الإبداع والجنون : ما هو السبب الحقيقي الذي يجعل الكتاب والشعراء غريبي الأطوار .. يسير الإبداع
والجنون معا جنبًا إلى جنب في حياة الكتاب والشعراء ؟
إن شغب الكتاب والمبدعين يجعلهم مبتكرين ، وتمردهم يفضي
بهم إلى العزلة ، وشيطناتهم الغريبة تجعل الناس يسيئون فهمهم والعواطف الناتجة عن ذلك
تجعل منهم فنانين معبرين . يبدو في هذه الحالة أن الإبداع والجنون يسيران جنباً إلى
جنب في حياة هؤلاء الأشخاص .
هل سبق لك مثلا أن حضرت ندوة أو لقاء لكاتبات وكتاب أو
فنانات وفنانين ؟ هؤلاء ليسوا كتّابا مع معلنين وأخصائيي التسويق الذين يتلون على الناس
كيف يبدعون أكثر من أجل كتابة قصائدهم وكتبهم ، بل الاجتماعات التي يحضرها الكتاب في
شكلهم الخام ، حيث يكتبون من أجل عشق الكتابة . من المرجح أن يكون لدى غالبية المبدعين
الحاضرين شعر طويل وهم متوجسون ، ولهم قواعد لباس مختلفة وغير تقليدية " تعبر
عن هويتهم ".
لماذا هؤلاء الكتاب والشعراء غريبي الأطوار هكذا ؟ هذا سؤال
يقودنا إلى السؤال القديم الذي يبدو أن لا أحد عثر بعد على الإجابة عنه : لماذا يختلف
هؤلاء الكتاب والشعراء عن الناس العاديين؟
يجب التأكيد على أن الذهان لا يجعل بالضرورة المريض مصابا
بالفصام أو ازدواجية الشخصية ، وهما من أشهر أنواع "الجنون" . بل إنه ببساطة
مستعد بشكل طبيعي لسلوك مشابه لمرض قد يكون أكثر خطورة . ربما كان هذا واضحًا في حياة
الشاعر الشهير جيمس جويس ، المعروف بكتابته لقصائده وهو ممددا على بطنه في السرير ومرتديا
معطفًا أبيض . كان لديه استعداد محتمل لتقلبات المزاج ، غير أنه عاش حياة طبيعية .
من جانبها لم تكن ابنته لوسيا (Lucia ) لديها
حالة لكي تصبح مجنونة . فهل يمكن أن ينتقل المرض الأكثر خطورة من الأب إلى ابنته ؟
حتى جيمس جويس نفسه طرح هذا التساؤل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق