يتعلق الأمر هنا
بموضوع عريض جدا (مأزق خطير، قد يقول البعض) والذي عرف تقهقرا عدة مرات في تاريخ
الفكر منذ النموذج الأفلاطوني ثم الأرسطي ومن الميميائية
إلى النقاش حول العلاقة
بين الواقع والخيال - أو حتى منذ تحليلات ديريدا حول العلاقة بين الأدب والواقع .
من بين أحد المواضيع المتكررة لهذا النقاش يتعلق بالتعارض بين المقلد والمقلد وهما
قطبان تم ربطهما بقيمة مميزة حيث يتم اعتبار المقلد (بكسر الميم) عمومًا "أقل
واقعية" من المقلد (بفتح اللام) . هذا النقاش يتجسد في قطبية أخرى ستثير
انتباهنا هنا تلك التي يتعارض فيها الخيالي مع الواقعي . إن هذان الزوجان المفهوميان
لن يطرحا بمعزل عن بعضهما البعض : إنهما مرتبطان بسلسلة كاملة من التعارضات التي
تطرح نفس المشكلة الوجودية : بين الوجود واللاوجود ، بين الرمزي واللارمزي
، بين الخطابي وغير الخطابي. يتعارض الخيال مع الواقع مثلما يتعارض الفضاء الخطابي
مع الفضاء غير واللاخطابي ، ومثلما يتعارض المقلد مع المقلد ، وحيث يتعارض الرمزي
مع اللارمزي من دون أقل رغبة لإنشاء خريطة لهذه التعارضات ولا لتحليل خصوصياتها أو
حتى لتحديد تطورها في تاريخ الفكر وسنكتفي بتعليق حقيقتهما الظاهرة من خلال تقديم
الطريقة التي تم بها التطرق لها من قبل كاتبين اثنين من أكثر المؤلفين "تمثيلية"
وهو المفهوم نفسه من هذا التاريخ الفكري "جان بول سارتر وجاك
دريدا". من هناك يمكننا أن نفكر في
الخيال ككائن - وهذا ما يدافع عنه سارتر في كتابه L'imaginaire المتخيل.
ستروم هذه
المقالة إلى التميز عن علاقة التعارض : في الحقيقة يبدو لنا أن الرقمية تؤدي إلى
التطابق بين المفهومين (خيالي وواقعي ) القادرعلى إضعاف هذا التعارض المفترض بشكل
كبير. وبعيدًا عن "التشويش " على الحدود بين المتخيل والواقع وفقدان
القارئ لهدف عدم معرفة هذا الأخير أي جانب أنطولوجي يتواجد فيه حيث قام بعض النقاد
بتحليله سنحاول هنا أن ننظم مجال الحضور أو التعايش مما يسمح لنا بتحديد هذا
التعارض التقليدي . وسوف نتسأل أيضًا عما إذا كان سيتم إنشاء بنية أنطولوجية جديدة حيث سيكون فيها هذا
التعارض غير مهم . على سبيل المثال هناك عديد من المشاريع
الأدبية القائمة على برنامج الخرائط المعاصرة مثل خرائط Google و Google
Street View
و Google Earth
إلخ. تدعونا لتجاوز هذا التعارض بين المتخيل والواقعي . تعد هذه البرامج التي
تجعلنا منغمسين في الخريطة شكلا جديدا تمامًا من التحليق عبر الإنترنت.
يتبع
يتبع
0 التعليقات:
إرسال تعليق