو ما يمكن أن نستدل عليه بما يروج على صفحات الفيس بوك
والتويتر، أو عبر الواتساب كناقل للمعلومة صورة وصوتاً، بشكل يجعلنا نشهد ميلاد سلطة
تفكيكية تعتمد الهدم والبناء، للثقافة، والفن، والسياسة، والدين... ولكافة مجالات الحياة
اليومية.
ويحاول الكتاب الرد على أسئلة منها: كيف باتت هذه
الشبكات تلعب دوراً محورياً في صناعة الرأي العام وتوجيه النخب والجماهير نحو الفعل
الاجتماعي والسياسي في سياق تجديد البراديغمات المؤسسة للاجتماع والإجماع؟ وما طبيعة
هذا الرأي العام؟ وكيف يشتغل تفكيكياً على المستوى القيمي، بشكل يجعل هذه الشبكات أحياناً
(فيسبوك، واتساب...) آلية من آليات التشهير بالحياة الخاصة ونشر الضغينة والانتقام؟
وما أهم ملامح وخصوصيات أنماط الهوية الجديدة التي تعمل هذه الشبكات على بلورتها وصياغتها
في صفوف شعوب العالم العربي ؟
وشارك في هذا الكتاب كل من: غمشي الزهرة، سلمى بنعسيد،
مطرف عمر، عبد الرزاق أبلال، خديجة قاوقو، منتصر حمادة، بوجمعة العوفي، عبده حقي، محمد
مرشد، وإبراهيم حجري
0 التعليقات:
إرسال تعليق