الفصـــل 25 من دستور المملكة : حرية الفكر والرأي والتعبير مكفولة بكل أشكالها. حرية الإبداع والنشر والعرض في المجالات الأدبية والفنية والبحت العلمي, والتقني مضمونة.


الجمعة، نوفمبر 19، 2021

ملف حول مستقبل النشر الورقي والإلكتروني اليوم مع الأستاذ عمر الفاتحي : من إعداد عبده حقي


طرحنا هذا السؤال قبل عشر سنوات حول مستقبل النشر الورقي والإلكتروني على عديد من الكاتبات والكتاب فكيف يبدو المشهد اليوم وهل صدقت الرؤية عند البعض فيما خابت تكهنات البعض الآخر .

اليوم مع الأستاذ الراحل عمر الفاتحي :نشير فقط بأن الأستاذ عمر الفاتحي قد توفي في  السبت 6اكتوبر2018

 بخصوص موضوع النشر الإلكتروني، وتداول المواد الإبداعية والثقافية عموما عن طريق الشبكة العنكبوتية: أنا لا أتحمس له كثيرا. القراءة والكتابة على الحاسوب تصيب بالتوتر والقلق، وتحرمني شخصيا من الأناة والهدوء الضروريين للكتابة والقراءة. إن احترامي لما يبدعه الآخرون، ورغبتي في التفاعل معه على أفضل وجه، يقتضي مني دائما طبع المادة على الورق أولا، ثم آخذ وقتي الكافي لمحاورتها.

لذلك أعتقد شخصيا أن النشر الإلكتروني المحفوف دوما بالتوتر وهاجس الزمن، والخاضع لنزوات وأعطاب وإكراهات الآلة التقنية… كل ذلك يجعلني أعتقد أن النشر الورقي سيبقى دائما متربعا على عرش تداول الكلمة.
      مع ذلك يحدث أحيانا أن أفكر بأن هذا الرأي لا ينبني على رؤية موضوعية صرفة، بل يدفعني إلى تبنيه حماسي الضعيف للنشر الألكتروني، و احتفاظي بعلاقة حميمية مع الورق، في حين أنه قد تكون هناك عوامل أخرى تدفع باتجاه التضييق على النشر الورقي، من قبيل اعتماد هذا الأخير على
مادة الورق المهددة بالتقلص، مما قد يدفع إلى البحث عن بدائل أخرى، أحدها موجود بالفعل ويطرح نفسه بقوة ألا وهو النشر الالكتروني.
على المدى القريب ، لايمكن الحيث عن إختفاء الورق ، بل ستبقى له الغلبة ، خاصة في أغلب دول العالم الثالث
والمغرب من بينها بطبيعة الحال ، بحكم تخلف هذه الدول في تكنولوجيا الاتصال والاعلام . لكن الوضعية على المدى الطويل ستكون فيه الغلبة للنشر الالكتروني ، نظرا لسهولة ذيوعه وإنتشاره ، عكس النشر الورقي وما يكلف صاحبه من مشاق وتكاليف مادية . وفي إعتقادي المتواضع أن المغرب يعيش ألان مرحلة إنتقالية ، يتعايش
فيها النشر الورقي والنشر الالكتروني ، وسينتقل إلى مرحلة أخرى ، سيصبح معها النشر الورقي ثانويا ، لعدة
إعتبارات :
أولها تزايد الوعي لدى المثقفين والاعلاميين بإهمية النشر الالكتروني سواء على المستوى الوطني أو المستوى الدولي ، وهو مايفسر أن أغلبهم أصبحت لهم مواقع إلكترونية على شبكة الآنترنيت ، بما فيها حتى المنابر الاعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة.
ثانيا : الاقبال المتزايد من طرف الشياب على شبكة الانترنيت ، كمصدر للمعلومات ووسيلة للثتقيف ، والذي سيعرف تطورا ملحوظا وكبيرا ، كل شئ ، سيصبح قابلا للتحميل : روايات ، دوواين شعرية ، أفلام ، مسرحيات

فنون تشكلية ، صحف ومجلات    ، مع ما سيثيره هذا الموضوع من إشكالات قانونية ، حول حماية الحقوق الفكرية والأدبية المنشورة على الشبكة العنكبوتية .

0 التعليقات: