الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الأربعاء، مارس 04، 2020

هل الكتابة بالقلم باتت من التاريخ القديم ؟ عبده حقي


في رأي أحد أساتذة الأدب بجامعة هارفارد، فإن التراجع في الكتابة بالقلم في زمن تعاظم دور العالم الرقمي قد يضاعف من فقرً تنوع الأساليب. أحيانا تخاطب شخصا ما قائلا : هل لديك قلم ؟ ويكون جوابه بالنفي "لا". يقينا في بيئة رقمية، متنقلة وغير مادية تؤول الكتابة اليدوية إلى التراجع بلا هوادة.
عند تسوية فاتورة ما، يزودنا المستخدم في كثير من الأحيان بشاشة "لتوقيعها إلكترونيًا" يلاحظ الأستاذ ديدر لانش في المدونة الأمريكية للمناقشات الفكرية عبر الإنترنت . ومع ذلك يطالب هو والكثير من زملائه من طلابهم بأن يستعملوا أدواتهم القديمة الجيدة في القرن العشرين : الأقلام والورق .أظهرت عديد من الدراسات العلمية العلاقة بين تدوين الملاحظات الطويلة وتحسين مهارات الفهم والذاكرة.
عندما يهدي مؤلف عمله، فإن أثره المكتوب بخط اليد في توقيعه يعطي ضمانًة لمصداقية الكتاب. هناك بعض ملمح من الرومانسية في الكتابة اليدوية حيث يلمح المرء مشاعره وشخصيته ومزاجه ...
تُظهر الدراسة التي أجراها الباحثان تروبيك ودوكلاس مؤخرًا إلى أي مدى في التاريخ الطويل للبشرية طغت مُثُل الصرامة في الإنتاج والأتمتة على قيم الترويج للخصوصيات الفردية . إن ميلنا إلى الكتابة على لوحات المفاتيح التي تحمل نفس الحروف ونفس معايير الطباعة ينطوي على مخاطر توحيد معاييرنا والتسبب في فقدانها.
على الرغم من كل هذا، فإن اختراع المطبعة جعل من الممكن نشر وتنويع أنماط الخط وكان فرصة جديدة لتطوير الثروات الأسلوبية بالتزامن مع إزالة الجهد المطلوب للكتابة اليدوية خاصةً عندما يتعلق الأمر بنسخ آلاف الصفحات. من ناحية أخرى لا يزال المدافعون عن الكفاءة والرقمية غير قادرين على شرح غياب قلم في محفظتنا مازال يعقد أحيانا بعض أعمالنا .


0 التعليقات: